سيريا ستار تايمز

إسرائيل تنذر سكاناً في غزة لإخلاء مناطقهم.. سرايا القدس نفذت كمينا مركبا ونتنياهو يسحب المفاوضين ويتمسك بصفقة جزئية


في اليوم الـ66 من استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، قالت مصادر طبية إن 54 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة في القطاع. كما أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 107 فلسطينيين وإصابة 247 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبينما تزداد الضغوط الأوروبية على إسرائيل وسط تخوّف تل أبيب من عزلة دولية، نددت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا بإطلاق إسرائيل النار على الوفد الدبلوماسي الأوروبي خلال زيارته جنين في الضفة الغربية. وفي سياق متصل، قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية بواشنطن في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في العاصمة الأميركية مساء أمس، في حين ذكرت وسائل إعلام أميركية أن منفذ الهجوم هتف "الحرية لفلسطين"، وقال "فعلت ذلك لأجل غزة".

أنذر الجيش الإسرائيلي سكان 14 حيا في شمالي غزة، على وقع استمرار العمليات العسكرية.

إخلاء المناطق فوراً
وطلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، من الأهالي إخلاء المناطق فورا قبل بدء عمليات عسكرية بها، ومن بينها مشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وحي الشيخ زايد وغيرها. كما أعلن عبر حسابه في X، أنه سيوسع نشاطه في المناطق المذكورة، ووصفها بأنها مناطق قتال خطيرة. وقال إنه سيعمل بقوة شديدة، بحسب تعبيره.

جاء هذا بعدما رصد مراسلنا تحرك دبابات إسرائيلية في شرقي وشمال غزة. وكانت إسرائيل أعلنت، أمس، السماح بدخول 100 شاحنة من المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى غزة، بعدما سمحت بمرور 93 شاحنة يوم الثلاثاء الماضي، وحوالي 10 يوم الاثنين، وفق زعمها. لكن إسرائيليين توافدوا صباحا إلى "ميناء أشدود" من أجل منعها. وتجمع عدد من "الناشطين الإسرائيليين عند ميناء أشدود جنوب إسرائيل من أجل منع مرور شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة"، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.

فيما أظهرت المشاهد من الموقع أن المتظاهرين رفعوا الأعلام الإسرائيلية مطالبين بمنع دخول المساعدات.

حصار خانق وقصف
يذكر أن إسرائيل كانت فرضت منذ مارس الماضي، إثر انهيار الهدنة الهشة، حصاراً خانقاً على غزة، متهمة حماس بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين، وهي تهمة نفتها الحركة. كذلك أعلنت عودة العمليات العسكرية في القطاع المحاصر ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى.

سرايا القدس: أوقعنا جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى بخان يونس

أعلنت سرايا القدس أنها نفذت كمينا مركبا أوقع جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى في خان يونس، في وقت أفادت فيه وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة جنود في قطاع غزة. وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عبر تطبيق تليغرام، إن مقاتليها استدرجوا قوة هندسية إسرائيلية إلى كمين مركب داخل مبنى مفخخ بعبوات شديدة الانفجار شرقي خان يونس. وأضافت أنه فور وصول النجدة استهدفها المقاتلون بقذيفة مضادة للدروع وأكدوا هبوط مروحية لإجلاء القتلى والجرحى. في غضون ذلك، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بإصابة جندي جراء انفجار قنبلة يدوية خلال العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت قبيل ذلك بنقل جنود مصابين بواسطة مروحيات إلى خارج القطاع إثر "حدث أمني" جديد. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن موقع "أخبار أمن من الميدان" الإسرائيلي أن مروحية تقلّ جنودا مصابين هبطت في مستشفى سوروكا ببئر السبع.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس مقتل جندي إثر تفجير استهدف قوة تابعة له في خان يونس جنوبي القطاع.

وكان هذا ثاني جندي إسرائيلي يقتل في القطاع خلال 24 ساعة. وتزايدت في الأيام الأخيرة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في محاور عدة بقطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام عن عدة كمائن مركبة شملت استهداف قوات إسرائيلية في منازل أو استهداف آليات عسكرية. ومساء أمس أعلنت سرايا القدس إطلاق رشقة صاروخية على مدينتي أسدود وعسقلان ومواقع عسكرية للاحتلال في منطقة غلاف غزة.

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يسحب المفاوضين من الدوحة ويتمسك بصفقة جزئية

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب الوفد المفاوض من الدوحة مع إصراره على صفقة جزئية تتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار في قطاع غزة، وفقا لما أوردته تقارير صحفية إسرائيلية. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن نتنياهو قرر إعادة جميع أعضاء الوفد المفاوض، فيما ذكر صحفيون إسرائيليون على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي أن السبب هو تمسك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب، وأشاروا إلى إمكانية عودة الوفد إلى الدوحة لاحقا. وأوضحت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية أن إسرائيل أصرت على صفقة جزئية تتضمن الإفراج عن بعض المحتجزين في غزة مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، بينما طالبت حماس بضمانات دولية، معظمها من الولايات المتحدة، بعدم العودة إلى القتال مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين. وأضافت القناة أنه لم يتسن التقريب بين موقفي الطرفين رغم الضغوط الأميركية. وكذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حماس متمسكة بموقفها وتطالب بإنهاء الحرب في إطار أي اتفاق. كما نقلت قناة "آي 24" عن مسؤول في فريق التفاوض قوله إن حماس تطالب بضمانات أميركية لإنهاء الحرب، وإسرائيل تنتظر رد الحركة وقد تعيد إرسال الوفد إلى قطر وفق ما يقتضيه الأمر.

وكانت إسرائيل أرسلت وفد التفاوض إلى العاصمة القطرية في 13 مايو/أيار الجاري في إطار مساع جديدة تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر لوقف إطلاق النار في غزة بعدما تنصل نتنياهو من الاتفاق المبرم في يناير/كانون الثاني الماضي. وجاءت هذه المساعي على ضوء إفراج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية بعد تفاهمات بين الحركة وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتزامنًا مع وجود وفدها المفاوض في الدوحة، أطلقت إسرائيل يوم الأحد الماضي عملية عسكرية جديدة في غزة أسمتها "عربات جدعون" لتوسيع حرب الإبادة، في إطار خطط لاحتلال القطاع بالكامل.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,