أفاد مراسل سيريا ستار تايمز سوريا، نقلاً عن مصادر طبية، بارتفاع حصيلة ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بمدينة دمشق إلى 27 شهيداً. وأشار مراسلنا إلى أن عدداً من مسؤولي الحكومة السورية زاروا الكنيسة، وأكدوا ضرورة تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في الهجوم.

إدانات لتفجير كنيسة مار إلياس وتحركات على الأرض

دان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، التفجير الذي وقع في كنيسة مار إلياس، واعتبره استهدافاً مباشراً للسلم الأهلي والوحدة الوطنية. وأكد أن هذا الهجوم يهدف إلى خلق انقسامات بين أبناء الشعب السوري، ومحاولة ضرب أحد مكوناته لتعميق الشرخ المجتمعي. وشدّد المصطفى على أن وزارة الإعلام تتحمّل مسؤولية كبيرة في تعزيز الخطاب الوطني الجامع، لمواجهة أفكار الغلو والتطرّف التي تتبنّاها التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذا التوجّه يُعد جزءاً من استراتيجية حكومية شاملة لمجابهة مختلف التحديات.

وأوضح أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد حساسة وقد تشهد خروقات، إلا أن عزيمة السوريين على استعادة وطنهم وبنائه على أساس المواطنة المتساوية ما تزال قوية، مشدداً على أن الاستثمار في الوحدة الوطنية يمثّل الطريق الأنجع لحماية البلاد.

ولفت إلى أن مواجهة التنظيمات المتطرفة لا يمكن أن تقتصر على المقاربة الأمنية فقط، بل تتطلّب جهوداً سياسية ومجتمعية وإعلامية متكاملة، مؤكداً أن الحكومة تعمل على اعتماد نهج شمولي في التصدي للتطرّف. بدورها، دعت وزيرة الشؤون الاجتماعية، هند قبوات، في تصريح، السوريين إلى الوحدة والتكاتف في مواجهة "الفتنة"، وقالت: "اليوم وجعنا كبير، ولكن علينا أن نكون أقوياء، مسيحيين ومسلمين، ونتجاوز هذه المحنة معاً". وأكدت قبوات أن ما جرى في الكنيسة هو حدث غير مسبوق في دمشق، وهدفه زعزعة الأمن وتخريب السلم الأهلي. ودعت إلى الابتعاد عن الخطاب الطائفي، مشيرة إلى أن اللحظة الحالية تستدعي أقصى درجات المسؤولية الوطنية. وأشارت إلى أن الحكومة تشعر بالألم والغضب من جرّاء ما جرى، لكنها شدّدت على أن وحدة السوريين ستظل الحصن في وجه محاولات بثّ الفتنة، مضيفة: "المصيبة كبيرة، وسنتجاوزها معاً". من جانبه، قال محافظ دمشق، ماهر مروان، إن رسالتهم الأولى بعد التفجير هي طمأنة المواطنين، والتأكيد على أن أمنهم واستقرارهم أولوية قصوى للمحافظة، مشيراً إلى أنه زار الكنيسة والتقى رجال الدين، وأكد على تمسك المحافظة بالوحدة الوطنية.

وأضاف أنه انتقل برفقة وفد رسمي إلى عدد من المشافي، بينها المشفى الفرنسي ومشفى المجتهد، للاطلاع على أوضاع الجرحى، مشدداً على أن العدالة ستأخذ مجراها، وأن المعتدين سيحاسبون بقوة القانون. كما أكد أن وزارة الداخلية تباشر التحقيق في الحادث، وتعمل بشكل مكثف على تتبّع خيوط الجريمة، مبيناً أن هناك خطوات وشيكة لردع الجناة ومحاسبتهم أمام الرأي العام.