سيريا ستار تايمز - تختص بنقل الخبر من الحدث بشفافية ومصداقية

نشاط غير عشوائي.. رصد 18 رحلة روسية نحو القامشلي.. إعادة انتشار أم تحضير لمرحلة جديدة؟


وثّقت منصة "إيكاد" ما لا يقل عن 18 رحلة جوية روسية إلى مطار القامشلي خلال ثلاثة أشهر، بدءاً من شهر آذار، غالبيتها نفذتها طائرات شحن خفيفة انطلقت من قاعدة حميميم بريف اللاذقية. وتزامنت هذه الرحلات مع تحركات لافتة لضباط من نظام الأسد المخلوع في مناطق شرقي سوريا، وسط مؤشرات على تغيّر محتمل في التموضع الروسي هناك. وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي راقبتها المنصة نشاطاً متزايداً للطيران في مطار القامشلي، بعد فترة من الركود خلال شهري كانون الثاني وشباط، حيث بدأت وتيرة الحركة بالتصاعد بدءاً من السابع من آذار، حين تم رصد طائرات من طرازي "AN-26" و"AN-72"، وهما طرازان يُستخدمان لنقل الأفراد والمعدات، وكانا متمركزين سابقاً في قاعدة حميميم.
وفي التاسع من الشهر ذاته، تم أيضاً رصد مقاتلة من طراز "SU-35S" تحلق فوق القامشلي، في تطور نادر يؤشر إلى تحركات غير اعتيادية.

"نشاط غير عشوائي"
وخلال شهري آذار ونيسان، تكررت رحلات الشحن العسكري عدة مرات، ما كشف نمطاً منتظماً لا يمكن وصفه بالنشاط العشوائي.
وفي أيار، ازدادت وتيرة الرحلات بشكل لافت، وتم توثيق أربع رحلات أخرى في الأيام الأولى منه، لتصل الحصيلة الكاملة إلى 18 رحلة على الأقل خلال ثلاثة أشهر، وفق ما أظهره تحليل صور الأقمار الصناعية والمقاطع المرئية.

وبالتوازي مع تلك المشاهدات، اعتمد فريق "إيكاد" على مصادر مرئية مفتوحة، منها مقاطع فيديو للإعلامي محمد حسن، أظهرت طائرات شحن روسية من طراز "AN-26" ومروحيات هجومية "KA-52" تحلق فوق القامشلي، كما نشر "المرصد السوري" صوراً في السابع والعشرين من آذار، أظهرت طائرة "AN-72" داخل المطار، مما يدعم مصداقية البيانات المستندة إلى الأقمار الصناعية. واستناداً إلى هذه المعطيات، خلصت منصة "إيكاد" إلى أن التحركات الجوية الروسية في القامشلي لا تُشير إلى انسحاب، بل إلى عملية إعادة تموضع منظّمة، حيث لم تُرصد طائرات الشحن الثقيلة من طراز "IL-76"، التي عادةً ما تُستخدم في عمليات الانسحاب، كما لم يُلحظ أي حشد للعتاد قرب المطار كما حدث في كانون الأول الماضي عند مغادرة بعض المواقع. الأهم من ذلك، تزامن ظهور الطائرات الروسية في القامشلي مع اختفاء طائرات من الطراز نفسه من قاعدة حميميم، ما يُرجّح نقلها فعلياً نحو الشرق السوري. واستدلت المنصة في أيار الماضي يُظهر طائرة من طراز "AN-26" تحلق في سماء اللاذقية، ما قد يدعم هذا النقل. وترى "إيكاد" أن هذه التحركات، بالتزامن مع تقارير عن محاولات إعادة تفعيل دور ضباط من النظام المخلوع في شرقي البلاد، قد تمثّل مرحلة روسية جديدة في سوريا، مشيرة إلى أن هذا النشاط لا يُفسَّر كمجرد تحرك روتيني، بل كجزء من سياسة روسية جديدة تهدف إلى تثبيت نفوذ موسكو في الشرق السوري، ربما عبر واجهة محلية متمثلة بفلول النظام السابق.

النفوذ العسكري في سوريا
بعد سقوط النظام المخلوع، هدفت روسيا إلى الاحتفاظ بموطئ قدمها الاستراتيجي في سوريا، حيث دفعتها التطورات الكبرى إلى إعادة معايرة نهجها لحماية مصالحها في المنطقة، وإعادة تموضع قواتها في قاعدة حميميم الجوية التي تطورت في السنوات الأخيرة لتصبح جسراً جوياً نحو القارة الأفريقية.

وكان سقوط نظام الأسد بمنزلة ضربة قاصمة لهيبة روسيا، التي نصبت نفسها كضامن للاستقرار في سوريا. كما أن خسارة القاعدة الجوية في حميميم بريف اللاذقية والقاعدة البحرية في طرطوس من شأنها أن تشكل مشكلة استراتيجية بالنسبة لموسكو، حيث تُستخدم المحطتان كمركزين لوجستيين للعمليات الروسية في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن أنشطتها العسكرية في مختلف أنحاء أفريقيا. وبعد سقوط الأسد، انسحبت القوات الروسية من القنيطرة والجنوب السوري، ومطار الشعيرات وقاعدة تدمر وقاعدة التياس ومطار الشعيرات في حمص، ومن مطاري القامشلي وقاعدة صرين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري، وتوجهت جميع القوات بمرافقة وحماية من إدارة العمليات العسكرية إلى قاعدة حميميم. وفي أواخر العام الماضي، كما التقطت شركة "ماسكار" المختصة بصور الأقمار الصناعية لقطات متفرقة للقاعدة والعتاد العسكري الموجود داخلها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,