هجوم روسي واسع على كييف وقتلى وجرحى وحرائق.. زيلينسكي يدعو إلى فرض عقوبات على روسيا بسرعة أكبر

أسفر هجوم روسي ليلي على كييف عن مقتل شخصين على ما أعلنت السلطات المحلية، قبل اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فيما الملف الأوكراني في طريق مسدود على الصعيد الدبلوماسي. القصف يأتي غداة أعنف هجوم جوي تشهده البلاد منذ بداية الحرب قبل 3 سنوات، حسبما أفاد مسؤولون أوكرانيون.
وقال رئيس الإدارة العسكرية، تيمور تكاتشينكو، إن القوات الروسية استهدفت ما لا يقل عن 6 أحياء في العاصمة. وأصابت الضربات أو شظايا المقذوفات التي تم اعتراضها، أبنية سكنية وسيارات ومخازن ومكاتب، مشيراً إلى أن 13 شخصا على الأقل أصيبوا في الهجمات. وأوضح ميكولا كالاشنيك، رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة، أن الهجوم الليلي على كييف كان "واسعا" واستمر "حوالي عشر ساعات" وشن بواسطة مسيرات قتالية وصواريخ. وسُمعت في كييف انفجارات قوية في المدينة خلال الليل مصحوبة بانفجار مقذوفات اعترضتها الدفاعات الجوية في الجو. ولجأ عشرات السكان إلى محطة مترو في وسط المدينة حيث وضعت في تصرفهم فرش ومعدات تخييم. من جهته، أوضح رئيس الإدارة الإقليمية لكييف، تيمور تكاتشينكو، أن الحرائق اندلعت في 5 أحياء أخرى على الأقل، وشملت مباني سكنية وسيارات ومستودعات ومكاتب، ومباني غير سكنية أخرى. وأضاف أن ثلاثة من المصابين يعانون من جروح ناجمة عن شظايا.
كما وقعت انفجارات في مقاطعة سومي الأوكرانية، حسبما ذكرت صحيفة "تليغراف" الأوكرانية. وتم إطلاق صفارات الإنذار في المقاطعة. يأتي ذلك فيما ذكرت أجهزة الطوارئ في وقت متأخر من أمس أن هجوما جويا روسيا أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة رابع في بلدة كوستيانتينيفكا الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا. وجاء في منشور على تطبيق "تليغرام" أن الهجوم دمر مبنى إداريا من طابق واحد وأن فرق الإنقاذ انتشلت جثتين من تحت الأنقاض، كما تمكن رجال الإطفاء من إخماد حرائق اندلعت في أربعة مبانٍ. وتتعرض كوستيانتينيفكا الواقعة في منطقة دونيتسك لهجمات روسية منذ أشهر، وتعد المنطقة محور تقدم روسيا باتجاه الغرب. ودعا فاديم فيلاشكين حاكم منطقة دونيتسك على "تليغرام" إلى إجلاء السكان لمناطق أقل خطورة في أوكرانيا.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أطلقت روسيا، الليلة السابقة، أكثر من 700 طائرة مسيّرة هجومية وتمويهية، في محاولة لإغراق الدفاعات الجوية الأوكرانية، وهو ثالث رقم قياسي يُسجل في غضون أسبوعين. وعلى الأرض، كثفت القوات الروسية عملياتها على طول خط الجبهة الممتد لمسافة ألف كيلومتر، في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية نقصا في الأفراد وضغطا متزايدا. من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن عدم رضاه عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يبدِ أية مرونة بشأن مطالب وقف إطلاق النار والتسوية ومنذ تولي ترامب منصبه في يناير(كانون الثاني). وكان ترامب قد أشار، الاثنين، إلى أن الولايات المتحدة مضطرة لإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، وذلك بعد أيام فقط من تعليق واشنطن تسليم شحنات أسلحة حيوية لكييف.
تقارير إعلامية: الولايات المتحدة تستأنف تزويد أوكرانيا ببعض الأسلحة.. ووزير أوكراني: زيلينسكي سيعقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين في روما
دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حلفاءه إلى الإسراع في فرض عقوبات جديدة على روسيا، بعدما شنت موسكو هجوما ليليا استمر لساعات حتى الصباح على أوكرانيا بمئات المسيّرات والصواريخ، فيما استأنفت الولايات المتحدة الأميركية تزويد أوكرانيا ببعض الأسلحة، حسبما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، نقلاً عن مصادرها. وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب فرض عقوبات بسرعة أكبر، ويجب أن يكون الضغط على روسيا قويا بما يكفي حتى تشعر بعواقب إرهابها"، مشيرا إلى أن روسيا أطلقت حوالي 18 صاروخا و400 مسيّرة. وأضاف الرئيس الأوكراني إلى أن الهدف الرئيسي للهجوم كان كييف، بالإضافة إلى مناطق تشيرنيهيف وسومي وبولتافا وخاركيف التي تعرضت للهجوم أيضًا.
وأشار زيلينسكي إلى أن "هجمات روسيا تصعيد واضح وواسع النطاق ويتطلب من الحلفاء تسريع العقوبات". وأضاف بالقول: "سأطلب من تحالف الراغبين تمويلا إضافيا للدفاع الجوي وإنتاج مضادات للمسيرات". ووفقاً لما نشرته "أسوشييتد برس"، يجري حالياً إرسال قذائف من عيار 155 ملم وذخائر موجهة لراجمات الصواريخ إلى أوكرانيا. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن الأسلحة كانت موجودة في المستودعات البولندية وقت تعليق نقل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. يذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times ذكرت، في 2 يوليو (تموز)، أن الولايات المتحدة ستعلق إمداد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" وبالذخائر الموجهة وصواريخ "هيلفاير" وأنظمة صواريخ "ستينغر" المحمولة وأسلحة أخرى.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 3 يوليو (تموز)، إن واشنطن تواصل تقديم المساعدات العسكرية لكييف، لكنها تنطلق من أن الولايات المتحدة نفسها بحاجة إلى أسلحة، وذكر موقع "أكسيوس" Axios أن ترامب قال، في محادثته مع زيلينسكي، إنه يريد مواصلة دعم أوكرانيا في تعزيز دفاعها الجوي. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن الرئيس زيلينسكي سيعقد المزيد من الاجتماعات مع مسؤولين أميركيين في مؤتمر مخصص لتعافي أوكرانيا. وكتب سيبيها على "تليغرام"، في وقت متأخر من أمس: "التركيز الرئيسي سيكون على سياسة العقوبات واعتماد الحزمة التالية من العقوبات الأمريكية في المستقبل القريب". ويركز المؤتمر في روما على إعادة الإعمار على الأجلين القصير والطويل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي مضى عليه الآن 40 شهرا.