سيريا ستار تايمز

الاحتلال الإسرائيلي يراقب السوريين عبر منصات التواصل لضبط المنطقة العازلة


نشر موقع "واي نت" الإسرائيلي تقريراً مفصلاً حول التحركات العسكرية الإسرائيلية في المناطق السورية المحاذية للجولان المحتل بعد سقوط نظام الأسد، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإنشاء منطقة عازلة محصنة داخل الأراضي السورية وسط تصاعد التوتر وتبدل السيناريوهات بسرعة. وجاء في التقرير أنه بعد نحو ستة أشهر على انهيار النظام السوري، شرعت قوات الاحتلال بالدخول إلى الأراضي السورية. ومعها بدأت ملامح المنطقة الأمنية العازلة التي أقامتها إسرائيل على طول الحدود في الجولان بالتشكل، في وقت لا تزال فيه الأوضاع الأمنية غير مستقرة وتشهد تغيرات متسارعة. وقال التقرير إنه في منطقة تل كودنة، التي كانت سابقاً موقعاً سورياً، أنشأ جيش الاحتلال الإسرائيلي نقطة تحكم متقدمة. ونقل عن العقيد بني كاتا، قائد اللواء 474 في الجولان، قوله: "لقد عدنا إلى أيام المواقع الحدودية كما في جنوبي لبنان، هذا موقع أمامي بكل معنى الكلمة، ومجهز بمواقع رشاشات وقنابل يدوية وصواريخ". وفي إشارة إلى الطابع العسكري للموقع، أوضح كاتا أنه لا توجد فيه خدمات مدنية ولا مراكز بيع، كما أن الدخول والخروج منه يتم فقط عبر قوافل مؤمنة، على غرار ما كان يحصل في جنوبي لبنان في السنوات الأخيرة من الوجود الإسرائيلي هناك. وأضاف خلال جولته على خط المواقع الجديد: "إذا كنت أجلس فعلياً هنا على الأرض، فأنا أحمي الجولان بشكل أفضل – وهذه هي مهمتنا". واستحضر كاتا التجربة اللبنانية، مشيراً إلى أن ذاكرة "منطقة الحزام الأمني" لا تزال حاضرة بما حملته من تكاليف ونقاشات داخل إسرائيل. وأكد أنه رغم التشابه الظاهري، فإن الفارق كبير بفضل التكنولوجيا الحديثة وقدرات الاستخبارات والدفاع الحالية.
وأوضح كاتا أن بعض جنوده خدموا في مواقع الحزام الأمني في لبنان، ونقلوا خبراتهم للاستفادة منها، مشيراً إلى تعليقات الضباط الزائرين الذين شبّهوا الوضع الحالي بمواقع معروفة من الماضي، مؤكداً أن الهدف لا يزال كما كان سابقاً: حماية الأراضي ومنع التسلل، لكن الموقع اليوم هو الجولان بدلاً من كريات شمونة. وشدد كاتا على أن الواقع في سوريا يختلف عن لبنان لأن الجيش الإسرائيلي هو من يختار نقاط تمركزه في الأراضي السورية، ولا يتخذ أي خطوة إلا إذا كانت تخدم مهمة الدفاع عن الجولان، نافياً "السعي وراء المغامرات أو التورط الميداني غير المدروس". وشهدت الفترة الأخيرة تسلم كتيبة الاحتياط "ألكسندروني" مواقع تل كودنة من لواء المظليين، بعد إعادة نشر الأخير في غزة، وقال الرائد (احتياط) د.، قائد سرية كودنة، إنه قضى نحو 350 يوماً في الخدمة منذ 7 تشرين الأول، مضيفاً أن الالتزام بين العناصر لا يزال مرتفعاً، وفقاً للمصدر.

تحديات تواجه جيش الاحتلال في التعامل مع السوريين
تناول التقرير التحديات المتعلقة بالتعامل مع المدنيين السوريين المحليين، حيث قال كاتا إن السكان يشكلون عاملاً أساسياً في جهود الدفاع، زاعماً أن الكتيبة دخلت إحدى القرى في 9 كانون الأول وطلبت من السكان تسليم الأسلحة، وخرجت بشاحنتين محملتين، قائلاً: "لا يوجد بيت هنا دون كلاشينكوف". وشدد على أن المساعدات المقدّمة للسكان السوريين ترتبط حصراً بالمصلحة الأمنية الإسرائيلية، مضيفاً: "أنا هنا لحماية الإسرائيليين، لا لتحمّل مسؤولية المدنيين السوريين". وأكد كاتا أن الجبهة السورية تعتبر ذات أولوية استراتيجية بالنسبة له، لكونها خط الدفاع الأول عن التضاريس الجبلية للجولان، مضيفاً أن عدد التغيرات اليومية في تلك المنطقة "مذهل"، ما يستدعي رصداً مستمراً لمصادر المعلومات، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي السورية. وقال كاتا إن الجيش يستخدم المنصات السورية لمتابعة أداء قواته واكتشاف ما يرصده الطرف الآخر، مضيفاً: "حتى في وحدتي السابقة، كنت أراجع تيك توك لمعرفة سلوك الجنود عند تسلّم السلاح. لا أنشر شيئاً، لكن أراقب كل ما يهم الأمن العملياتي، وعلينا أن نفترض أنهم يرون كل شيء".

وأقرّ العقيد الإسرائيلي بأن التهديدات لا تزال قائمة رغم الهدوء النسبي، محذراً من إمكانية انقلاب الأوضاع فجأة، وزعم أن "حالة الفقر قد تدفع مدنياً سورياً في كودنة لتصوير موقع أو زرع عبوة لقاء خمسين دولاراً من أحد أعداء إسرائيل". واختتم كاتا تأكيده على ضرورة الالتزام بالعقيدة الدفاعية في كل عملية عسكرية، قائلاً: "أقول لقادتي: قبل أي نشاط، اسأل نفسك إن كان يخدم المهمة الدفاعية. إذا كانت الإجابة نعم، نفّذ فوراً". ولفت التقرير إلى "تحمّل العقيد كاتا، والرائد د.، وباقي جنود الاحتياط، مسؤولية جسيمة في إدارة هذه الجبهة الحساسة، وسط قلق دائم من تكرار سيناريو "الغرق في وحول لبنان"، لكن هذه المرة في سوريا".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,