في مشهد يعكس سخونة المنافسة في سوق السيارات الكهربائية الصينية، سجلت شركات "ليب موتور" و"أيتو" المدعومة من "هواوي" أرقاماً قياسية في تسليمات شهر مايو، في وقت تكافح فيه شركات أخرى للبقاء وسط تصاعد حرب الأسعار وتباطؤ النمو العالمي. وحققت شركة ليب موتور المدعومة من "ستيلانتيس" قفزة كبيرة بتسليم 45.067 سيارة خلال مايو، بزيادة سنوية لافتة بلغت 148%. ويأتي ذلك بعد أيام من إطلاق نسخة محدثة من طرازها الرياضي "C10"، الذي يبدأ سعره من 122.800 يوان (نحو 17 ألف دولار)، وقد تم تسليم أكثر من 13.000 وحدة من هذا الطراز وحده، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" واطلعت عليه سيريا ستار تايمز".

في المقابل، أعلنت شركة أيتو، المدعومة من Seres والتي تعتمد على تقنيات "هواوي"، عن تسليم 44.454 سيارة في الشهر ذاته، محققة رقمًا قياسيًا جديدًا. كما كشفت "أيتو" عن سيارتها الفاخرة Maextro S800 بسعر يبدأ من 708,000 يوان، أي ما يعادل نحو 98 ألف دولار.

"بي واي دي" تتصدر.. و"حرب أسعار" تهز السوق

رغم هذه النجاحات، تواصل شركة بي واي دي الهيمنة على السوق مع تسليم 376.930 سيارة في مايو. وفي محاولة للحفاظ على حصتها، خفّضت الشركة أسعار 22 طرازًا، من بينها سيارة Seagull التي انخفض سعرها بنسبة 20% إلى 55.800 يوان، مما أثر سلباً على أسهم شركات السيارات الأخرى. وتواجه "بي واي دي" أيضاً ضغوطاً تنظيمية، بعدما نفت مزاعم حول تدخلها في شؤون أحد وكلائها بمقاطعة شاندونغ بسبب مشكلات في التدفق النقدي.

سباق مستمر.. وقلق من "إيفرغراند جديدة"

وفيما تتسابق الشركات على الأسعار، يتخوف مراقبون من ظهور "إيفرغراند جديدة"، في إشارة إلى أزمة الشركة العقارية الصينية العملاقة التي تعثرت في سداد ديونها عام 2021، ما يعكس المخاوف من هشاشة بعض النماذج المالية في قطاع السيارات الكهربائية. شركة إكس بينغ سجلت تسليم 33.525 سيارة في مايو، بانخفاض طفيف عن أبريل، لكنها لا تزال تحافظ على نمو سنوي بنسبة 230%، وسلسلة تجاوزت 30 ألف تسليم شهرياً لسبعة أشهر متتالية. كما أطلقت الشركة طرازين جديدين في 28 مايو. أما "شاومي"، فقد واصلت زخمها بتسليم أكثر من 28,000 سيارة، وتستعد لإطلاق سيارة الدفع الرباعي YU7 في يوليو المقبل.

تسابق وتوسع.. ولكن إلى أين؟

شركة لي أوتو حققت تسليمات بلغت 40.856 سيارة، بزيادة سنوية 16.7%، بينما سجلت "زيكر"، المملوكة لشركة جيلي، تسليم 18.908 سيارة، رغم محاولاتها التمايز عبر طرح تقنية مساعدة السائق المجانية. أما شركة نيو فسجلت تراجعاً شهرياً مع تسليم 23,231 سيارة، رغم تحقيقها نمواً سنوياً بنسبة 13.1%، وحققت علامتها العائلية "أونفو" أداءً قياسياً بتسليم 6.281 سيارة. تسعى شركات السيارات الصينية للتوسع خارجياً، لكن القيود الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعيق هذا التوجه. وفي المقابل، بدأت هذه الشركات بتحريك بوصلتها نحو الأسواق الناشئة، مثل دول أفريقيا، حيث أعلنت "بي واي دي" دخولها إلى دولة بنين بالتعاون مع CFAO Mobility.