دعوات إسرائيلية لوقف الحرب على وقع كمين بيت حانون.. ترامب يلمح مجدداً لتهجير سكان غزة ونتنياهو: نقترب من إيجاد دول عدة

في اليوم الـ641 من حرب الإبادة على غزة، أثارت عملية بيت حانون (شمالي غزة) للمقاومة الفلسطينية ردود فعل واسعة لدى النخبة السياسية الإسرائيلية تمثلت في دعوات إلى إنهاء الحرب على غزة "من أجل إسرائيل" في حين حافظت الأصوات اليمينية التقليدية على نغمة التشدد، داعية لمواصلة القتال والدفع باتجاه التضييق على المقاومة. وأسفرت عملية بيت حانون التي نفذتها المقاومة عن 5 قتلى و16 جريحا، بعضهم في حالة خطيرة، في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكشف تقرير أولي لجيش الاحتلال أن الكمين الذي استهدف الوحدة الإسرائيلية نفذ بتفجير 4 عبوات متتابعة وليس في آن معا، وأن عمليات الإسناد والإنقاذ لإخلاء الجنود القتلى والمصابين شابها التعقيد بفعل نيران كثيفة تطلقها المقاومة. وفي الجانب السياسي، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى إنهاء الحرب على غزة "من أجل المقاتلين وعائلاتهم والرهائن وإسرائيل" ومن جانبه اعتبر رئيس تحالف الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان أن إسرائيل مجبرة على إنجاز صفقة وإنهاء الحرب "بعد مقتل جنودنا". وبينما دعا وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى إعادة فريق التفاوض الموجود في الدوحة، طالب اليميني الآخر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى التوقف فورا عن "حماقة إرسال المساعدات للعدو الذي يقتل جنودنا". وفي المقابل، يسود جو من التفاؤل بقرب التوصل لصفقة تسوية، على وقع تصريحات لمسؤولين أميركيين وفي المنطقة، وجهود وساطة تبذلها دولة قطر.
رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر عن رفضه لإنشاء أي دولة مستقلة للفلسطينيين، مشيرا إلى أنها "ستكون منصة لتدمير إسرائيل"
مجدداً ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى مخططات تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، فيما قال الأخير "أعتقد أننا نقترب من إيجاد دول عدة"، في إشارة إلى دول تستقبل الفلسطينيين.
والتقى نتنياهو، الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن رفضه لإنشاء أي دولة مستقلة للفلسطينيين، مشيرا إلى أنها "ستكون منصة لتدمير إسرائيل". ووصف الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل من قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بأنه "دليل على ما سيفعله الفلسطينيون في حال قيام دولة لهم". وعندما سأل الصحافيون ترامب عما إذا كان حل الدولتين ممكناً، قال: "لا أعرف"، وأحال السؤال إلى نتنياهو الذي رد بالقول: "أعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، لكن ليس على أي صلاحيات من شأنها تهديدنا.. وهذا يعني أن السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائماً في أيدينا".
"حرية المغادرة"
كما قال نتنياهو للصحافيين، أثناء مأدبة عشاء مع ترامب، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان مع دول أخرى من شأنها أن تمنح الفلسطينيين "مستقبلاً أفضل"، مشيراً إلى إمكان انتقال سكان غزة إلى دول مجاورة. وأضاف نتنياهو: "إذا أراد الناس البقاء، فبإمكانهم ذلك، لكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يمنحوا حرية المغادرة". وأردف: "نعمل مع الولايات المتحدة عن كثب لإيجاد دول تسعى لتحقيق ما تقوله دائماً، وهي أنها تريد منح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل.. أعتقد أننا نقترب من إيجاد دول عدة". في حين، عندما سئل ترامب عن تهجير الفلسطينيين، قال إن الدول المحيطة بإسرائيل تقدم المساعدة. وأضاف "نحظى بتعاون كبير من الدول المحيطة.. لذا سيحدث أمر جيد".
تهجير سكان غزة
وجدد الرئيس الأميركي، في مايو، اقتراحه بتهجير سكان غزة مع إمكانية بقائهم في الشرق الأوسط، معتبراً أن القطاع كان "مكاناً سيئاً" طيلة سنوات، ويجب أن يصبح "منطقة حرية". وكان الرئيس الأميركية اقترح ترحيل الفلسطينيين في 25 يناير 2025 أي بعد خمسة أيام من توليه الرئاسة، قال ترامب إنه يتعين على الأردن ومصر أن تستقبلا الفلسطينيين من غزة، وأشار إلى انفتاح على أن تكون هذه خطة طويلة الأجل. وقوبلت الخطة بتنديد عالمي، وقال الفلسطينيون والدول العربية وخبراء حقوق الإنسان إنها تصل إلى حد "التطهير العرقي". وكرر ترامب الخطة ذاتها في 27 و30 و31 يناير/كانون الثاني، وأضاف أنه يتوقع موافقة مصر والأردن عليها، رغم أنهما رفضتاها.
ولاقت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات في الشرق الأوسط وخارجه. كما أعلنت دول عربية عدة، علاوة على وزراء خارجية المجموعة العربية الإسلامية، رفض تهجير الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم، ودعوا إلى تأسيس دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، ودعم جهود السلام على هذا الأساس. وفي مارس الماضي، اعتمد القادة العرب خطة مصرية لإعادة الإعمار كلفتها 53 مليار دولار، والتي من شأنها تجنب تهجير الفلسطينيين من غزة، ورفضها ترامب وإسرائيل آنذاك. وتدعم واشنطن منذ فترة طويلة حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإنشاء دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب دولة إسرائيل.