
في اليوم الـ107 من استئناف حرب الإبادة على غزة، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 32 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي المتواصل بينهم 24 في خان يونس منذ فجر اليوم، بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع "حدثين أمنين منذ الصباح" ومقتل جندي وإصابة آخرين في قطاع غزة. وقالت مواقع إسرائيلية إن جنديا من وحدة "إيغوز" قتل في حادثة قنص في القطاع. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 4 جنود بجروح خطرة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دبابة في قطاع غزة. وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينيا، بينهم أسرى محررون، خلال اقتحامها مناطق متفرقة في الضفة الغربية وفق ما أفادت مصادر فلسطينية. وفي شمال الضفة الغربية أخطر الجيش الإسرائيلي 50 عائلة من مخيم طولكرم بالضفة الغربية بقرار هدم منازلها. في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في منشور على منصته تروث سوشيال- إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما، مبيّنا أن الوسطاء القطريين والمصريين سيتولون تقديم مقترح نهائي. وأضاف "آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق لأنه لن يتحسن، بل سيزداد سوءا".
مقتل جنود إسرائيليين في "حدثين أمنيين" وعملية مركبة لسرايا القدس بغزة
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل وإصابة جنود اليوم الأربعاء في "حدثين أمنيين صعبين" في قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه سرايا القدس أنها نفذت عملية مركبة استهدفت عشرات الجنود في حي الشجاعية. وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن مقتل عدد من الجنود في الحدثين الأمنيين. وقالت مواقع إسرائيلية إن جنديا من وحدة "إيغوز" قتل في حادثة قنص في القطاع. كذلك أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 4 جنود بجروح خطيرة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دبابة في قطاع غزة. ووفقا لمواقع إخبارية إسرائيلية، جرى نقل مصابين اثنين إلى مستشفى أسوتا في مدينة أسدود نتيجة المعارك في غزة. وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، نقلت قناة الأقصى الفضائية عن مصادر صحفية أن الجيش الإسرائيلي أجلى عددا من جنوده المصابين إثر حدث أمني شرقي مدينة غزة. وتأتي الأنباء عن العملية الجديدة للمقاومة الفلسطينية بينما تتعرض المناطق الشرقية لمدينة غزة، ومنها حيا الشجاعية والتفاح، لقصف إسرائيلي جوي ومدفعي كثيف.
عملية مركبة
في غضون ذلك، قال قائد ميداني في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن السرايا نفذت اليوم الأربعاء عملية مركبة استهدفت عشرات الجنود ورتلا لآليات الاحتلال في الأطراف الشرقية لحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأضاف القائد أن العملية بدأت بتفجير حقل ألغام مما اضطر الجنود والضباط لدخول المنازل المجاورة، مشيرا إلى أن المقاتلين استهدفوا القوات التي تحصنت داخل المنازل بصاروخ موجه تلته قذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات. وتابع أن مقاتلي السرايا باغتوا القوات المستهدفة واشتبكوا معها من مسافة قريبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوقعوا طاقم الآليات والضباط والجنود المستهدفين بين قتيل وجريح.
كما أعلنت سرايا القدس أنها سيطرت على طائرة استطلاع إسرائيلية خلال تنفيذها مهام استخبارية في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في خان يونس ومناطق أخرى بقطاع غزة. والشهر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 21 جنديا جراء عمليات المقاومة.
الرئيس الأميركي يلتقي بنتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين.. ويقول إن إسرائيل وافقت على شروط هدنة اقترحتها واشنطن
حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس على الموافقة على ما وصفه بـ"المقترح النهائي" لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة لمدة 60 يوما، والذي سيقدمه مسؤولون وسطاء من قطر ومصر. وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب إن ممثليه عقدوا اجتماعا "طويلا ومثمرا" مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة.
ولم يكشف ترامب عن ممثليه، إلا أن اجتماعا كان مقررا بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه.دي فانس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وقال ترامب إن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، "وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب"، مشيرا إلى أن ممثلين عن قطر ومصر سيسلمون "هذا الاقتراح النهائي" إلى حماس.
وقال الرئيس الأميركي: "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا. أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!". وكان ترامب قد قال للصحافيين في وقت سابق يوم الثلاثاء إنه يأمل في أن يتم "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن الأسبوع المقبل بين إسرائيل وحماس". ومن المقرر أن يلتقي ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين.
وقالت حماس إنها على استعداد للإفراج عن المحتجزين المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق لإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب إلا بعد نزع سلاح حماس وتفكيكها. وترفض حماس إلقاء سلاحها. واندلعت الحرب في غزة عندما هاجم مسلحون بقيادة عناصر من حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهو ما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في استشهاد 1200 شخص واحتجاز 251 في غزة. ولم يُظهر الجانبان علامات تذكر على استعدادهما لتقديم أي تنازلات. واقترحت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن نصف المحتجزين مقابل أسرى فلسطينيين ورفات فلسطينيين آخرين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما و"صفقة الرهائن" التي اقترحتها الولايات المتحدة، محملا حماس المسؤولية. ويسعى ترامب ومساعدوه على ما يبدو إلى استغلال أي زخم من الضربات الأميركية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في هذا الصراع، لتأمين هدنة دائمة في الحرب في غزة، بحسب المحللين. وقال ترامب للصحافيين، خلال زيارة إلى فلوريدا، إنه سيكون "حازما جدا" مع نتنياهو بشأن الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد أيضا وقفا سريعا لإطلاق النار.
وقال الرئيس الأميركي: "نأمل أن يحدث ذلك. ونحن نتطلع إلى حدوثه في وقت ما الأسبوع المقبل...نريد إخراج الرهائن"، بحسب تعبيره. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أدى إلى استشهاد أكثر من 56 ألف فلسطيني، كما تسبب في أزمة جوع، ونزوح سكان غزة بالكامل، ودفع إلى توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية واتهامات بارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات.