
على الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مكالمته مع نظيره الروسي كانت جيدة، فإنه أخبر قادة أوروبيين أن سيد الكرملين غير مستعد للسلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا. فقد أفادت 3 مصادر مطلعة أن ترامب أوضح في مكالمة هاتفية ضمت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فضلا عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الرئيس الروسي ليس مستعدًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه منتصر، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" .
كما أشارت المصادر إلى أن الرئيس الأميركي بدا غير مُلتزم بمواصلة الدور الأميركي في الملف الروسي الأوكراني. علما أن ترامب كان قد أشار في اتصال هاتفي مع القادة الأوروبيين، ومن بينهم ماكرون وميرتس وميلوني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص كيث كيلوج إلى المحادثات المتوقع إجراؤها في الفاتيكان. في حين أصر بعض الأوروبيين الذين شاركوا في المكالمة على أن نتيجة أي محادثات في الفاتيكان يجب أن تكون وقف إطلاق نار غير مشروط.
"غير مشروط"
لكن ترامب اعترض مجددًا، قائلاً إنه لا يحبّذ مصطلح "غير مشروط". وقال إنه لم يستخدم هذا المصطلح قط، على الرغم من أنه استخدمه عند دعوته إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا في منشور على منصته "تروث سوشيال" في 8 مايو. فما كان من القادة الأوروبيين لاحقا إلا التخلي عن إصرارهم على استخدام هذه الصفة. في المقابل، رفض البيت الأبيض التعليق على المحادثة، مكتفيا بالإشارة إلى منشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، حول محادثته مع بوتين التي وصفها بالممتازة.
وكان ترامب قال للصحافيين بعد مكالمته مع بوتين: "هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر ما كان ينبغي لنا التورط فيه". فيما أعلن روبيو، أنه يتوقع أن تعرض روسيا خلال أيام شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، معتبرا أن هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جديتها في سعيها للسلام. بينما أكد الكرملين، أمس أن بلاده تعمل بشكل نشط من أجل التوصل إلى تسوية للنزاع. ونفى مماطلة روسيا في المباحثات الهادفة إلى تسوية الحرب. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، دأب ترامب على التأكيد أنه ماض في مساعيه من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية، مشددا على أنه قادر على إنهائها. كما أوفد مبعوثه ستيف ويتكوف إلى روسيا نحو 4 مرات، حيث التقى بوتين في جلسات امتدت ساعات.
الكرملين: نعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع أوكرانيا
أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تعمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع كييف في مفاوضات إسطنبول، مشيراً لعدم وجود اتفاق محدد حول الاجتماعات القادمة بشأن أوكرانيا حتى الآن.
وفي إطار تعليقه على تصريحات الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، بأن المفاوضات التقنية بين روسيا وأوكرانيا قد تجري في الفاتيكان خلال الأسبوع المقبل، وأن "هناك المزيد من الوسطاء" ولم يقتصر الأمر على واشنطن وإنما تشارك أوروبا أيضاً قال بيسكوف: "لا، لا توجد اتفاقات حتى الآن، لا توجد ترتيبات محددة للاجتماعات القادمة، ولم نتوصل بعد إلى اتفاق، ويجري العمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول." في موازاة ذلك رد الكرملين على تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ القادة الأوروبيين بأن الرئيس الروسي بوتين غير مستعد للسلام. وقال بيسكوف في هذا الشأن إن "روسيا تعرف ما قاله ترامب لبوتين, ولا تعرف ما قاله للقادة الأوروبيين لكن تقرير وول ستريت جورنال يتناقض مع التصريحات الرسمية لترامب وما نعرفه أيضا". وفي وقت سابق قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ترامب أبلغ القادة الأوروبيين بأن بوتين يعتقد أنه يحقق انتصارات وغير مستعد لتحقيق السلام حاليا.
الكرملين ينفي المماطلة
وكان الكرملين نفى أمس الاتهامات بالمماطلة في المفاوضات الهادفة إلى تسوية النزاع في أوكرانيا، في وقت ينتظر أن يعرض طرفا الحرب، موسكو وكييف، شروطهما للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على خلفية جهود دبلوماسية برعاية واشنطن. فيما دافع الناطق باسم الرئاسة الروسية عن الموقف الروسي مؤكدا أن "ليس من مصلحة أحد المماطلة في هذه العملية. الجميع يعمل بشكل نشط".
وقال إن موسكو تفضّل العمل "بعيدا عن الأضواء" وستضع "قائمة بشروط وقف لإطلاق النار على حدة" وفق ما "اتُّفق عليه في إسطنبول" في 16 أيار/مايو خلال أولى المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة منذ ربيع العام 2022.
ترامب تعهد بإنهاء النزاع
وكان دونالد ترامب الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء النزاع الروسي الأوكراني "خلال 24 ساعة" قال عقب مكالمته الهاتفية مع بوتين إن موسكو وكييف "ستباشران فورا المفاوضات بهدف" التوصّل إلى هدنة. ولم يقدّم أيّ جدول زمني في هذا الخصوص حتّى الساعة وقال زيلينسكي إنه لا يعلم شيئا بشأن الفكرة الجديدة المطروحة والقاضية بإعداد "مذكّرة".
بوتين يقرر إنشاء منطقة أمنية عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه تم اتخاذ قرار بإنشاء منطقة عازلة أمنية على طول الحدود بين روسيا وأوكرانيا، lمبيناً أن القوات الروسية تعمل حاليا على ذلك.
ووصف بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، الأساليب التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية وبـ"الإرهابية"، مشيرا إلى "أوكرانيا تقصف أهدافا بالمناطق الحدودية لا قيمة عسكرية لها: منازل وأشخاص ومواقع مدنية". وتحدث بوتين خلال الاجتماع عن زيارته لمقاطعة كورسك والحوار المباشر مع السكان. وقال: "ناقشنا القضايا التي تثير قلق السكان، سكان القرى والبلدات التي عانت من القصف والعمليات العسكرية ومن تلك الأساليب الإرهابية التي استخدمتها وتستخدمها التشكيلات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب".
"لا اتفاق على لقاء روسي أوكراني"
وفي وقت سابق اليوم، أكد الكرملين أنه لا يوجد "اتفاق" بعد على لقاء روسي أوكراني ثان يمكن أن يعقد في الفاتيكان وفقا لتقارير صحافية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل. كما أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تعمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع كييف في مفاوضات إسطنبول، مشيراً لعدم وجود اتفاق محدد حول الاجتماعات القادمة بشأن أوكرانيا حتى الآن.
وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن فشل الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كذلك تطالب كييف، إلى جانب حلفائها الغربيين، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.