سيريا ستار تايمز

شهداء بالقطاع والمقاومة تكبّد الاحتلال خسائر جديدة.. إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا وانتهاكاتها قد تشكل جرائم حرب


في اليوم الـ79 من استئناف حرب الإبادة على غزة، قالت مصادر طبية إن 41 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق عدة بالقطاع، كما قصفت مسيّرات إسرائيلية مبنى بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط غزة. ميدانيا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال المعارك في شمالي القطاع، وتزامن الإعلان مع خبر أوردته وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 3 جنود في جباليا أمس  إثر إلقاء مسيّرة لكتائب القسام عبوة ناسفة على قوة عسكرية إسرائيلية. وفي الضفة الغربية المحتلة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الموسع على المدن والبلدات الفلسطينية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، في وقت أفادت فيه السلطات الفلسطينية بارتكاب إسرائيل 1691 اعتداء على سكان الضفة خلال مايو/أيار الماضي.

الاحتلال يوسع عدوانه في الفارعة وطمون بالضفة ويهدم منازل بالقدس

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية، ووسّعت عدوانها على مخيم الفارعة وبلدة طمون بمحافظة طوباس، في حين هدمت منزلين في القدس المحتلة. وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بعدوان موسع في مخيم الفارعة وطمون بمحافظة طوباس، حيث شرع في تجريف بنية تحتية واقتحام منازل، وفق ما أفاد به شهود عيان. كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات قرب طوباس بالتزامن مع اقتحام عدة منازل والدفع بتعزيزات عسكرية شمالي الضفة الغربية.

وجنوبي نابلس، أغلق مستوطنون المدخل الرئيسي لقرية اللبن الشرقية. واقتحم عشرات المستوطنين المدخل الرئيسي للقرية بحماية من قوات الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية، وأعاقوا حركة التنقل من وإلى القرية، خاصة إلى مدرسة بنات اللبن الثانوية ومدرسة ذكور اللبن الثانوية، حيث تعقد امتحانات نهاية العام. كما رقص المستوطنون بأعلام الاحتلال على أطراف القرية ومدخلها الرئيسي، مهدّدين الأهالي بمنعهم من الدخول أو الخروج منها. يُشار إلى أنها المرة الخامسة التي يغلق فيها المستوطنون مدخل القرية خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا من بلدة قباطية جنوبي المدينة. وقالت مصادر محلية إن آليات الاحتلال حاصرت منزلا، واعتقلت شابا منه بعد مداهمته. وتتعرض بلدة قباطية لاقتحامات متكررة من قوات الاحتلال منذ بدء عدوانها على جنين، تخللتها مداهمات واعتقالات وتدمير متكرر للبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء. وبحسب بلدية قباطية، فإن عدوان الاحتلال المتكرر على البلدة أدى لخسائر تصل إلى 8 ملايين شيكل (3.5 ملايين دولار)، في حين وصل عدد الشهداء فيها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 38 شهيدا.

وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدتي عبوين وسلواد وسط الضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال نفذوا عمليات مداهمة وتفتيش لعدد من منازل المواطنين في البلدتين. كذلك في أريحا، أصيب طفل فلسطيني (13 عاما) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها المدينة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفي بأن طواقمها تعاملت مع إصابة طفل برصاص حي في القدم أثناء اقتحام حارة العرب من أريحا، وتم نقله للمستشفى لاحقا.

هدم منازل
في القدس في غضون ذلك، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت حي البستان في البلدة، وأغلقت مداخله وهدمت منزل المواطنة أماني عودة، الذي يؤوي 4 أفراد، بعد الاعتداء على أفراد عائلتها. وأضافت المصادر أن الاحتلال هدم أيضا منزل راشد القيمري في الحي ذاته، وتبلغ مساحته 40 مترا مربعا ويقطنه 5 أفراد. وتواجه عشرات العائلات في حي البستان خطر هدم منازلها بعد إعلان سلطات الاحتلال عزمها تحويل الأرض المقامة عليه إلى "حديقة توراتية"، حيث تم خلال الأشهر الماضية هدم العديد من المنازل في سلوان.

