الحرائق مستمرة وإخمادها بشكل نهائي يحتاج عدة أيام.. تضامن إقليمي في مكافحة حرائق اللاذقية وغابات الفرنلق في مرمى النيران

أعلنت السلطات السورية، أن الحرائق التي تشهدها محافظة اللاذقية الساحلية، أتت على حوالي 10 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية، في حين دعت الأمم المتحدة إلى مزيد من الدعم الدولي للسيطرة على النيران. ووصلت، فرق من الدفاع المدني الأردني إلى اللاذقية في غرب سوريا التي تشهد مساحات واسعة من ريفها حرائق وصفتها سلطات المحافظة بأنها "كارثية". وجاء في منشور على "إكس" لوزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح، أن "مئات آلاف الأشجار الحراجية على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعا باتت رمادا بسبب هذه الحرائق"، منوها بـ"جهود كبيرة" يبذلها 80 فريقا من الدفاع المدني السوري وغيره من الأجهزة.

ولاحقاً، تحدّث الصالح في مؤتمر صحافي في اللاذقية عن "كارثة بيئية حقيقية"، مشيراً إلى أن إعلان إخماد النيران بشكل نهائي "يحتاج عدة أيام للمراقبة والمتابعة". وأتت المساعدة الأردنية غداة تدخل مروحيات وسيارات إطفاء من تركيا المجاورة شمالاً. وأعلنت وزارة الدفاع السورية مشاركة سلاح الجو في عمليات إخماد الحرائق. وقد أتت الحرائق على مساحات حرجية كبيرة وأراض زراعية، خصوصاً قرب الحدود مع تركيا، وقد استدعت إخلاء قرى عدة. وكتبت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي عبر منصة "إكس": "سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق المندلعة في الساحل السوري". من جهته، أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، في بيان، أن "فرق الأمم المتحدة (موجودة) على الأرض لإجراء تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة، وتحديد الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً".

في سياق متصل، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، عن مشاركة لبنان في جهود إطفاء الحرائق بريف اللاذقية، وسط تحذيرات من توسع الحرائق في غابات الفرنلق، ما يصعّب من مهمة الاستجابة. وتوجّه الصالح بالشكر إلى الجمهورية اللبنانية على مبادرتهم واستجابتهم السريعة لدعم جهود إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية، من خلال تخصيص طائرتي إطفاء مروحيتين وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية. وأضاف الصالح عبر حسابه الرسمي في منصة (X): "هذه المبادرة تجسد عمق الروابط الأخوية بين بلدينا، وتعكس أهمية التضامن في مواجهة الكوارث الطبيعية والبيئية".
من جانبه، حذّر مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) التابعة للوزارة، منير مصطفى، من توسّع الحرائق في غابات الفرنلق، موضحاً أنّ فرق الإطفاء والدفاع المدني تعمل جاهدة على منع تمدد الحرائق في غابات الفرنلق، مؤكداً أن توسعها في المحمية يشكل تحدياً كبيراً نظراً لكثافتها واتساع مساحتها. وأشار مصطفى إلى مشاركة أفواج وطيران إطفاء من تركيا والأردن ولبنان، في عمليات إخماد الحرائق ضمن جهود الاستجابة في يومها الخامس على التوالي.
وتوسّعت الحرائق الحراجية في محافظة اللاذقية، لتصل إلى منطقة غابات الفرنلق، حيث أفاد الدفاع المدني السوري بأن وصول الحرائق إلى منطقة غابات الفرنلق يزيد من توسّع رقعة النيران، ويُصعّب السيطرة عليها. وتُعدّ غابات الفرنلق، الواقعة شمال شرقي مدينة اللاذقية، من أبرز الغابات الطبيعية في منطقة كسب، حيث تنتشر على مساحة تتجاوز 5000 هكتار من الأراضي الجبلية المحاذية للحدود السورية- التركية.