
حض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نظيره الأميركي دونالد ترامب، على فرض عقوبات على روسيا "لإجبارها" على وقف إطلاق النار، متهماً موسكو بالسعي فقط إلى "هدنة قصيرة" في القتال، وليس إلى هدنة شاملة. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي: "نتوقع حقاً من ترامب اتخاذ إجراءات حازمة. نتوقع منه تأييد العقوبات لإجبار روسيا على إنهاء الحرب، أو على الأقل الانتقال إلى المرحلة الأولى، وهي وقف إطلاق النار"، وفق فرانس برس.
انتهاء مفاوضات إسطنبول
يأتي ذلك بعد أن انتهت المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني بوساطة تركية في إسطنبول، بوقت سابق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيسيلي: "انتهى الاجتماع. لم ينتهِ بشكل سلبي". في حين استمرت المحادثات أكثر من ساعة بقليل.
اقتراح عقد اجتماع بحلول نهاية يونيو
من جهته أعلن وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن كييف وموسكو وافقتا خلال المفاوضات على تبادل جميع أسرى الحرب المصابين بجروح خطيرة أو من تقل أعمارهم عن 25 عاماً، بالإضافة إلى 6000 جثة لجنود قتلوا من كل جانب. وقال عمروف، وهو كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات، للصحافيين بإسطنبول: "اتفقنا على تبادل أسرى الحرب المصابين بجروح خطيرة والمرضى، على أساس "الجميع مقابل الجميع". أما الفئة الثانية فتشمل الجنود الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً... كما اتفقنا على أن يعيد كل طرف 6000 جثة لجنود سقطوا في المعارك".
كذلك اقترحت أوكرانيا على روسيا إجراء جولة جديدة من المحادثات "بين 20 و30 يونيو". وصرح عمروف: "نقترح على الجانب الروسي عقد اجتماع بحلول نهاية الشهر بين 20 و30 يونيو"، مشدداً على أن "هذا ضروري لدفع عملية التفاوض قدماً".
"رفض مقترح وقف النار غير المشروط"
من جانبه أعلن النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني، سيرغي كيسليتسيا، أن روسيا رفضت عرض كييف بوقف غير مشروط لإطلاق النار خلال جولة المحادثات المباشرة في إسطنبول. وأضاف كيسليتسيا خلال مؤتمر صحافي عقب المحادثات أن "الجانب الروسي واصل رفض مقترح وقف إطلاق النار غير المشروط".
وقف جزئي
فيما أفاد كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، بأن بلاده اقترحت على أوكرانيا وقفاً جزئياً لإطلاق النار "ليومين أو ثلاثة" في مناطق معينة من الجبهة خلال محادثات إسطنبول. كما قال ميدينسكي في مؤتمر صحافي عقب المفاوضات: "قدمنا اقتراحاً عاماً إلى حد ما. وقف إطلاق نار ملموس ليومين أو 3 في مناطق معينة من الجبهة".
وعقدت المفاوضات في قصر سيراغان على ضفاف مضيق البوسفور. وتستخدم السلطات التركية هذا المجمع من المباني التاريخية، الذي يضم فندقاً، لتنظيم الفعاليات الرسمية. في حين عُقدت المحادثات السابقة في 16 مايو بقصر دولما بهجة الرئاسي قرب سيراغان. واتفق الوفدان الروسي والأوكراني حينها على تبادل الأسرى (ألف أسير من كل جانب)، من دون تحقيق اختراق سياسي.
وشنت أوكرانيا هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على منطقتي زاباروجيا وخيرسون بجنوب أوكرانيا الخاضعتين للسيطرة الروسية، مما أدى لانقطاع الكهرباء عن مساحات واسعة وفق مسؤولين، وسط توقعات غربية برد روسي انتقامي كبير على الهجمات الأوكرانية على قاعدة عسكرية روسية في سيبيريا. وذكر مسؤولون موالون لروسيا في المناطق التي تعرضت للقصف أن الهجوم لم يؤثر على العمليات في محطة زاباروجيا للطاقة النووية، وهي أكبر منشأة نووية في أوروبا وسيطرت عليها روسيا في الأسابيع التي أعقبت حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وقال مسؤولون روس يديرون المحطة إن مستويات الإشعاع طبيعية في المنشأة التي لا تولد أي طاقة في الوقت الحالي. وقال حاكمان عينتهما روسيا في المنطقتين إن الهجمات الأوكرانية دفعت السلطات إلى فرض تدابير طارئة والتحول إلى استخدام مصادر الطاقة الاحتياطية في مواقع رئيسية. وذكر يفغيني باليتسكي حاكم زاباروجيا الذي عينته موسكو أن التيار الكهربائي انقطع عن جميع الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا في المنطقة. وكتب باليتسكي في تدوينة على تليغرام "نتيجة لقصف شنته القوات المسلحة الأوكرانية، تضررت معدات الجهد العالي في الجزء الشمالي الغربي من منطقة زاباروجيا. لا توجد كهرباء في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف "كُلفت وزارة الطاقة في زاباروجيا بإعداد مصادر طاقة احتياطية. وتم تحويل مرافق الرعاية الصحية إلى مصادر الطاقة الاحتياطية". وفي منطقة خيرسون المجاورة، قال فلاديمير سالدو، الحاكم المعين من موسكو، إن حطام الطائرات المسيرة المتساقط ألحق أضرارا بمحطتين فرعيتين، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف من السكان في 150 بلدة وقرية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا. وأضاف أن فرق الطوارئ تعمل على استعادة الكهرباء بسرعة.
ترقب
في غضون ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إن "الهجوم الأوكراني الأخير أظهر قدرة كييف على ضرب أي مكان تقريبا في روسيا". كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين توقعهم أن تشن روسيا ردا انتقاميا كبيرا على أوكرانيا، بعد الهجوم الأوكراني أول أمس الأحد، حيث أعلنت كييف أنها استهدفت 40 طائرة إستراتيجية روسية في هجوم شنته على قاعدة عسكرية روسية في سيبيريا، في حين توعدت موسكو بالرد، وقالت إن الهجمات استهدفت مطارات في 5 مقاطعات، وأكدت تصديها لبعضها واعتقال عدد من المشاركين. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين القول إن نحو 20 طائرة استراتيجية روسية ربما دمرت أو تضررت بشدة في هذا الهجوم. ويقدر المسؤولون الأميركيون أن خسائر روسيا تضمنت 6 قاذفات إستراتيجية بعيدة المدى و4 قاذفات من طراز "تي إم 22". ووفق نيويورك تايمز، فإن مسؤولين أميركيين أكدوا أن كييف لم تبلغ واشنطن مسبقا بأن قوات تابعة لجهاز الأمن الأوكراني تخطط للهجوم.