سيريا ستار تايمز - تختص بنقل الخبر من الحدث بشفافية ومصداقية

أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي بطائرات مسيرة.. هناك بعض العبء العاطفي: ترامب يتهم بوتين بـ الجنون التام


ألمح قائد بالجيش الروسي، إلى أن السلطات في أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته لكورسك منذ أيام عبر هجوم بمسيّرات. وكشف قائد فرقة الدفاع الجوي الروسي يوري داشكين، في مقابلة تلفزيونية، أن المروحية التي كانت تقل الرئيس الروسي منذ أيام علقت في "مركز" هجوم أوكراني ضخم بطائرات مسيرة أثناء زيارته الأولى لكورسك منذ استعادة روسيا السيطرة عليها.
وقد يبدو ذلك هو السبب وراء التصعيد الروسي في أوكرانيا منذ أمس، والذي تزامن مع إتمام أكبر عملية لتبادل الأسرى بين البلدين والتي نتجت عن المباحثات التي أجريت في اسطنبول الأسبوع الماضي بين موسكو وكيف. ففيما وُصف بأنه أكبر هجوم جوي منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قال مسؤولون إن القوات الروسية شنت 367 هجوما بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى أمس، مما تسبب في مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة العشرات. وعقب هجوم أمس، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة إلى التنديد بالهجوم. وكتب زيلينسكي على "تليغرام": "صمت أميركا وباقي دول العالم لا يشجع إلا بوتين". وتخفف واشنطن حدة خطابها تجاه روسيا ورئيسها بوتين منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. إلا أن ترامب ردّ على هجمان بلهجة حملت الكثير من الانتقادات لبوتين.

ترامب يتهم بوتين بـ"الجنون"
وقال للصحافيين في نيوجيرسي قبل أن يستقل طائرته للعودة إلى واشنطن بعد عطلة نهاية الأسبوع "أنا مستاء لما يفعله بوتين، إنه يقتل الكثير من الأشخاص". وأضاف "لا أعلم بحق الجحيم ما الذي حدث لبوتين. أنا أعرفه منذ وقت طويل. كنت دائما على وفاق معه. لكنه يرسل الصواريخ إلى المدن ويقتل الناس، ولا يعجبني ذلك على الإطلاق. نحن في خضم الحوار وهو يطلق الصواريخ على كييف والمدن الأخرى". وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يدرس فرض المزيد من العقوبات على روسيا رد ترامب "بالتأكيد". وبعد وصوله إلى واشنطن نشر ترامب المزيد من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن بوتين "جن جنونه قطعا".

منطقة أمنية عازلة
وفي تطور آخر يخص الحرب الروسية الأوكرانية وبالتزامن مع القصف الروسي، أعلنت موسكو إنشاءَ منطقة أمنية عازلة بعد استعادة السيطرة على منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا. وأضاف الجيش الروسي أن قواتِه بصدد تنفيذ مهماتٍ قتالية في عُمق الأراضي الأوكرانية من جهة سومي وذلك لإنشاء المنطقة الأمنية العازلة. وكان الرئيس الروسي بوتين زار منطقة كورسك قبل أيام، وأمر بإنشاء منطقة عازلة بشكل سريع لتجنّب تكرار سيناريو التوغّل الأوكراني. فموسكو لم تتأخر في تحصين حدودها بعد إنهاء فصل التوغّل الأوكراني في كورسك. وبدأ الجيش الروسي في تنفيذ مهمات قتالية في عُمق الأراضي الأوكرانية بمنطقة سومي وذلك بهدف إنشاء منطقة أمنية عازلة كما أمر بوتين. وتقع منطقة سومي الأوكرانية مقابل مقاطعة كورسك الروسية، وتمتد الحدود بينهما لمسافة 275 كيلومترا. وسيطر الجيش الروسي على بعض البلدات في منطقة سومي أهمها بلدة يونا كوفكا. وهذه البلدة تُعتبر نقطة استراتيجية بالغة الأهمية، حيث كانت تمثّل معبرا حيويا ومحورا لوجستيا للجيش الأوكراني، يسهّل تحركاته العسكرية ونقلَ المقاتلين والدعم اللوجستي نحو مقاطعة كورسك الروسية.

كامل الأراضي الأوكرانية
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن المنطقة العازلة بين روسيا وأوكرانيا، ستشمل كامل الأراضي الأوكرانية كذلك، طالما استمرت المساعدات العسكرية المقدمة للجيش الأوكراني. وأرفق مدفيديف في قناته على "تليغرام" مقطع فيديو يُظهر حدود المنطقة العازلة، التي تم تحديدها باللون الأحمر، والتي شملت كامل أراضي أوكرانيا، وفي نهاية مقطع الفيديو تظهر معظم حدود أوكرانيا باللون الأحمر. وتبقى منطقة صغيرة باللون الأزرق فقط بالقرب من بولندا.

