تنسيق مصري قطري مع واشنطن لوقف إطلاق النار.. شهداء بقصف متواصل والضفة على صفيح ساخن والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات
في اليوم الـ106 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، أفادت مصادر في مستشفيات غزة بوقوع44 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في القطاع منذ فجر اليوم بينهم 16 من منتظري المساعدات. وشيّع فلسطينيون صباح اليوم جثامين شهداء قضوا في قصف إسرائيلي استهدف استراحة على شاطئ بحر مدينة غزة، وأدى إلى استشهاد 34 شخصا، وإصابة 70، بينهم نساء وأطفال، وفق مصدر من مستشفى الشفاء. إنسانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن توقف خدمة غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة نتيجة نفاد الوقود. وفي التطورات العسكرية، تحتدم المعارك في مدينة خان يونس جنوبي القطاع بين جيش الاحتلال والمقاومة، فقد أعلنت سرايا القدس أنها دمرت في عملية مشتركة مع كتائب القسام دبابة ميركافا إسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما قالت إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في المنطقة نفسها بتفجير عبوة شديدة الانفجار مزروعة مسبقا. وفي الضفة الغربية، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح اليوم بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، في حين قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيين اثنين استشهدا برصاص الاحتلال في الخليل ورام الله فجر اليوم. من جهتها، قالت مصادر لسيريا ستار تايمز إن قوات الاحتلال اعتقلت 45 فلسطينيا على الأقل من الخليل ونابلس ورام الله وطولكرم وقلقيلية بالضفة الغربية فجر اليوم.
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة استشهاد 44 فلسطينيا بينهم 16 من منتظري المساعدات، بقصف وغارات إسرائيلية، في حين حذرت وزارة الصحة بأن نفاد الوقود بالقطاع يهدد حياة مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات. وذكر مصدر طبي أن 16 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 15 آخرين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري شاحنات المساعدات في منطقة نتساريم جنوب غرب مدينة غزة. من جانبه، ذكر مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في بيان، أن فلسطينيا استشهد وأصيب 50 آخرون بينهم 10 بحالات خطيرة من منتظري المساعدات باستهداف إسرائيلي في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع. وفي منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة استشهد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة العيماوي. وقال مستشفى الهلال الأحمر الميداني إن 6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب أكثر من 40 آخرين إثر قصف على خيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس. وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 10 فلسطينيين إثر قصف جوي إسرائيلي على منزل في مخيم بخان يونس. ونسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية ببلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين أُطلقت طائرات مروحية إسرائيلية صوب مدينة حمد شمال المدينة. كما كثف جيش الاحتلال غاراته وقصفه المدفعي وإطلاق النار وعمليات نسف المنازل شرق مدينة غزة. ووصفت الأونروا الآلية الإسرائيلية الأميركية الجديدة لإيصال المساعدات في غزة بأنها حقل للموت. وقالت إن قتل المدنيين يستمر في أثناء بحثهم عن الطعام في القطاع، وأكدت أن الأمم المتحدة وحدها بما فيها الأونروا قادرة على إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع مع استمرار أوامر التهجير وتكثيف القصف.
انتشار الأمراض
ومن جانب آخر، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفى النصر (الرنتيسي) للأطفال في غزة، سجل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا بين الأطفال.
وحذر المستشفى من تصاعد انتشار المرض في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها السكان. وأشار إلى أن المرافق الصحية في قطاع غزة تتعرض لضغوط غير مسبوقة نتيجة سياسة الاحتلال القائمة على الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية. وقال الدكتور راغب ورش آغا رئيس قسم الاطفال في مستشفى الرنتيسي للأطفال بغزة إن تدهور البنية التحتية وسوء التغذية سرّعا من انتشار التهاب السحايا بين الأطفال. وحذر ورش آغا من خطورة هذا المرض في ظل انعدام العلاج المناسب له، ما قد يتسبب في ارتفاع معدلات الوفاة بين الأطفال، وأضاف أن هناك مئات الإصابات بين الأطفال بهذا المرض شهريا. في الشأن نفسه تتزايد أعداد المرضى من الأطفال في قطاع غزة بشكل كارثي، وتسجّل الجهات الصحية مشكلات طبية لديهم يصعب تشخيصها بسبب التدمير الكامل لمعدات أساسية كالرنين المغناطيسي، وغياب العلاج المطلوب.
نفاد الوقود
وأعلن مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة عن توقف خدمة غسل الكلى نتيجة نفاد الوقود، والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة. وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية إن 350 مريضا حياتهم مهددة بعد وقف خدمة غسل الكلى، وطالب بتزويد المستشفى بالوقود فورا خلال ساعة أو ساعتين كحد أقصى. وأضاف أن وحدتي الطوارئ والعناية المركزة تعملان بالحد الأدنى وأنهما مهددتان بالتوقف الكامل خلال ساعات، مما يعني استشهاد كل من يعيشون بالاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي. وقالتَ وزارة الصحة في غزة إن القطاع الصحي يعاني أزمة خانقة ومستمرة من عدم توفر الوقود نتيجة سياسة الاحتلال التقطيرية في تزويد المستشفيات به، مشيرة إلى أن الاستمرار في عدم توفير الوقود يعني الموت المحتم لكافة المرضى والجرحى في المستشفيات. وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الدولية والجهات المعنية ضرورة التدخل وحماية المنظومة الصحية من الانهيار وذلك من خلال العمل على توفير الإمدادات الطبية.
الترتيبات جارية لاستضافة مصر مؤتمرا دوليا حول التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار
حث وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، آخر التطورات الإقليمية خاصة فيما يخص بجهود وقف النار في قطاع غزة. وأفادت الخارجية المصرية، في بيان لها اليوم، أن الاتصال تطرق إلى الجهود المشتركة بين مصر وقطر والولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف إراقة دماء الفلسطينيين، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. كما استعرض عبدالعاطي الترتيبات الجارية لاستضافة مصر مؤتمرا دوليا حول التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
