اتفاق أردني سوري على تقاسم المياه بشكل عادل

انطلقت في سد الوحدة على الجانب الأردني قرب الحدود الأردنية السورية، اجتماعات اللجنة الفنية الأردنية السورية، برئاسة هشام الحيصة أمين عام سلطة وادي الأردن رئيس اللجنة الأردنية، وأسامة أبو زيد معاون وزير الطاقة لشؤون الموارد المائية السورية، لبحث القضايا المائية المشتركة، حيث تم توقيع محضر اجتماع يضمن التوزيع العادل لحصص المياه في حوض مياه اليرموك بما يضمن مصلحة البلدين. وأكد الحيصة أن الاجتماعات كانت بناءة ومثمرة، وهناك جدية واضحة في إيجاد الحلول للقضايا العالقة بين الجانبين، مشيرًا إلى أن البدء بهذه الاجتماعات يشكل نقلة نوعية في تعزيز الواقع المائي في حوض مياه اليرموك، وانعكاس ذلك على مياه الري والشرب في الأردن. ومن جهته، أبدى أبو زيد تعاونًا ملموسًا لإعادة دراسة الاتفاقية الموقعة بين الجانبين عام 1987 بما يضمن الحقوق المائية للطرفين، وتطوير حوض مياه نهر اليرموك كضمان لوجود كميات مياه في سد الوحدة، وذلك بعد إنجاز دراسة الحوض والوقوف على واقع الواردات المائية في مجاري أودية الحوض لتحديد نسب توزيع المياه للجانبين.
وتم الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل في العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء الموافق 15 يوليو 2025، لاستكمال المباحثات. كما اتفق الجانبان على الوقوف على واقع الآبار المحفورة في الجنوب السوري وعدد السدود، واتخاذ ما يلزم من إجراءات بخصوص ما تم حفره بما يضمن مصالح الطرفين بشكل عادل، إلى جانب تركيب أجهزة قياس ورصد مائية في حوض اليرموك لتبادل المعلومات بشكل مستمر، والبدء بإعداد دراسة للاستمطار في الحوض لضمان عدالة توزيع الكميات بين الجانبين بشكل دائم.
تعاون مائي
وأكدت وزارة المياه والري الأردنية وجود رغبة لدى الجانب السوري في استمرار التعاون المائي مع الأردن، بما يخدم مصالح البلدين. وقال الناطق باسم الوزارة، عمر سلامة، إن الجانبين اتفقا على ضرورة تقاسم المياه بشكل عادل يضمن الحقوق المائية لكل طرف، مشيرًا إلى أن الجانب السوري أبدى استعدادًا للتعامل مع ملف الآبار التي تم حفرها بشكل غير قانوني خلال السنوات الماضية، من خلال وضع آلية يُتفق عليها خلال الاجتماع المقبل، بما يضمن الحفاظ على الموارد المائية بين الطرفين. وأضاف أن الأردن سيقدم دراسة تتعلق بالاستمطار في منطقة حوض اليرموك، بهدف تعزيز التعاون المشترك في هذا المجال، وأن الجانب السوري أبدى اهتمامًا واضحًا بالحفاظ على حصة المياه المخصصة لسد الوحدة في الأردن، كما جرت مناقشة إمكانية تزويد الأردن بكميات إضافية من المياه لتعويض النقص خلال فصل الصيف.
الأردن أفقر بلدان العالم مائيًا
وكشف وزير المياه والري الأردني رائد أبو السعود، في تصريحات سابقة، أنّ الأردن أصبح أفقر بلد في العالم من حيث الوضع المائي. وبين أنّ الأرقام العالمية تتحدث عن أنّ البلد الذي يستهلك الفرد الواحد فيه ما مقداره 500 متر مكعب سنويًا من المياه، هو بلد فقير، في وقت تصل حصة المواطن الأردني 61 متر مكعب فقط. وأوضح أنّ الأردن يفتقر كثيرًا للمياه السطحية كالبحيرات والبحار والأنهار، وأقرب مصدر مياه سطحية هو في البحر الأحمر رغم أنّ الكثافة السكانية تتجمع في مناطق شمال ووسط الأردن، ما يتطلب تحلية المياه ونقلها إلى القطاعات الصناعية والزراعية والسكانية.