بعد عاصفة الجدل.. باسم ياخور في دمشق لأول مرة

أثارت عودة الممثل السوري باسم ياخور إلى العاصمة دمشق موجة من الجدل والغضب بين السوريين، بعد ظهوره في أحد مطاعم المدينة برفقة عدد من الفنانين، من دون أن يقدّم أي اعتذار عن مواقفه السابقة الداعمة لنظام بشار الأسد المخلوع. وتداولت صفحات إعلامية صوراً لياخور خلال جلسة جمعته بعدد من الممثلين، من بينهم طارق مرعشلي وليث المفتي، ما أثار تساؤلات حول دخوله إلى البلاد عبر مطار دمشق الدولي من دون أي محاسبة أو مساءلة، بالرغم من تصريحاته السابقة التي هاجم فيها الحكومة الجديدة، ودافع مجدداً عن نظام الأسد، وعن أحد أبرز رموزه، ماهر الأسد، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مبرّراً في الوقت ذاته علاقته الوثيقة به.
ووفق تقارير إعلامية، فإن عودة باسم ياخور تمت بوساطة من "لجنة صناعة الدراما السورية"، وسط غموض حول ما إذا كانت الزيارة مؤقتة أم تمهيداً لعودة دائمة، أو إذا كانت للمشاركة في عمل فني جديد في دمشق، أم أنها زيارة خاصة للأهل والأصدقاء، بعد أن تنقل مؤخراً بين بيروت ودبي.
مطالب بمحاكمة ومحاسبة باسم ياخور
أثارت زيارة باسم ياخور موجة واسعة من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى فيها البعض مؤشراً على أن سوريا الجديدة تفتح ذراعيها للجميع، حتى أولئك الذين ساندوا النظام المخلوع. في المقابل، عبّر عدد كبير من السوريين عن استيائهم من عودته دون أي مساءلة، مطالبين بإحالته إلى القضاء المختص، على خلفية تصريحاته التي اعتُبرت مخالفة للدستور السوري ومبادئ العدالة والكرامة الوطنية، إلى جانب الدعوة لتعليق عضويته في نقابة الفنانين السوريين، بسبب تمجيده المستمر للأسد والدفاع عن جرائمه وانتهاكاته الموثقة بحق المدنيين، حتى بعد سقوطه.
وكتب أحد الناشطين السوريين على منصة "إكس": "يجب على الحكومة فتح تحقيق مع باسم ياخور وإحالته إلى القضاء المختص بتهمة تمجيد الأسد والمشاركة في التستر على جرائمه... العدالة لا تسقط بالتقادم". كما دعا آخرون إلى إصدار قرار رسمي من نقابة الفنانين بتعليق عضويته إلى حين البت في تصريحاته، مؤكدين أن الصمت عن مواقفه السابقة يُعد "إهانة لضحايا النظام وتغاضياً عن منبر إعلامي أسهم في تبرير القمع".
باسم ياخور يستمر بالدفاع عن الأسد
وكان باسم ياخور قد ظهر قبل أسابيع في بودكاست مع صحيفة "النهار" اللبنانية، حيث رفض تقديم أي اعتذار عن دعمه لنظام الأسد، واصفاً موقفه بأنه "وطني" يهدف إلى "منع تقسيم سوريا"، متجاهلاً مئات التقارير الحقوقية التي وثّقت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام بحق المدنيين. وفي هذا السياق، وجّه نقيب الفنانين السوريين، مازن الناطور، نداء إلى ياخور بضرورة تقديم اعتذار صريح للشعب السوري على هذه التصريحات وعن تصريحاته السابقة المؤيدة للأسد، مؤكداً أن "الشعب طيّب، وقد يسامح من يتراجع ويعتذر".