
أعلنت روسيا أنها اعترضت نحو 150 طائرة مسيّرة أوكرانية الليلة الماضية، في هجمات على مناطق متباعدة من البلاد، ومن بينها العاصمة موسكو، تسببت في اضطرابات بحركة الملاحة الجوية في مطاراتها الثلاثة. وقالت وزارة الدفاع الروسية -في منشور لها على تطبيق تلغرام- إن دفاعاتها الجوية "دمّرت واعترضت بالكامل 112 طائرة مسيّرة أوكرانية" بين الساعة التاسعة مساء ومنتصف الليل (18:00-21:00 بتوقيت غرينتش)، بينها 59 طائرة فوق منطقة بريانسك جنوب غربي البلاد . وفي وقت لاحق، أعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، في سلسلة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، إسقاط 33 طائرة مسيّرة أوكرانية كانت في طريقها إلى العاصمة الروسية، عُلّقت حركة الملاحة في مطارات موسكو الثلاثة (شيريميتيفو، وفنوكوفو، وجوكوفسكي)، وفقا لهيئة تنظيم النقل الجوي. وأفاد حاكم منطقة بريانسك بعدم وقوع إصابات، لكنه قال إن منزلا و6 سيارات تضررت جراء الهجوم. وفي منطقة سمولينسك بالقرب من الحدود البولندية، أعلن حاكم المنطقة إسقاط 11 طائرة مسيرة، دون وقوع إصابات. ويعد هجوم الليلة الماضية نادرا من حيث شدّته ونطاقه، فعلى الرغم من أن الجيش الروسي يعلن يوميا اعتراض عشرات المسيّرات الأوكرانية، فإن عددها نادرا ما يكون مرتفعا إلى هذا الحد، كما أنها من النادر ما تستهدف موسكو التي تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود الأوكرانية. وخلال الأيام الأخيرة، ازدادت وتيرة هذه الهجمات على العاصمة الروسية، ممّا أدّى إلى اضطرابات في حركة الملاحة الجوية.
على الجانب الآخر، أعلنت أوكرانيا أن غارات جوية روسية مكثفة استهدفتها منذ السبت الماضي وأوقعت 13 قتيلا. وأفاد حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية الحدودية مع روسيا أوليغ سينيغوبوف، الليلة الماضية، بإصابة 8 أشخاص بجروح، بينهم طفلة في الرابعة من عمرها، في هجوم روسي بطائرة مُسيّرة. وقال الجيش الروسي إن ضرباته في أوكرانيا أتت "ردا" على هجماتها بطائرات مُسيّرة تسبّبت في خسائر بين صفوف المدنيين الروس. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 900 صاروخ على أهداف أوكرانية خلال 3 أيام، وانخفضت هذه الأعداد تدريجيا من ليل إلى صباح أمس .
جولة جديدة من المفاوضات
ووسط الانتقادات الأميركية الموجهة مؤخرا إلى روسيا لعدم تجاوبها في محادثات السلام مع أوكرانيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات سيتم قريباً. كما أكد أن بلاده "ستصر على أن تلغي كييف جميع القوانين التمييزية في أوكرانيا في الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة".
وأضاف، خلال كلمته في الاجتماع الدولي للمعنيين بقضايا الأمن، "أنه يجب تلبية مطالب روسيا بوضع أوكرانيا كدولة غير نووية ومحايدة مهما كان شكل حل النزاع". وشدد على أن الوضع المحايد لأوكرانيا لا يزال أحد المطالب الرئيسية لبلاده في مفاوضات السلام. إلى ذلك، أشار إلى أن "موسكو تراقب بقلق حشد الناتو لقواته على طول الحدود مع روسيا".
مقترح زيلينسكي
بالتزامن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ما زالت بانتظار تسلّم "مذكرة" وعدتها بها روسيا بشأن مطالبها المرتبطة بالتوصل إلى اتفاق سلام، في وقت تتهم كييف موسكو بتعطيل محادثات السلام ورفض إيقاف غزوها. وقال في تصريحات للصحافيين نشرت اليوم إن موسكو تعهّدت بتسليم كييف المذكرة، مضيفا أن بلاده "ستطلع على تلك المقترحات وترد" فور تلقيها. كما اقترح عقد لقاء ثلاثي يجمع بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين".
وكان ترامب وجه انتقادات لاذعة للزعيم الروسي، معتبرا أنه "فقد رشده، وأنه بات يلعب بالنار"، لرفضه مفاوضات السلام ووقف الحرب مع أوكرانيا. في حين كرر الكرملين أكثر من مرة أنه يعد شروطه واقتراحاته لمباحثات السلام. يشار إلى أن الإدارة الأميركية كانت أطلقت قبل أشهر وساطة من أجل وقف الحرب بين كييف وموسكو، حيث زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف روسيا نحو 4 مرات التقى خلالها بوتين. إلا أن موسكو رفضت حتى الآن اقتراحا أميركيا أوكرانيا أوروبياً بوقف النار لمدة 30 يوماً، معتبرة أنه يتطلب مزيدا من البحث. في حين التقى وفدان روسي وأوكراني في إسطنبول قبل أكثر من أسبوع، حيث اتفقا على تبادل مئات الأسرى من الجانبين، دون تحقيق اختراق سياسي.
مسؤولون أميركيون يحضرون اجتماعا أمنيا رفيعا في موسكو
يشارك ممثلان عن السفارة الأميركية في الاجتماع الدولي الثالث عشر للممثلين رفيعي المستوى المعنيين بقضايا الأمن، والذي يُعقد في المركز الوطني بموسكو، وفقاً لوكالة "تاس".
تشكيل هيكل أمني جديد
فقد أفاد مراسل الوكالة بأن الممثلين الأميركيين يحضرون هذا الحدث لأول مرة منذ عدة سنوات. وأضاف أن المسؤولين يشاركون في حوار حول تشكيل هيكل أمني جديد يقوم على مبدأ المساواة وعدم القابلية للتجزئة. كما تابع أن بين الحاضرين القائم بأعمال رئيس القسم السياسي والاقتصادي في السفارة الأميركية إريك جوردان، والسكرتير الثاني في السفارة جيريمي فينتوسو.
تعليق الصحف الروسية على التصريحات الحادة بين أميركا وروسيا
عن هذا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب وجهه إلى المشاركين في الاجتماع الدولي الثالث عشر للممثلين رفيعي المستوى المعنيين بقضايا الأمن، على أهمية هذا الحدث في تعزيز الاستقرار والسلام العالميين. وأشار بوتين خلال كلمته، إلى أنه واثق بأن هذا الاجتماع سيسهم في تطوير نهج جديدة مهمة، وتعزيز الحوار البناء بين الدول لصالح البشرية جمعاء. كما شدد على أن نهج روسيا ثابت في أن يكون الهيكل الأمني الجديد متساويا وغير قابل للتجزئة.
تغييرات بالعلاقة
يذكر أن هذا الاجتماع أتى في وقت شهدت فيه العلاقات بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي مؤخرا تغيرات ملحوظة. إذ تصاعدت انتقادات ترامب لسيد الكرملين على الرغم من تأكيده سابقا أن بوتين يريد السلام.
فيما أشارت أوساط مقربة من البيت الأبيض إلى احتمال أن يفرض ترامب عقوبات جديدة على موسكو، أو ينسحب من الوساطة التي أطلقها قبل أشهر بين روسيا وأوكرانيا من أجل وقف الحرب.