سيريا ستار تايمز

مجزرة بنتساريم والاحتلال يكثف استهداف طالبي المساعدات.. انقطاع كامل للإنترنت والاتصالات والقسام تعلن تفجير منزل


في اليوم الـ87 من استئناف حرب الإبادة على غزة، أعلن مصدر في مستشفى العودة بالنصيرات استشهاد 13 فلسطينيا وإصابة 200 آخرين جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع. وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 52 فلسطينيا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم في مناطق عدة بالقطاع، مشيرة إلى أن 26 منهم من منتظري المساعدات. ميدانيا، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها فجرت منزلا تحصنت فيه قوة للاحتلال شمال خان يونس الجمعة الماضي، وأكدت أنها أوقعت القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح. وفي الضفة الغربية المحتلة، يواصل جيش الاحتلال اقتحاماته وعملياته العسكرية بالضفة الغربية المحتلة، كما شن مستوطنون إسرائيليون، هجمات متفرقة على بلدات فلسطينية بالضفة الغربية والقدس المحتلة، أسفرت عن إصابة مواطن ومتضامن أجنبي وإحراق مركبتين. وأعلنت سلطات الاحتلال مصادرة 800 دونم من الأراضي الفلسطينية وسط الضفة الغربية المحتلة بقرار من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لغرض التوسع الاستيطاني.

أفادت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية بانقطاع جميع خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة بقطاع غزة بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية. وقالت الهيئة -في بيان- إن العزلة الرقمية في غزة تصاعدت نتيجة استهداف ممنهج للبنية التحتية للاتصالات رغم المحاولات العديدة السابقة لإصلاح عديد من المسارات المقطوعة والبديلة منذ فترة طويلة. وأضافت أن محافظات جنوب ووسط القطاع انضمت إلى حالة العزلة التي تعاني منها مدينة غزة وشمال القطاع لليوم الثاني على التوالي، نتيجة استمرار استهداف شبكات الاتصالات والمسارات الرئيسية الحيوية.

واعتبرت الهيئة أن هذا التصعيد الخطير ضد البنية التحتية للاتصالات يهدد بفصل قطاع غزة بالكامل عن العالم الخارجي، ويمنع المواطنين من الوصول إلى خدمات أساسية تمثل خدمات حيوية في ظل الظروف الراهنة، بما في ذلك الخدمات الإغاثية، والصحية، والإعلامية، والتعليمية.

وسبق أن أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية أن شركات الاتصالات استأنفت تشغيل مواقعها في شمال قطاع غزة وجنوبه، في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي. وعلى مدار الأشهر الماضية من حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، أفادت الوزارة في بيانات متعاقبة بانقطاع خدمات الاتصالات في القطاع، جراء نفاد الوقود والاستهدافات الإسرائيلية، وما إن تعود الخدمات تدريجيا حتى تتوقف مجددا جراء السبب نفسه. ويترافق ذلك مع مواصلة إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلّفة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

قصة الطفلة شهد.. 18 عاما من الانتظار وخمس ثوان من القصف

في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حيث الركام يُكابد الصمت، والدمع لا يجف من وجوه الأمهات، تتردد أسماء الأطفال الشهداء على ألسنة السكان كل صباح. هناك، لا وقت للدهشة، فالموت يأتي بلا موعد، وأحيانا بلا سبب. وبين هذه القصص، تبرز حكاية الطفلة شهد يوسف عودة الله، التي خطفها صاروخ الاحتلال في لحظة فرح كانت تنتظر فيها كسوة العيد، فرح تحوّل إلى جنازة، وابتسامة اختنقت تحت الغبار.

