الجيش الأميركي لا يخطط للبقاء في سوريا إلى الأبد.. تحذيرات لقسد من التأخر في الاندماج بمؤسسات الدولة السورية

أكد السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم براك، أن واشنطن لا تخطط للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا إلى الأبد. وقال براك في مقابلة مع وكالة "الأناضول": "لدينا وجود عسكري في سوريا، لكننا لا نهدف إلى الحفاظ على هذا الوجود إلى أجل غير مسمى".
وسلط الضوء على المخاطر التي تكتنف عملية الاندماج في سوريا بقوله: "أعتقد أن هذه فترة انتقالية لم يتحقق فيها التوافق منذ سبعة أشهر، وهناك قلق من استمرار المخاوف السابقة في المستقبل".
تعاطف في الكونغرس
كما نقلت الوكالة عن براك قوله في تصريحات أدلى بها بنيويورك لمجموعة من الصحافيين، إن هناك تعاطفا في أوساط من الكونغرس الأميركي حيال تنظيم "قسد"، وإن الولايات المتحدة تسعى إلى دمج هذا الكيان ضمن الحكومة السورية. وأوضح براك أن "هذا الأمر لا يعني أن هناك مؤشرا على إقامة كردستان حرة في سوريا، ولا يعني إقامة دولة قسد منفصلة، أو دولة علوية أو درزية مستقلة، الجميع سيكون ضمن هيكل سوريا، والتي سيصبح لها دستورها وبرلمانها الخاص".
وأشار إلى أن بدء حزب العمال الكردستاني في التخلي عن سلاحه "يعد تطورا كبيرا جدا بالنسبة لتركيا". وبيّن براك أن الولايات المتحدة تحالفت سابقا مع "قسد" من أجل مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، مضيفا: "ولهذا هناك شعور سائد أننا كنا شركاء معهم، ونحن مدينون لهم، لكن السؤال الأهم: بماذا ندين لهم؟ لسنا مدينين (لهم) بحق إقامة إدارة مستقلة داخل دولة". ودشن 30 مقاتلا من حزب العمال الكردستاني بينهم نساء، عملية إلقاء السلاح في مراسم قرب مدينة السليمانية بشمال العراق، بعد شهرين من إعلان المقاتلين الأكراد إنهاء أربعة عقود من النزاع المسلّح ضد الدولة التركية. وأشادت تركيا، بمراسم أحرق فيها 30 مقاتلا من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم في شمال العراق، معتبرة هذه الخطوة "علامة فارقة" و"نقطة تحول لا رجعة فيها" على طريق السلام.
يحذر قسد من التأخر في الاندماج
قال السفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك إن وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستواجه مشاكل مع الحكومتين التركية والسورية إذا لم تتحرك بسرعة فيما يتعلق بقضية الاندماج في مؤسسات الدولة السورية. وأضاف باراك، في تصريح خاص لوكالة الأناضول بختام مؤتمر صحفي عقده بمدينة نيويورك، أن الولايات المتحدة "ستبذل كل ما في وسعها لضمان اتخاذ التنظيم المذكور قرارا عادلا وصحيحا، إذا أرادوا القدوم إلى أميركا والعيش معنا، فيمكنهم فعل ذلك". وعن تصريح سابق له قال فيه إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي تنظيم "وحدات حماية الشعب الكردي"، وتنظيم "وحدات حماية الشعب الكردي" هو فرع من تنظيم "حزب العمال الكردستاني"، قال باراك "لم أقل أبدا إن قسد مشتقة من تنظيم حزب العمال الكردستاني". وأضاف "وحدات حماية الشعب الكردي" انبثق من فروع مختلفة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني"، أما قوات سوريا الديمقراطية فانبثقت من فروع مختلفة لتنظيم "وحدات حماية الشعب الكردي". وعن أسباب عدم تحقيق نتائج من محادثات (قسد) مع الحكومة السورية، قال باراك إن "جوهر القضية هو ما إذا كان سيتم الوقوف في نفس الصف مع الجمهورية العربية السورية أم لا". وتابع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا "دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، هذا ما تقرره تلك الأمة، ونحن نقبل ذلك، هذه هي القضية".
وتابع "قد ترغب كل الأقليات في بيئة فدرالية، لكن الأمر ليس متروكا لنا، ولا يحق لنا أن نحكم على النقاشات الفكرية"، مشيرا إلى ضرورة عدم فرض شكل الحكم من الخارج في سوريا أو بطريقة دمج وحماية حقوق الأقليات. وقال "جميعا نقول، وخاصة الأمم المتحدة: إذا كنتم تريدون مساعدتنا، فهذا أمر مهم حقا، نرغب في مشاهدة الشروط التي تضعونها، نريد أن نرى ماذا ستفعلون بالمقاتلين الأجانب، هل ستقومون بدمجهم أم لا؟ أو هل ستعيدونهم إلى ديارهم أم لا؟".