سيريا ستار تايمز

مجزرة في استهداف طالبي المساعدات وحماس فقدت السيطرة الأمنية على غزة.. أميركا لماكرون: اقتطع جزءاً من أرضك لدولة فلسطين


في اليوم الـ76 من استئناف حرب الإبادة على غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على مناطق مختلفة، وارتكبت مجزرة إثر استهداف شبان قرب موقع مساعدات برفح جنوبي القطاع. وأفاد مراسل سيريا ستار تايمز باستشهاد 30 فلسطينيا وإصابة 120 في إطلاق نار إسرائيلي على شبان قرب موقع مساعدات أميركية غرب رفح جنوبي قطاع غزة. من جهته، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بحق المدنيين المحتشدين في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة لتوثيق هذه المجازر. وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت توثيق استشهاد 60 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي على القطاع أمس، في حين أكد الدفاع المدني أن نحو 60 منزلا دمرت في القصف خلال الساعات الـ48 الأخيرة. سياسيا، قالت حركة حماس إنها سلمت ردها على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بما قالت إنه يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من غزة، وضمان تدفّق المساعدات. واعتبر المبعوث الأميركي الرد غير مقبول ويمثل عودة للوراء، وطالب الحركة بقبول مقترح الإطار ليكون أساسا للمحادثات.

رد حماس على مقترح ويتكوف إيجابي بمجمله

أفاد مسؤول أميركي على صلة بمفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن رد حركة حماس على المقترح الأميركي "إيجابي إلى حد كبير"، لكنه لا يعبر بعد عن موافقة رسمية، مشيرا إلى أن المفاوضات ما تزال مستمرة، بحسب ما نقلت عنه صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية. وأوضح أن حماس وافقت على الهيكل العام للصفقة التي تتضمن الإفراج عن عدد من الأسرى وتبادل أسرى فلسطينيين مقابل تحرير عدد من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى تطبيق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، بما يمثل تحولا في موقفها السابق الذي كان يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 90 يوما والإفراج عن عدد أقل من الأسرى، وفقا للصحيفة. وترى الصحيفة الإسرائيلية أن حماس تسعى إلى تغييرات في 3 مجالات رئيسية، حيث تطالب بتخفيف وتيرة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدلا من إتمام ذلك خلال أسبوع. وبموجب اقتراح حماس -وفقا للصحيفة- فلن يتم إطلاق سراح المجموعة الأخيرة، وهم 5 أسرى أحياء، إلا في اليوم الـ60 من وقف إطلاق النار. كما تريد حماس -وفقا للصحيفة- جدولا زمنيا أكثر تحديدا لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. ويشير الإطار الحالي فقط إلى "إعادة تموضع" القوات.

أما الأمر الثالث، بحسب الصحيفة، فهو أن حماس تصر على ضمان أميركي أوضح بأن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى نهاية دائمة للحرب، وأن إسرائيل لن تستأنف حرب الإبادة حتى لو ظلت المفاوضات من دون حل بعد 60 يوما. بينما ينص الاتفاق المقترح حاليا على أن وقف إطلاق النار "قابل للتمديد" إذا استمرت المحادثات. وأوضح المسؤول الأميركي أن رد حماس لا يُعدّ موافقة رسمية نظرا للشروط المرفقة به، مضيفا أن المناقشات ما تزال جارية. في غضون ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى -وفقا للصحيفة- أن إسرائيل لم تتلقَّ بعد رد حماس على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف من الولايات المتحدة. وقال المسؤول: "بمجرد استلامنا له، سندرس التفاصيل ونتخذ الإجراءات اللازمة". وفيما يخص تفاصيل المقترح الأميركي، تتضمن الصفقة خطوات مرحلية تتضمن الإفراج عن 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء و18 من جثث القتلى، مقابل عدد معين من الأسرى الفلسطينيين، مع احتمالية تمديد وقف إطلاق النار بناء على سير المفاوضات، مع حرص الجانب الإسرائيلي على عدم السماح بحدوث تغييرات جوهرية في المقترح الحالي، بحسب ما أوردت الصحيفة الإسرائيلية.

