عابد فهد: لست حقل تجارب وكلامي حُرّف لأجل الترند.. لماذا يرفض الأعمال المُعرّبة؟

كشف الممثل السوري عابد فهد تفاصيل شخصية وفنية خلال ظهوره في برنامج "شيفرة"، متحدثاً عن نشأته، وهواجسه كممثل، وأسباب رفضه المشاركة في الدراما المُعرّبة، إلى جانب تعليقه على التصريحات المجتزأة التي أثارت جدلاً واسعاً مؤخراً. وتحدث عابد فهد عن نشأته في عائلة فنية، مشيراً إلى أن والده، الموسيقي جورج فهد، لم يكن السبب الوحيد لدخوله عالم التمثيل، زاعماً أن القدر لعب دوراً كبيراً في رسم مساره. وقال إنه أصيب في صغره بمرض الربو بسبب رطوبة مدينة اللاذقية التي ولد فيها، مما دفعه للانتقال إلى العاصمة دمشق بناءً على نصيحة الطبيب، وهناك بدأت رحلته وسط التعب والجوع والبعد عن الأهل، لكنها كانت المدينة التي "رأى فيها نفسه بوضوح"، بحسب وصفه. وعبّر فهد عن خوفه الدائم من الفشل، لافتاً إلى إنه خاض تجارب لم تكن كما توقّع، قائلاً: "أحياناً أقتنع أن فكرة العمل جيدة، ثم أُفاجأ على أرض الواقع بوجود نواقص تُغضبني وتدفعني لمحاسبة نفسي"، مشدداً على أن موقع التصوير أو المسرح ليس مكاناً للتجريب أو المجاملة، وأن النجاح يتطلب وعياً ودقة في الاختيار.
ما الشخصيات الأقرب إلى قلب عابد فهد؟
اختار الممثل السوري ثلاث شخصيات اعتبرها الأكثر تأثيراً في مسيرته، وهي الحجاج، لما تضمنته الشخصية من عمق وقسوة وبلاغة لغوية وخطب شهيرة، وشخصية رؤوف في الولادة من الخاصرة التي كتبها سامر رضوان، وجسدت تقلبات إنسانية بين الصعود والانهيار، وشخصية حسن الصباح في أوركيديا، والتي وصفها بالصعبة والمؤلمة والمركبة، مشيراً إلى أنه يحترم هذه الشخصيات كثيراً لأنها كُتبت بإتقان ومنحته تحديات تمثيلية مميزة.
عابد فهد: اجتزؤوا كلامي لصناعة ترند
وفيما يخص الجدل الذي أثير حول أخر تصريح له عن "الأوضاع في سوريا"، أوضح فهد أن تصريحه جرى اجتزاؤه من سياقه، مؤكداً أن البعض "تعمّد تحويله إلى ترند رغم علمهم بعدم دقته". وقال: "نشأتُ في زمن لم تكن فيه طائفية، وكانت صداقاتي من مختلف الطوائف، وكل ما دعوت إليه هو العودة إلى روح تلك المرحلة"، مشيراً إلى أنه يتفهّم مَن أساؤوا الفهم، لكنه يرفض ما وصفه بـ"الصيد في الماء العكر".
وأضاف: أبرر لبعض السوريين الذين لم يفهموا قصدي، لكني لا أبرر لمن يصطاد بالماء العكر، خاصة أصحاب المنصات الذين يعملون على إثارة الجدل دون مضمون، فهؤلاء لا يعمرون بلداً، وأنا أقول لهم: اسكت، عيب، احكي كلمة بتعمر، مو كلمة بتهدم".
ما سبب رفض عابد فهد المشاركة بالأعمال المُعرّبة؟
أبدى عابد فهد تحفظه على الأعمال الدرامية المُعرّبة، واصفاً إياها بأنها مشاريع تجارية تفتقر إلى الأصالة، رغم ما تحققه من نجاح وانتشار وعائدات مالية مغرية. وقال فهد إن بداية هذه الظاهرة كانت مع الدوبلاج، عندما جرى تركيب أصوات سورية على المسلسلات التركية، ما جعلها أقرب إلى المتلقي العربي، قبل أن تتطور لاحقاً إلى أعمال درامية مصوّرة بالكامل تهدف أساساً إلى الربح. وأوضح أنه، رغم المكاسب المالية الكبيرة التي تقدمها هذه الأعمال، لا يستطيع أن يحب هذا النوع من الدراما، ويفضّل المشاريع التي تعكس الواقع المحلي وتنبع من الوجدان. وأشار إلى أن بعض التجارب نجحت، مثل مسلسل "البطل"، لأن الممثلين قدّموا شيئاً يلامس الواقع العربي، لكن ذلك يظل استثناءً، مؤكداً: "ما بحب هالنوع.. وبفضّل أعمال بتشبهنا فعلاً".