سيريا ستار تايمز

تأهب أميركي من ضربة إسرائيلية.. وإيران تتمسك بتخصيب اليورانيوم وتؤكد استعدادها لأي حروب على أي مستويات


علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ما كشفته مصادر بأن الولايات المتحدة باتت في حالة تأهب قصوى تحسبا لضربة إسرائيلية محتملة على إيران.
فقد أعلن سيد البيت الأبيض، أنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط لأنه قد يكون "مكانا خطرا"، وذلك في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران، مشددا على أن الأخيرة لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. وخلال حضوره عرض فيلم في مركز كينيدي بواشنطن، قال ترامب للصحافيين تعليقا على تقارير بشأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط "حسنا، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكانا خطرا" ثم قال: "سنرى ما سيحدث". كذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها وجهت بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين بسبب تصاعد التوترات الإقليمية.

السفارات والقواعد الأميركية في حالة طوارئ
جاء هذا بعدما أفادت مصادر بأن السفارات والقواعد الأميركية بالشرق الأوسط أصبحت في حالة طوارئ، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست". وذكرت مصادر أميركية وعراقية ، أن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيا، وسمحت لأسر العسكريين بمغادرة أجزاء من الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة. كما نقل مسؤول أميركي لوكالة رويترز أن بلاده سمحت بمغادرة أسر العسكريين الأميركيين في البحرين والكويت بسبب التوترات الإقليمية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قرار السماح بالمغادرة قرار مؤقت. فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، أنه أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط.

"نووي إيران" يعيد التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل
يأتي هذا التأهب الأمني المشدد بعدما أعرب فيه الرئيس دونالد ترامب عن تراجع آماله في التوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه تقييد برنامجها النووي ومنع مواجهة عسكرية جديدة قد تكون كارثية في الشرق الأوسط، وفقاً لصحيفة "نيويورك بوست".

إمكانية لعدم انعقاد محادثات
وبينما كان مقرراً أن تعقد إيران والولايات المتحدة جولة سادسة من المحادثات المباشرة في عُمان يوم الأحد، بين المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى جانب مناقشات بين فرقهما الفنية، أكدت مصادر مطلعة على الخطة وجود إمكانية عدم انعقاد المحادثات. وكان مسؤول أميركي أكد، أن واشنطن لم ترسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة. وأشار إلى أن مغادرة أفراد الأسر الأميركية يعود إلى تهديدات إسرائيل باستخدام القوة، مشدداً على أن إخلاء أفراد من أسر أميركية الشرق الأوسط إجراء احترازي. بدوره، نفى مصدر حكومي رصد العراق أي حدث أمني يستدعي إجلاء الموظفين الأميركيين من السفارة في بغداد، و ذلك بعدما ألمحت مصادر أميركية وعراقية إلى استعداد واشنطن لعملية إخلاء.

"أكثر خطورة من أي وقت مضى"
يذكر أنه في الأشهر الأخيرة، ازداد قلق مسؤولي الاستخبارات الأميركية من احتمال اختيار إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية دون موافقة الولايات المتحدة. كما من المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستُفسد المفاوضات النووية الدقيقة لإدارة ترامب، وستدفع إيران إلى رد انتقامي يستهدف الأصول الأميركية في المنطقة وفقا لـ"واشنطن بوست".

ولطالما صرّحت طهران بأن الولايات المتحدة، بصفتها أكبر داعم عسكري وسياسي لإسرائيل، ستتكبد عواقب في حال شنّ إسرائيل هجوما على إيران. بدورها، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا أمرا لجميع السفارات الواقعة على مسافة قريبة من الأصول الإيرانية بما في ذلك البعثات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وكذلك في أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا بتشكيل لجان عمل طارئة وإرسال برقيات إلى واشنطن حول تدابير التخفيف من المخاطر. إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي أن القيادة المركزية الأميركية، المقر العسكري المشرف على المنطقة، تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية وحلفائها للحفاظ على حالة تأهب دائم لدعم العديد من البعثات في أي وقت. في حين قال دبلوماسي كبير في المنطقة: "نحن نراقب الوضع ونشعر بالقلق، ونعتقد أن الوضع أكثر خطورة من أي وقت مضى".

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أساس المحادثات مع أميركا هو توجيهات قائد الثورة الإسلامية، وأن إيران لن تخضع للقوة، في حين قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إن طهران جاهزة ومستعدة لأي حروب على أي مستويات. ونقلت وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء، عن بزشكيان قوله: "لن نقبل أبدا أن نخفض أبحاثنا إلى الصفر، ثم ننتظر موافقتهم للحصول على المواد النووية اللازمة للصناعة والطب والزراعة وغيرها من العلوم". وتابع قائلا في تصريحات له مساء أمس: "من قال إنه لا ينبغي السماح لنا بإجراء البحوث العلمية؟ ماذا يفعلون ليأمرونا بتفكيك صناعتنا النووية بالكامل". وأكد: "لن نتهاون أبدا.. لقد أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية أننا لن نصنع قنبلة نووية، وهذه هي سياستنا الحاسمة". وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي "على الإطلاق".

حرب شاملة
وردا على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكريا إذا فشلت المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال قائد الحرس الثوري الإيراني: "نعيش منذ سنوات في قلب حرب شاملة، ونواجه على المستوى الاقتصادي حربا عالمية"، مشيرا إلى أن العدو يسعى دائما لإغلاق جميع الأبواب أمام بلاده وقام بتخطيط وتنفيذ أكبر الحروب ضدها.

وأضاف: "العدو يهددنا في بعض الأوقات، لكن نقول إننا مستعدون لأي سيناريوهات وأي ظروف"، وحذّر مَن وصفه بالعدو بألا يرتكب أي أخطاء وأن يفكر جيدا في تداعيات إجراءاته. من جانبه، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز إن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم بسبب تصاعد التوتر في المنطقة. وأضاف أن دولة "صديقة" في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية محتملة. وقال المسؤول إن التوتر المتصاعد يهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية" خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة الأحد المقبل في عُمان.

مباحثات واجتماعات
من جهته، أكّد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي أن المباحثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستجري الأحد في مسقط. وقال في منشور على منصة إكس: "يسعدني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستعقد في مسقط يوم الأحد 15 يونيو/حزيران الحالي". وكان موقع أكسيوس أفاد بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيجتمع يوم الأحد في العاصمة العمانية بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة جديدة لبحث الرد الإيراني بشأن مستقبل المحادثات النووية. وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إخراج موظفين أميركيين من الشرق الأوسط بسبب "الخطر" المحتمل، في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران.

مفاوضات ووساطة
ومنذ 12 نيسان/أبريل الماضي، أجرت واشنطن وطهران 5 جولات تفاوض بوساطة عُمانية، سعيا إلى إيجاد بديل للاتفاق الدولي المبرم مع إيران في 2015 لكبح برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وكان ترامب تخلّى عن الاتفاق في العام 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وكان وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده قد هدد بأن تستهدف بلاده قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو اندلع صراع مع واشنطن. من جانبه، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نتنياهو بأنه يعارض القيام بعمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي، لأنه يعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,