أكد مسؤول أوكراني، أن روسيا شنت خلال الليل أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ بداية الحرب، وذلك في إطار حملة قصف متصاعدة بددت الآمال في تحقيق تقدم في الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
"أضخم هجوم جوي"
فقد أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت ما مجموعه 537 سلاحا جويا على أوكرانيا، من بينها 477 طائرة مسيرة وطائرات أخرى خداعية، و60 صاروخا. وأوضحت أنه تم إسقاط 249 طائرة مسيرة، بينما تم فقدان 226 طائرة مسيرة أخرى، على الأرجح عبر وسائل الحرب الإلكترونية. بدوره، كشف رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، أن الهجوم الجوي الذي تم شنه خلال الليل يعد "أضخم هجوم جوي" تتعرض له البلاد، بالنظر إلى عدد الطائرات المسيرة وطرازات الصواريخ المختلفة المستخدمة، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
وأضاف إهنات أن الهجوم استهدف مناطق في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك غرب البلاد، بعيدا عن خط الجبهة.
جولتان في إسطنبول
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن بلاده مستعدة لجولة جديدة من محادثات السلام المباشرة في إسطنبول.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في مينسك عاصمة بيلاروسيا، إن "مناقشة مذكرات تفاهم البلدين ستكون موضوع المفاوضات مع كييف"، معرباً عن امتنانه للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدوره في الوصول إلى تفاهمات بين الجانبين في إسطنبول تم تنفيذها. يذكر أن طرفي الصراع كانا عقدا جولتين من المحادثات في إسطنبول، لكن دون نتائج توصل لوقف إطلاق نار دائم.

أكد قائد الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، أن القوات تواجه هجوماً روسياً جديداً يستهدف مدينة رئيسية على الجبهة الشرقية، في حين أعلنت موسكو تحقيق تقدم في قطاع آخر جنوب غربي البلاد. تركز القوات الروسية جهودها على السيطرة على منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. وكانت مدينة كوستيانتينيفكا هدفاً رئيسياً بعد فشل الهجوم الأولي على العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الغزو الذي بدأ في شباط/فبراير 2022.
وتدافع القوات الأوكرانية منذ عدة أشهر عن المدينة في وجه الهجمات الشرسة، وطلب حاكم إقليمي من باقي السكان قبل أيام إخلاء المدينة مع انهيار البنية التحتية. وقال سيرسكي في منشور على تيليغرام، إن المنطقة المحيطة بكوستيانتينيفكا تشهد قتالا عنيفا. وأضاف "العدو يتجه نحو كوستيانتينيفكا، لكنه لم يحقق شيئا وتكبد خسائر فادحة. يحاول المعتدي اختراق دفاعاتنا والتقدم على طول ثلاثة قطاعات للعمليات".
وقال متحدث باسم القوات الأوكرانية في الشرق لوكالة "يوكرينفورم" للأنباء، إن كوستيانتينيفكا ومدينة بوكروفسك إلى الغرب "هما الساحة الرئيسية للمعارك والطموحات الاستراتيجية للكرملين". وقال سيرسكي أيضا إن القوات الأوكرانية صمدت خلال الأسبوع الماضي أمام هجوم قوي بالقرب من بلدة يابلونيفكا في منطقة سومي، حيث كانت القوات الروسية تحاول إنشاء منطقة عازلة داخل الحدود الأوكرانية. في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية في تقرير في وقت سابق، إن قواتها سيطرت على بلدة تشيرفونا زيركا الواقعة إلى الجنوب الغربي، بالقرب من الحدود الإدارية لمنطقة دنيبروبيتروفسك. وأدى التقدم البطيء الذي تحرزه روسيا في شرق أوكرانيا مع سيطرة موسكو على سلسلة من البلدات يوما بعد آخر إلى تدمير مدن كبرى وبنية أساسية.
مقتل طيار أوكراني.. واختفاء مقاتلة إف 16 للمرة الثالثة
أعلن الجيش الأوكراني، أن طيارا أوكرانيا قُتل وفُقدت طائرته المقاتلة من طراز إف-16 في أثناء عملية لصد هجوم روسي بصواريخ وطائرات مسيرة خلال الليل. وذكر الجيش أن هذه هي المرة الثالثة التي يفقد فيها طائرة إف-16 خلال الحرب.
وأوضح سلاح الجو عبر تطبيق تيليغرام للتراسل "استخدم الطيار جميع أسلحته على متن الطائرة وأسقط 7 أهداف جوية، وفي أثناء إسقاط الهدف الأخير، لحقت أضرار بطائرته وبدأت في السقوط". وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم أيضاً، عن ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) 2022، إلى نحو مليون و18 ألفا و940 فردا، من بينهم 1220 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم). وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 10976 دبابة، منها 6 دبابات أمس، و22915 مركبة قتالية مدرعة، و29689 نظام مدفعية، و1425 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1189 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 420 طائرة حربية، و337 مروحية، و42624 طائرة مسيرة، و3394 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و53508 من المركبات وخزانات الوقود، و3921 من وحدات المعدات الخاصة. ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.
لافروف: الغرب لن يهزم روسيا باستخدام كييف كأداة هجوم
صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن الغرب يسعى جاهداً لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا باستخدام نظام كييف كأداة هجوم، لكنه لن ينجح.
وأوضح لافروف خلال محادثاته مع وزير خارجية قيرغيزستان جينبيك كولوباييف: "نشهد مواجهة غير مسبوقة بين بلدنا والغرب، الذي قرر مجدداً خوض حرب ضدنا وإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مستخدماً النظام "النازي" في كييف كأداة هجوم". وأضاف: "لم ينجح الغرب قط في ذلك، ولن ينجح هذه المرة أيضا.. ربما بدأوا يدركون ذلك". هذا، وأعلن لافروف، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، فقدا صوابهما تماماً، ويحاولان العودة إلى زمن سعي ألمانيا وفرنسا لغزو أوروبا بأكملها، وفي مقدمتها الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي.
وقال في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع وزير خارجية قيرغيزستان، جينبيك كولوباييف: "نستغرب سماع ورؤية هذه التصريحات الصادرة عن العواصم الأوروبية.. مؤخراً، كتب ماكرون والمستشار الألماني ميرتس مقالاً مشتركاً: "على أوروبا أن تتسلح، روسيا هي التهديد الرئيسي، فهي تشن حروباً إمبريالية، ففي عام 2008 غزت جورجيا، وفي عام 2014، شبه جزيرة القرم ودونباس، وفي عام 2022، أراضي أوكرانيا بأكملها، هدف بوتين هو تقويض الأمن الأوروبي". وأضاف لافروف: "أعتقد أن هذه التصريحات وحدها كافية لشخص لديه فهم لما يحدث في أوروبا ويتابع الأحداث ليدرك أن هؤلاء الأشخاص فقدوا صوابهم تماماً ويحاولون علناً العودة إلى الأوقات التي أرادت فيها فرنسا وألمانيا غزو أوروبا بأكملها، وفي مقدمتها الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي". ووصل لافروف إلى قرغيزستان، حيث سيلتقي رئيس البلاد، صدر جباروف، ووزير خارجيتها جينبيك كولوباييف، يومي 29 و30 يونيو، وسيشارك أيضا في اجتماع لمجلس وزراء خارجية منظمة معاهدة الأمن الجماعي.