الحرائق تحت السيطرة شبه الكاملة ودعم تركي ودولي يُسرّع الاستجابة.. وفرق من الرقة والحسكة ودير الزور تشارك في إخمادها بريف اللاذقية

أعلنت الحكومة السورية تحقيق سيطرة شبه كاملة على معظم مواقع الحرائق في ريف اللاذقية، باستثناء نقطتين في منطقة جبل التركمان، في حين تتواصل جهود دعم الاستجابة، وعلى رأسها دعم جوي من تركيا. وفي تصريحات لوكالة الأنباء السورية "سانا"، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إن فرق الإطفاء والدفاع المدني والحراج تمكنت من إخماد معظم بؤر النيران، وبدأت عمليات التبريد في الساعة الرابعة فجراً، مشيراً إلى أن الرياح القوية ساهمت في تجدد بعض الحرائق. وأوضح الصالح أن "الجهود مستمرة للسيطرة الكاملة رغم وعورة التضاريس والتقلبات الجوية"، لافتاً إلى إصابة خطيرة ضمن صفوف الدفاع المدني بعد أن حاصرت النيران بعض العناصر، بينما تواصل باقي الفرق مهامها بكامل الجاهزية، بدعم من فرق دولية.
نقاط حرجة في جبل التركمان
وأشار الوزير الصالح إلى وجود نقطتين لم تُخمد النيران فيهما بعد في منطقة جبل التركمان، تقع الأولى في وادٍ لا يمكن الوصول إليه إلا جوّاً، والثانية على سفح جبل مزروع بالألغام، وقد شهدت المنطقة انفجارات متفرقة صباح اليوم دون تسجيل إصابات. وتتواصل الحرائق في منطقة جبل التركمان شمالي اللاذقية، لا سيما في محيط قرى قسطل معاف، قنطرة، مزرعة، بيت ملق، الفرنلق ومورطلو، وسط جهود مكثفة لاحتواء النيران المستمرة منذ الثالث من تموز الجاري.
الدفاع المدني: تقدم كبير
من جانبه، أعلن مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، عن تقدم كبير في السيطرة على الحرائق المستمرة منذ سبعة أيام، مؤكداً أن عدد البؤر النشطة بات محدوداً، وأن الفرق بدأت بفتح طرقات جديدة لتسهيل عمليات الإطفاء. وتوقع كيال السيطرة الكاملة خلال الساعات المقبلة، والبدء بعمليات تبريد واسعة لمنع تجدد النيران، مؤكداً أن "الفرق تعمل على مدار الساعة وباستراتيجية مجزأة لضمان محاصرة الحريق ومنع امتداده".
دعم تركي سريع واستجابة دولية وأممية
في سياق ذلك، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث إن تركيا كانت الأسرع في الاستجابة، إذ أرسلت 12 طائرة إطفاء ومركبات متخصصة وفرقاً أرضية، كما شاركت طائرات وفرق من الأردن ولبنان، إلى جانب الدعم الجوي المقدم من وزارة الدفاع السورية. وأكد الوزير الصالح استمرار التنسيق مع دول أوروبية والعراق لتفعيل عمليات التدخل الجوي عند الحاجة، مشيراً إلى أن الاستجابة الدولية ساهمت في تقليص مساحات الحريق وتعزيز سرعة السيطرة. من جانبه، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن المنظمة وشركاءها يدعمون الاستجابة التي تقودها الحكومة السورية، خاصة في المناطق المتضررة من حرائق الغابات في الساحل السوري. وأطلقت منظمة "اليونيسف"، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، فرقاً متنقلة لتقديم الرعاية الصحية للأطفال، والدعم النفسي والاجتماعي، إلى جانب توزيع حقائب كرامة للنساء والأطفال، ومساعدات تشمل مصابيح شمسية، قوارير مياه، ودلاء.
كارثة بيئية ودعوات لإطلاق خطة إنعاش
ومنذ 3 تموز الجاري، تشهد محافظة اللاذقية في الساحل السوري سلسلة حرائق غابات كارثية، أدّت إلى التهام مساحات تقدّر بآلاف الهكتارات من الغطاء الشجري، وتشريد مئات العائلات من عشرات القرى، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي تشهدها سوريا. وأصدر الهلال الأحمر العربي السوري تقريراً حديثاً، أمس ، يغطّي جهود الاستجابة لحالات الطوارئ الناجمة عن حرائق الغابات في ريف اللاذقية، خلال الفترة من 1 إلى 7 تموز الجاري، والتي امتدت إلى محافظة طرطوس ومناطق ريفية في محافظتي إدلب وحماة. وبحسب التقرير، فإنّ فرق الإطفاء والإنقاذ والإغاثة تواجه تحديات كبيرة، بسبب نقص المعدات وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني، في ظلّ استمرار الحرائق وتوسّعها.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 60 قرية في ريف اللاذقية تأثرت بالحرائق، التي أجبرت سكّانها البالغ عددهم قرابة 5 آلاف على النزوح، وسط انعدام للبنية التحتية الكافية للإيواء. ومع استمرار الجهود المحلية والإقليمية والدولية، يبقى الأمل معلّقاً على نجاح فرق الإطفاء والإنقاذ والإغاثة في تحقيق السيطرة التامة على حرائق الساحل السوري، تمهيداً لتقييم الأضرار الفعلية والبدء بشق طريق التعافي البيئي والمجتمعي. وقد دعت منظمات بيئية سورية ودولية إلى إطلاق خطة إنعاش بيئي طويلة الأمد تشمل إعادة التشجير، إزالة الألغام، وتنفيذ برامج تعليم مجتمعي حول الوقاية من حرائق الغابات.
وزير الطوارئ: فرق من الرقة والحسكة ودير الزور تشارك في إخماد الحرائق بريف اللاذقية
أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح اليوم، أن فرق إطفاء من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، ستشارك في عمليات إخماد الحرائق المندلعة لليوم الثامن على التوالي في ريف اللاذقية الشمالي. وأوضح وزير الطوارئ في منشور عبر منصة إكس أن المشاركة ستكون بكوادر بشرية، و22 سيارة إطفاء، وجرافتين مع آليات الدعم اللوجستي، معرباً عن أمله بالانتصار على الكارثة التي نواجهها معاً كسوريين من السويداء إلى حلب ومن اللاذقية إلى الحسكة. من جانبه، أشار الدفاع المدني السوري إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه عمليات إخماد الحرائق في غابات اللاذقية، نتيجة امتداد الحرائق بسبب اشتداد سرعة الرياح، ما تسبب بإصابات بين عناصر الإطفاء من الفرق المشاركة، مؤكداً أنه رغم الصعوبات والمعاناة لا تزال الفرق تتابع بروح عالية عمليات مواجهة الحرائق حتى تتم السيطرة عليها بشكل كامل.

وكان وزير الطوارئ أعلن أمس عبر إكس أن فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء في محافظة اللاذقية وبمشاركة من فرق الإطفاء التركية والأردنية، وبدعم جوي من الطائرات السورية والتركية الأردنية واللبنانية المساهمة في عمليات الإخماد، تمكنت من تقليص عدد البؤر المشتعلة، وحققت تقدماً في إخماد البؤر، لكن اشتداد سرعة الرياح الليلة الماضية أسهم في إعادة اشتعال النيران في بؤر جديدة في عدد من المناطق ولا سيما في منطقة جبل النسر.