أكبر هجوم منذ بدء الحرب
كان الهجوم الروسي هو الأكبر من حيث عدد الطائرات المسيرة والصواريخ التي أُطلقت منذ اندلاع الحرب، على الرغم من أن ضربات أخرى أوقعت عددا أكبر من القتلى. وقال وزير الداخلية إيجور كليمنكو إن 12 شخصا قتلوا وأصيب 60 آخرون. وكانت حصيلة سابقة للقتلى، أعلنت عنها السلطات الإقليمية وفرق الإنقاذ على نحو منفصل، قد أشارت إلى مقتل 13 شخصا. ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي نفذت فيه أوكرانيا وروسيا ثالث وآخر عملية تبادل لأسرى، والتي تبادل الطرفان 1000 شخص لكل منهما. وتسعى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون إلى دفع موسكو نحو توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار 30 يوما كخطوة أولى نحو التفاوض على إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

الكرملين عن تصريحات ترامب حول "جنون" بوتين: "هناك بعض العبء العاطفي"

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن العمل مستمر بشكل جاد على مقترح روسيا بشأن اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفا أنه لم يتم تقديم مسودة بعد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، إن روسيا وأوكرانيا ستعملان على مذكرة بشأن اتفاق سلام، مثيرا بذلك اتهامات جديدة من كييف وحكومات أوروبية لموسكو بأنها تماطل وليست لديها نية صادقة في إحلال السلام. ونفت روسيا مثل هذه الاتهامات، وتصر على أنها ليست لها أي مصلحة في تأجيل عملية السلام. وقال بيسكوف لصحافيين "المسودة الروسية للمذكرة لم تقدم بعد. العمل مستمر. هذه مسودة جادة.. مسودة لوثيقة جادة تتطلب مراجعات وإعدادا بعناية".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو مستعدة لتسليم كييف مسودة وثيقة تحدد شروط اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد إتمام الاتفاق على تبادل أسرى في محادثات بإسطنبول. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن عملية تبادل الأسرى تمت، أمس، إذ سلمت فيها كل من روسيا وأوكرانيا 1000 شخص. وقال بيسكوف إن العمل بشأن اتفاق سلام سيستمر بناء على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول، على أن يكون تبادل الأسرى هو المرحلة الأولى.

بوتين "أصيب بالجنون التام"
وقال الكرملين، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أصيب بالجنون التام" قد تكون بسبب عبء عاطفي زائد، لكنه شكر الرئيس الأميركي على مساعدته في بدء مفاوضات السلام الخاصة بأوكرانيا. وكان ترامب قد قال إن بوتين "أصيب بالجنون التام" بإطلاق العنان لأكبر هجوم جوي في الحرب بأوكرانيا، وأضاف أنه يدرس فرض عقوبات جديدة على موسكو، رغم أنه وبخ أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين حين سُئل عن تصريحات ترامب بشأن بوتين "نحن ممتنون حقا للأميركيين وللرئيس ترامب شخصيا لمساعدتهم في تنظيم وإطلاق عملية التفاوض هذه". وأضاف "بالطبع، وفي نفس الوقت، هذه لحظة حاسمة للغاية، والتي ترتبط بالطبع بالعبء العاطفي الزائد على الجميع بشكل مطلق وردود الفعل العاطفية".

مصادر روسية ترفض اقتراح ترامب: الفاتيكان لا يصلح لمحادثات مع أوكرانيا

أفادت 3 مصادر روسية كبيرة حصريا لوكالة "رويترز" بأن روسيا لا ترى في الفاتيكان مكانا جادا لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا لأن الكرسي الرسولي هو مقر الكنيسة الكاثوليكية، وتحيط به إيطاليا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. وأشاروا أيضا إلى أن العديد من المسؤولين الروس لا يستطيعون حتى السفر إلى هناك بسبب القيود الغربية. والتزم الفاتيكان علنا حتى الآن الصمت بشأن الفكرة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن البابا ليو الرابع عشر يمكن أن يستضيف محادثات تهدف إلى إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني الأسبوع الماضي إن البابا ليو الرابع عشر، أول بابا مولود في الولايات المتحدة، أكد استعداده لاستضافة المحادثات خلال مكالمة هاتفية معها. وذكر مصدر روسي كبير مطلع على تفكير الكرملين، شريطة عدم ذكره بالاسم بسبب حساسية المسألة، "لا يُنظر إلى الفاتيكان بالتأكيد في روسيا على أنه قوة جادة قادرة على حل مثل هذا النزاع المعقد". ومن بين الأسباب التي ذكرتها المصادر الثلاثة حقيقة أن كلا من روسيا وأوكرانيا دولتان أرثوذكسيتان شرقيتان في الغالب، في حين أن الفاتيكان محاط بإيطاليا عضو حلف الناتو، والتي دعمت أوكرانيا وفرضت عقوبات متكررة على روسيا. وعندما سُئل الكرملين الأسبوع الماضي عن فكرة الفاتيكان قال إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد. وشددت المصادر الروسية على أنه بالنسبة لمعظم كبار المسؤولين الروس، سيكون من الصعب للغاية حتى الوصول إلى الفاتيكان من موسكو، إذ تم إلغاء الرحلات الجوية المباشرة بعد بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) 2022، وهناك عدد لا يحصى من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس. وعلق أحد المسؤولين الروس ساخرا بأن المكان الوحيد الأفضل من الفاتيكان هو لاهاي، مقر المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب. ويقول الكرملين إن مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية قرار متحيز بشكل مشين، لكنه لا معنى له فيما يتعلق بروسيا التي لم توقع على معاهدة إنشاء المحكمة. وينفي المسؤولون الروس ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

واعتبر وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أن فكرة الفاتيكان كمكان محتمل لمحادثات السلام "غير لائقة بعض الشيء" بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا دولتان أرثوذكسيتان شرقيتان. وأشارت مصادر روسية إلى أنهم ينظرون إلى تركيا ودول الخليج بوصفها أماكن مناسبة محتملة لإجراء المحادثات. وأثنى بوتين مرارا على دول الخليج وتركيا لمحاولاتها التوسط في إنهاء الحرب.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,