ثمرة انتظار 18 عاما
لم تكن شهد طفلة عادية لوالدتها منى عودة الله، بل كانت معجزة بعد انتظار دام 18 عاما من الزواج بلا أطفال. تقول الأم المفجوعة بصوت تخنقه الدموع: "شهد غيرت حياتي.. بعد سنين حرمان، الله رزقني فيها. كنت أعلّمها بأفضل المدارس، وكانت من الأوائل، محبوبة من معلماتها وكل من عرفها". تعيش منى حالة ترمل منذ أن فقدت زوجها قبل اندلاع الحرب على غزة. وخلال الحرب، نزحت مع ابنتها شهد إلى إحدى خيام النزوح في غزة، حيث البرد والعتمة والخوف. ومع حلول عيد الفطر، كانت شهد تتمنى فستانا جديدا مثل باقي أطفال العالم. ورغم البؤس، بقي قلب شهد طفوليّا، يركض بين الأزقة مع أطفال الجيران. وقبل دقائق من استشهادها، ذهبت لشراء كعك العيد، لكنها "عادت إليّ شهيدة بثياب العيد نفسها، بثياب الفرح التي صارت كفنا"، تضيف أمها. فقد أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخا على تجمع أطفال، من بينهم شهد، لتتحول اللحظة إلى مجزرة راح ضحيتها 16 طفلا، بينهم من كان يضحك ويلهو ويرسم على وجهه حلم العيد.

الوداع الأخير
تتذكر منى اليوم الأخير وكأنه كابوس مستمر، لا نهاية له: "كان في قلبها شيء غريب يومها، كأنها كانت تعرف. ودّعتني مرتين، وقبّلتني، وركضت. وبعد دقائق سمعت الصراخ، ولما خرجت لم أر شيئا، فقط سمعت كلمات: شهد استشهدت.. شهد استشهدت". وما زالت منى تمسك فستان العيد الذي اشترته لشهد. وتقول إنه الآن معلّق بجوار صور ابنتها، لكنه لا يحمل رائحة الفرح، بل رائحة الدم. في أعقاب المجزرة، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا دانت فيه القصف الإسرائيلي، معتبرة أن ما جرى في مخيم المغازي "قد يرقى إلى جريمة حرب". وقالت المنظمة إن "الضربة الجوية نفّذت دون تمييز وبصورة عشوائية في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين، مما يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني"، وطالبت بفتح تحقيق دولي عاجل في الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها.

القسام تعلن تفجير منزل في قوة للاحتلال شمال خان يونس

أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تفجيرها بعبوات ناسفة منزلا تحصنت فيه قوة للاحتلال شمال خان يونس الجمعة الماضية، وأكدت أنها أوقعتها بين قتيل وجريح. وأكدت القسام أن مقاتليها رصدوا هبوط طائرة مروحية للإجلاء الذي استمر بضع ساعات في شارع الفلل شرق مدينة حمد بمنطقة السطر شمال خان يونس جنوبي القطاع. وأوضحت القسام -في بيان على تلغرام- أن مقاتليها بعد عودتهم من خطوط القتال أكدوا نسف منزل تحصنت بداخله قوة إسرائيلية راجلة بعدد من العبوات الشديدة الانفجار التي جُهزت مسبقًا وأوقعوا جنود العدو بين قتيل وجريح، وذلك فجر أول أيام عيد الأضحى.
وأمس نفذت المقاومة الفلسطينية في غزة عمليات ضد قوات الاحتلال وآلياته في محاور التوغل خاصة في خان يونس، في حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة جنديين برصاص قناصة. وأوضحت القسام أنها تمكنت من قنص جندي إسرائيلي ببندقية الغول في منطقة السناطي شرق بلدة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خان يونس. كما نقل الإعلام الإسرائيلي أن "معارك ضارية" تدور في القطاع، إلى جانب اعتراف جيش الاحتلال بإصابة جنديين في خان يونس، قائلا إنهما أصيبا "بجروح متوسطة نتيجة إطلاق نار من قبل مسلح" في المدينة.
ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فقد قتل 866 عسكريا منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 424 منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر ذاته، في حين بلغ عدد المصابين 5 آلاف و844 عسكريا. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة ودمار واسع.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,