للمرة الثالثة خلال أيام.. تجدد حرائق بمصياف بريف حماة والدفاع المدني يتدخل

تجدّدت الحرائق، للمرة الثالثة خلال أيام، في أحراش جبل قاهر التابعة لمنطقة مصياف بريف حماة، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من فرق الدفاع المدني التي سارعت إلى الموقع لمحاولة احتواء النيران ومنع امتدادها إلى الأراضي الزراعية والمناطق السكنية القريبة. وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عبر معرفاته الرسمية، إن فرق الإطفاء عملت بالتعاون مع الأهالي على إخماد حريق في أحراش جبل قاهر بمنطقة مصياف، بعد تجدد اشتعال النيران للمرة الثالثة خلال هذا الأسبوع. ولفت إلى أن الحريق الأول في المنطقة اندلع يوم الجمعة الفائت، وتم إخماده بشكل كامل، ليعود ويشتعل مرة أخرى يوم السبت، وتمكنت الفرق مع الأهالي من السيطرة عليه بعد عمل دام لساعات طويلة، قبل أن يتجدد اليوم وتنجح الفرق مجدداً مع السكان في احتوائه.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد حذّر أمس من أن "موسم الحرائق ما يزال في بدايته"، مضيفاً: "لدينا عمل شاق للحفاظ على الغابات والأحراج في سوريا رغم التحديات الأمنية والمخاطر". من جهته، قال مدير منطقة مصياف، محمد طعمة، إن الحرائق التي اندلعت يومي الجمعة والسبت التهمت نحو 2500 دونم من الأراضي الحراجية والزراعية، وسط صعوبات في السيطرة عليها بسبب وعورة التضاريس وضعف التجهيزات الفنية، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة.
الحرائق الحراجية في سوريا
تشهد مناطق الغابات في سوريا، ولا سيما في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص، حرائق متكررة باتت ظاهرة سنوية تثير قلق السكان، بسبب الأضرار التي تلحقها بالغابات والمساحات الخضراء التي تُعدّ ثروة بيئية واقتصادية للبلاد. وخلال السنوات الماضية، كانت قوات وميليشيات النظام المخلوع هي المتهم الأول بالتورط في هذه الحرائق، إذ لجأت إلى إشعال النيران عمداً للتغطية على عمليات قطع الأشجار وبيعها كحطب خلال فصل الشتاء. ويشير ناشطون إلى أن هذه الحرائق المفتعلة تأتي ضمن خطط ممنهجة تهدف إلى الاستفادة من الغابات الطبيعية وتحقيق مكاسب مالية كبيرة من خلال بيع الأخشاب، مستغلّين ضعف الرقابة القانونية وحالة عدم الاستقرار في البلاد. ورغم محاولات فرق الإطفاء إخماد هذه الحرائق، فإن قلة الإمكانات وصعوبة التضاريس تؤدي إلى انتشار النيران وتُصعّب السيطرة عليها.