حماس فقدت السيطرة الأمنية على غزة

أكدت مصادر مطلعة أن حركة حماس فقدت السيطرة الأمنية على قطاع غزة. كما أضافت، أن اللصوص والعصابات بدأت تستولي على شاحنات المساعدات وتنهب المنازل وتروع السكان.
وأفادت المصادر بأن حماس تحاول الاستعانة بمخاتير العائلات لتساعدها في ضبط الفلتان وحالات النهب لكن دون جدوى في ظل المجاعة الكبيرة. إلى ذلك، أشارت إلى أن الجماعات المتطرفة بدأت تستعيد صفوفها في غزة، وتضم عناصر جديدة إلى صفوفها في ظل غياب منظومة حماس الأمنية.

اغتيال الكوادر
وأكدت أن جزءا كبيرا من المنظومة الحكومية سقط بسبب عمليات الاغتيال للمسؤولين والكوادر في الحركة. كما شددت على أن الشلل التام يسود كافة الوزارات والمؤسسات والبلديات.

كذلك كشفت المصادر المطلعة أن حماس تواجه صعوبة كبيرة في توفير الرواتب لموظفيها بعد توقف الضرائب والدخل من الوزارات المختلفة في ظل الحرب. وأوضحت أن عددا كبيرا من موظفي الحركة يعملون في وظائف أخرى أو يعيشون على المساعدات. ومنذ الاثنين الماضي، بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" في توزيع المساعدات في أحد المراكز غربي مدينة رفح، بعد نحو 3 أشهر من الحصار الخانق، واعدة بفتح مراكز في شمال غزة أيضا بوقت لاحق. إلا أن عملية التوزيع شهدت، الثلاثاء الماضي، حالة من الفوضى والتدافع. فيما سجلت عدة عمليات سرقة واستيلاء على مستودعات المساعدات وشاحنات الطعام خلال الأيام الماضية، ومنذ استئناف الحرب على القطاع المدمر في مارس الماضي، فرضت إسرائيل حصاراً مشدداً، مانعة دخول أي مساعدات طبية أو غذائية، بهدف الضغط على حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات على طاولة التفاوض، وفق ما أفاد مرارا عدة مسؤولين إسرائيليين.

سفير أميركا بإسرائيل لماكرون: اقتطع جزءاً من أرضك لدولة فلسطين

ردت أميركا على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده ملتزمة بحل الدولتين.

"اقتطاع جزء من الريفييرا الفرنسية"
فقد رأى السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أنه من غير المناسب على الإطلاق في خضم الحرب التي تواجهها إسرائيل أن تقال أشياء يعارضها الإسرائيليون، وفق تعبيره. كما تابع في مقابلة حصرية مع شبكة "فوكس نيوز ديجيتال"، أن السابع من أكتوبر غيّر الكثير من الأمور، معلناً عن اقتراح لفرنسا في حال كانت عازمة حقا على رؤية دولة فلسطينية. وقال: "على فرنسا اقتطاع جزءٍ من الريفييرا الفرنسية وإنشاء دولة فلسطينية. مرحبٌ بهم للقيام بذلك، ولكن غير مرحبٍ بهم لفرض هذا النوع من الضغط على دولة ذات سيادة. وأجدُ من المقزز أن يعتقدوا أن لديهم الحق في فعل شيءٍ كهذا"، وفق زعمه.

جاء هذا بعدما أكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة، الجمعة الماضي، أن على الأوروبيين تشديد الموقف الجماعي حيال إسرائيل "في حال لم تقدم ردا بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة في قطاع غزة". كما أكد أن باريس ملتزمة بالعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي، وأكد مجددا دعمه لحل الدولتين لإنهاء الصراع، مشدداً على أن الاعتراف بدولة فلسطينية بشروط "واجب أخلاقي ومطلب سياسي".

الاعتراف بالدولة الفلسطينية
يذكر أنه تحت ضغوط دولية متزايدة، أنهت إسرائيل جزئيا، الأسبوع الماضي، حصارا استمر 11 أسبوعا على غزة، مما سمح بإيصال كمية محدودة من مساعدات الإغاثة عبر نظام تعرض لانتقادات شديدة.

يأتي هذا في حين قال دبلوماسيون وخبراء إن ماكرون يميل للاعتراف بدولة فلسطينية، وهي خطوة قد تثير غضب إسرائيل وتعمق الانقسامات الغربية. وأكدوا أن المسؤولين الفرنسيين يدرسون الخطوة قبل مؤتمر للأمم المتحدة تتشارك فرنسا والسعودية في استضافته من 17 إلى 20 يونيو/ حزيران، لوضع معايير خارطة طريق من أجل دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل، وفق ما أشارت وكالة "رويترز".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,