مستوطنون يقتحمون الأقصى
وفي المسجد الأقصى، اقتحم مستوطنون باحاته في مدينة القدس المحتلة بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى في مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية منها طقس الانبطاح "السجود الملحمي" بحماية قوات الاحتلال. وتزامنا مع اقتحامات المستوطنين، تفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين للأقصى، وتشدد من إجراءاتها العسكرية على أبوابه.

إبعاد متضامنين
في الوقت نفسه، قررت السلطات الإسرائيلية إبعاد سائحتين، إحداهما سويدية والأخرى أيرلندية، بسبب تضامنهما مع الشعب الفلسطيني. واعتقلت قوات الاحتلال السائحتين جنوب الخليل نهاية الأسبوع الماضي عقب بلاغ قدمه مستوطنون بذريعة أنهما خرقتا "أمرا عسكريا" صادرا عن ما يسمى "قائد المنطقة الوسطى" لجيش الاحتلال بالقيام بأنشطة "مناهضة لإسرائيل"، ودخلتا معسكر تدريب عسكريا قرب مستعمرة "أفيغيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين. واحتُجزت السائحتان في مركز إسرائيلي في الخليل قبل أن تصدر سلطات الاحتلال قرارا بإبعادهما عن الضفة الغربية لمدة 15 يوما، وإخضاعهما للاستجواب، حيث تقرر إبعادهما إلى الخارج. وقررت إسرائيل في الأشهر الماضية منع دخول العديد من السياح والسياسيين، بمن فيهم برلمانيون، من عدة دول بحجة دعم الموقف الفلسطيني الرافض للإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بغزة واعتداءات المستوطنين وعدوان الجيش لمدن الضفة الغربية. منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال عدوانا في مخيمات شمالي الضفة، استهله بمخيم جنين قبل أن يتوسع ليشمل مخيمات نور شمس وطولكرم والفارعة وبلدة طمون.​​​​​​​ وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 973 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.​​​​​​​

وثيقة أوروبية: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا وانتهاكاتها قد تشكل جرائم حرب

كشفت وثيقة سرية أعدتها وحدة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي أن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي وتستخدم التجويع سلاحا خلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة . ووفقا للوثيقة التي أعدت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2024، فإن إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من النساء والأطفال في انتهاكات واضحة للقانون الدولي. كما أوردت الوثيقة تحذيرات المبعوث الأوروبي لحقوق الإنسان الذي رجح أن تكون إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. وأوصى التقرير الذي رفع إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم آنذاك، بضرورة تجميد الحوار السياسي مع إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها. وأكدت مقررة في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، في 23 مايو/أيار الماضي، أن ما يحدث في قطاع غزة "قد يرقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية"، ووصفت "المجزرة التي تجري حاليا" بأنها "مأساة هائلة". وتحدثت ساسكيا كلويت، مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا عن "الحاجة العاجلة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتعلقة بالنساء والأطفال والرهائن في غزة"، مؤكدة أنها "مأساة هائلة تسبّب فيها الإنسان والبشرية جمعاء، لأننا تركناها تجري على مرأى منا من دون أن نتدخل".

وتحدثت كلويت عن "حصار تام" مرتبط بمنع دخول "الإمدادات الإنسانية الأساسية منذ الثاني من مارس/آذار"، واحتجاز السكان الفلسطينيين في قطاع غزة "في مساحة تتقلص باستمرار"، وانعدام الأمن في ما يسمى "المناطق الآمنة". وقالت "كل هذا، بالإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن سكان غزة، يجعل من الصعب جدا تجاهل حقيقة أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية". ويضم مجلس أوروبا، وهو الجهة المراقبة للحقوق والديمقراطية في القارة، 46 دولة عضوا. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة ضد سكان القطاع الفلسطيني -وفق توصيف خبراء دوليين- وقد استشهد خلالها أكثر من 54 ألف فلسطيني وأصيب نحو 125 ألفا، وشُرد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,