سيريا ستار تايمز - تختص بنقل الخبر من الحدث بشفافية ومصداقية

إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران.. طهران تتمسك بـ تخصيب اليورانيوم وترامب يبحث إستراتيجيته ضدها


قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين الأخيرة تحمل أبعادا مهمة تتعلق بمثلث إيران إسرائيل والولايات المتحدة. وأوضح مصطفى أن إسرائيل تدرك منذ البداية أن الولايات المتحدة تستعملها أداة ضغط على إيران من أجل التوقيع على اتفاق نووي، وذلك عبر التهديد بهجوم إسرائيلي مرتقب في حال فشلت المحادثات. وأضاف أن الإدارة الأميركية تعمل على نشر أو تسريب المحادثات مع إسرائيل لإيصال رسالة إلى إيران مفادها أن البديل عن الاتفاق سيكون ضربة عسكرية إسرائيلية كبرى تستهدف عموم إيران ومشروعها النووي خصوصا. ورأى مصطفى أن إسرائيل واعية لهذا الأسلوب، لكنها في المقابل تستفيد منه دون علم واشنطن، إذ تعزز هذه التسريبات شرعية شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران إذا فشلت المباحثات النووية. وأكد أن إسرائيل تستعد فعليا لهذا الهجوم، بل وتتوق إلى تنفيذه، مشيرا إلى أنه يحظى بإجماع سياسي واسع داخل إسرائيل، والأهم من ذلك أنه يحظى بتأييد من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يمثل تحولا كبيرا، حيث كانت هذه المؤسسة تتحفظ على مثل هذا الهجوم في السابق ودعمت الاتفاق النووي لعام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 بتحريض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح مصطفى أن هذا الموقف تغير اليوم، حيث باتت المؤسسة العسكرية تدعم تنفيذ هجوم على إيران، لكن إسرائيل لن تقدم على ذلك دون موافقة أميركية صريحة. وأضاف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن المحادثات ستفشل، وأن إسرائيل لن تنتظر طويلا بعد ذلك لتنفيذ الهجوم، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، سواء أجريت في موعدها المقرر في أكتوبر/تشرين الأول 2026، أو تم تقديمها في حال تم حل الكنيست نتيجة الأزمة المستمرة بشأن قانون تجنيد الحريديم.

واشنطن رفضها مطلب تخصيب اليورانيوم

قالت إيران إن إجراءات الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لإيقاف مسار التقدم في إيران لن تؤدي الى أي نتيجة، وأكدت أنها أبلغت واشنطن رفضها مطلب تخصيب اليورانيوم، في حين ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الإستراتيجية الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أعداء إيران يسعون إلى عرقلة التقدم في البلاد، وإن محاولاتهم ليست سوى أوهام باطلة. وأكد بزشكيان أن إرادة الشعب الإيراني ستُفشل أهداف من يفرض العقوبات على البلاد، معتبرا أنه كلما زادت الضغوط على الشعب الإيراني زادت قدرات الإيرانيين وإبداعاتهم. من جهته، قال مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني إن جولة المفاوضات المقبلة في مسقط ستكون الأولى التي تقدم فيها إيران تقييمها لمطالب أميركية مكتوبة. وأضاف روانجي أن بلاده ستعرض للأميركيين في جولة المفاوضات المقبلة أسبابها بشأن ضرورة استمرار التخصيب. واعتبر أن فكرة مجمع إقليمي لتخصيب اليورانيوم مرفوضة إذا لم تضمن التخصيب داخل إيران.

جولات ومفاوضات
وقد أجرت طهران وواشنطن 5 جولات من المباحثات بوساطة عُمانية منذ أبريل/نيسان الماضي، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم رغم التباين المعلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على التخصيب.
وتشكل مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية، إذ تؤكد إيران حقها في مواصلة التخصيب لأغراض مدنية، وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة. يأتي ذلك فيما قال الرئيس الأميركي ترامب إنه ناقش مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملف المفاوضات، معتبرا أن طهران لا تقدم تنازلات، وحذرها من عدم إبرام اتفاق.

مشاورات موسعة
من جانبه، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي مشاورات أمنية موسعة، في حين قال مسؤولون إسرائيليون إن مناقشات مكثفة تُجرى بشأن الردود المحتملة في حال انهيار المفاوضات، مؤكدين على أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا. في المقابل، هددت إيران بالرد في حال تعرضت لضربة إسرائيلية، كما أكدت تمسكها بخطوطها الحمراء في المفاوضات. وقد كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الرئيس ترامب طلب من نتنياهو إخراج موضوع الهجوم على إيران من الخطاب العام. ونقلت هآرتس عن مصدر مطلع على فحوى مكالمة ترامب ونتنياهو والتي استمرت 5 ساعات و40 دقيقة- قوله إن نتنياهو حاول إقناع الرئيس الأميركي بوقف المفاوضات بشأن اتفاق نووي مع إيران. وقال نتنياهو خلال المكالمة إن الإيرانيين يلعبون بالأميركيين، وإن المفاوضات محكوم عليها بالفشل. وبحسب المصدر، فإن ترامب أوضح لنتنياهو أنه لن يمنحه الضوء الأخضر لتنفيذ هجوم في وقت قريب.

الإستراتيجية الأميركية
من جهته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين ومصدر آخر مطلع قولهم إن الرئيس ترامب وأعضاء فريقه للسياسة الخارجية اجتمعوا في كامب ديفيد لساعات أول أمس،
لمناقشة الإستراتيجية الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني والحرب في غزة. وقال الموقع إن الاجتماع بشأن إيران وغزة حضره إلى جانب ترامب نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومسؤولون آخرون.

والأسبوع الماضي، قالت إيران إنها تلقت "عناصر" من الاقتراح الأميركي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي لطهران، لكنها اعتبرت أن المقترح يحتوي على "كثير من الالتباسات". وأجرى البلدان 5 جولات تفاوض بوساطة عُمانية منذ أبريل/نيسان الماضي سعيا إلى إيجاد بديل عن الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في عام 2015. وكان الرئيس الأميركي تخلى عن ذلك الاتفاق في ولايته الرئاسية الأولى عام 2018. ووفق الوكالة الذرية، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تخصب اليورانيوم بنسبة 60%، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3.67% في اتفاق عام 2015. يذكر أن صنع رأس نووي يتطلب تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,