كوريا الشمالية تنتهك العقوبات الدولية بإرسال قواتها.. روسيا تتقدم بمنطقة سومي وتحذر إسرائيل من استهداف محطة بوشهر الإيرانية

اعتبرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أن إرسال كوريا الشمالية المزيد من الجنود إلى روسيا يعد انتهاكا صارخا لعقوبات الأمم المتحدة، ودعت إلى وقف فوري لهذا التعاون، نقلا عن "رويترز". وأعلن رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو، خلال زيارة إلى بيونغ يانغ، أن كوريا الشمالية سترسل عسكريين وخبراء متفجرات للمساعدة في إعادة إعمار منطقة كورسك غربي روسيا، على ما ذكرت وكالات أنباء روسية. وقال شويغو إن كوريا الشمالية سترسل "فرقة بنائين ولواءين عسكريين - 5000 عنصر"، بالإضافة إلى 1000 متخصص في إزالة الألغام إلى منطقة كورسك، حيث قاتل آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى جانب الجيش الروسي لصد توغل أوكراني استمر عدة شهور، نقلا عن "فرانس برس".
ووصل شويغو إلى بيونغ يانغ محملا "بتكليفات خاصة" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتدعم قوات من كوريا الشمالية، الجيش الروسي في حرب أوكرانيا. وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف في تقرير أن كوريا الشمالية ساعدت روسيا على زيادة هجماتها الصاروخية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، وزودتها بأكثر من 20 ألف حاوية ذخيرة. تأسس الفريق، الذي يضم أميركا وكوريا الجنوبية واليابان و8 دول أعضاء بالأمم المتحدة. في أكتوبر (تشرين الأول) لمتابعة عقوبات المنظمة الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بعد أن ألغت روسيا والصين لجنة تابعة لمجلس الأمن فرضت عقوبات على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية. وذكر الفريق أيضا أن روسيا ساعدت كوريا الشمالية في المقابل على تحسين أداء صواريخها من خلال توفير البيانات لها. وأضاف أنه تم شحن ما يصل إلى 9 ملايين قذيفة مدفعية وقاذفات صواريخ من كوريا الشمالية إلى روسيا بواسطة سفن شحن روسية في إطار التعاون العسكري بين البلدين وفي انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة. وقال الفريق في تقريره الأول: "تعتزم كوريا الشمالية وروسيا مواصلة تعاونهما العسكري وتوطيده في المستقبل المنظور على الأقل بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وجاء في التقرير أن مساعدة كوريا الشمالية "ساهمت في (تعزيز) قدرة موسكو على زيادة هجماتها الصاروخية على مدن أوكرانية بما يشمل توجيه ضربات موجهة ضد البنية التحتية المدنية الحيوية". وأوضح الفريق في التقرير أن كوريا الشمالية نقلت ما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي ومدفعية ذاتية الدفع وقاذفات صواريخ بعيدة المدى وذخائر لروسيا منذ أن بدأت شحن عتاد إليها في سبتمبر (أيلول) 2023. وذكر أن روسيا في المقابل "دعمت برامج كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية من خلال البيانات، ما أدى إلى تحسن أداء توجيه الصواريخ".
وأضاف أن موسكو زودت كوريا الشمالية أيضا بمعدات دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات وأنظمة حرب إلكترونية. وفي 28 أبريل (نيسان)، أكدت كوريا الشمالية، بعد صمت استمر شهورا، للمرة الأولى أنها أرسلت قوات إلى روسيا بموجب معاهدة الدفاع المشترك بينهما، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، مشيرة إلى أن جنودها ساعدوا موسكو في استعادة مناطق في كورسك الروسية كانت تحت السيطرة الأوكرانية لأشهر.
يذكر أن سومي ليست ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت روسيا عن ضمّها رسمياً إلى أراضيها
أعلن الجيش الروسي، عن السيطرة على بلدة جديدة في منطقة سومي في شمال شرقي أوكرانيا، حيث كثّفت موسكو عملياتها في الأسابيع الأخيرة. وسيطر الجنود الروس على بلدة نوفوميكولاييفكا في سومي التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن الحدود الأوكرانية الروسية، بحسب ما أفاد به وزارة الدفاع عبر "تليغرام". يأتي هذا التقدّم فيما يخيّم الجمود على مفاوضات السلام بين الطرفين مع رفض موسكو هدنة غير مشروطة تطالب بها كييف والدول الأوروبية المتحالفة معها. ورفضت أوكرانيا من جهتها مطالب موسكو واصفةً إيّاها بأنها "إملاءات".
وحاولت روسيا السيطرة على عاصمة منطقة سومي في بداية الحرب مع أوكرانيا في 2022، قبل أن تتصدّى لها القوّات الأوكرانية في هجوم مضاد في فترة لاحقة من تلك السنة. وفي 2024، استخدمت أوكرانيا منطقة سومي كقاعدة لشنّ عمليات التوغّل في منطقة كورسك الروسية. وبعد استعادة كورسك في فترة سابقة من هذا العام، أمر فلاديمير بوتين الجيش بالتقدّم مجدّداً عبر الحدود للتصدّي للقوّات الأوكرانية. وليست سومي ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت روسيا عن ضمّها رسمياً إلى أراضيها. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قوّاته سيطرت أيضاً على بلدة دوفنكه في منطقة خاركيف.
موسكو تحذر إسرائيل من استهداف محطة بوشهر الإيرانية
دعت وزارة الخارجية الروسية، إسرائيل إلى الوقف الفوري للغارات الجوية على منشأة بوشهر النووية في إيران، حيث تضم خبراء روسيين. وجددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تحذير موسكو للولايات المتحدة من أي تدخل عسكري بين إسرائيل وإيران، مؤكدة أن ذلك ستكون له تداعيات سلبية لا يمكن التنبؤ بها. وتستخدم محطة بوشهر، وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، وقودا روسيا تستعيده موسكو بعد استهلاكه، وذلك للحد من مخاطر الانتشار النووي. وأمس، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده تطالب الولايات المتحدة بعدم توجيه ضربات لإيران، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى زعزعة خطيرة لاستقرار الشرق الأوسط. وأكدت موسكو أن الغارات الإسرائيلية تثير مخاطر حقيقية لوقوع كارثة نووية. وكانت روسيا قد وقعت شراكة إستراتيجية مع إيران في يناير/كانون الثاني، وتجمعها أيضا علاقة بإسرائيل، رغم توتر هذه العلاقة في الآونة الأخيرة بسبب الحرب موسكو في أوكرانيا. ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أميركي هجوما على إيران يشمل قصف منشآت نووية، وقواعد صواريخ، واغتيال قادة عسكريين، وعلماء نوويين، مما أسفر عن 224 قتيلا ونحو ألفي مصاب، في حين ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين. وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وإسرائيلية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى تل أبيب في الهجوم على إيران.