إسرائيل حققت معظم أهدافها وطهران خرجت منها منتصرة.. تقييم سري للهجمات الأميركية ومحادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يومه الثاني بعد حرب استمرت 12 يوما، وسط دعوات دولية إلى العودة للمفاوضات والتوصل إلى تسوية دائمة تحول دون تجدد الصراع. وفي آخر التطورات، صادق البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في انتظار تصديقه من مجلس صيانة الدستور. وقال عضو هيئة الرئاسة بالبرلمان الإيراني إن التعليق يشمل التعاون مع هذه الوكالة ضمن اتفاق الضمانات الشاملة ومعاهدات أخرى. يأتي ذلك في وقت كشفت فيه شبكة "إن بي سي" الأميركية عن تقييم سري للهجمات الأميركية على إيران، موضحة أنه أحيل للكونغرس واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا. وقالت إن التقييم الاستخباراتي الأولي للهجوم كشف أن القصف أخّر برنامج إيران النووي لأشهر لكنه لم يعطله. وكان ترامب أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار، في حين قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن بلاده دمّرت تماما قدرة إيران على صنع أسلحة نووية. من جهتها، أعلنت تل أبيب موافقتها على مقترح ترامب لوقف إطلاق النار، ومع ذلك هدد نتنياهو باستهداف إيران مجددا إذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي، معتبرا أن إسرائيل حققت معظم أهدافها من الحرب. في المقابل، أكدت طهران توقف الحرب وأنها خرجت منها منتصرة، وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "الكيان الصهيوني عجز عن تحقيق أهداف عدوانه، وإن إيران لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه إسرائيل".
جيروزاليم بوست: محادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية -نقلا عن مصدر مطلع- أن محادثة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف إطلاق النار مع إيران كانت صعبة. وقال المصدر إن ترامب رفع صوته خلال مكالمته الهاتفية مع نتنياهو، مطالبا إياه بوقف الهجوم على إيران. وأضاف للصحيفة أن ترامب كان متوترا وطلب من نتنياهو "وقف الهجوم فورا"، وأن نتنياهو لم يتمكن من الحديث واكتفى بالتعبير عن امتنانه للرئيس الأميركي. ووصف المصدر المحادثة بالصعبة، إذ اعتبر ترامب أن وقف إطلاق النار مع إيران إنجاز شخصي، وأنه أوضح بشكل قاطع أنه لن يسمح لأي أحد على الإطلاق بتقويضه. بدورها، ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أن ترامب كان صارما ومباشرا بشكل استثنائي مع نتنياهو. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول اتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين حيز التنفيذ، عقب حرب بدأتها إسرائيل يوم 13 يونيو/حزيران الجاري بهدف معلن هو القضاء على البرنامجين النووي والصاروخي لطهران. وتدخلت واشنطن في الحرب عبر شنّ ضربات على 3 مواقع نووية رئيسية في الجمهورية الإسلامية. وقبيل توجهه إلى قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال الرئيس الأميركي إن إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه ليس راضيا عن ذلك. وقال إنّ إسرائيل وإيران تتقاتلان منذ فترة طويلة إلى الحد الذي جعلهما لا تعرفان ماذا تفعلان. وفي الأثناء، أكد ترامب أنه لن يكون لدى إيران سلاح نووي أو تخصيب لليورانيوم. وأضاف أنه لا يريد تغيير النظام في إيران، وأنه لا يريد الفوضى، بل يريد الهدوء بأسرع وقت ممكن. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن إيران ستكون دولة تجارية بارعة، وأن لديها كمية كبيرة من النفط، وأنها ستكون على ما يرام. وأكد في الوقت نفسه أن ضربة الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية كانت مثالية وتم تدمير الأهداف.
"انتصار تاريخي"
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إيران لن تحصل على سلاح نووي. وأضاف أنها إذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي فستدمره إسرائيل. واعتبر نتنياهو أن إسرائيل حققت "انتصارا تاريخيا" على إيران، متعهّدا بإحباط "أي محاولة" تقوم بها لإعادة بناء برنامجها النووي. في المقابل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان استعداد بلاده للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، مع تكرار عدم سعيها لتطوير سلاح ذري، لكن مع تمسّكها بـ"حقوقها المشروعة" في المجال النووي السلمي. وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء. وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.