سيريا ستار تايمز - تختص بنقل الخبر من الحدث بشفافية ومصداقية

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض بشأن أوكرانيا والرد على مهلة ترامب.. واشنطن سترسل أنظمة باتريوت الدفاعي خلال أيام قليلة


أعلنت روسيا، عن انفتاحها للخوض في محادثات جديدة مع أوكرانيا، مشيرة إلى أنها في انتظار مقترحات من الجانب الأوكراني لتحديد موعد الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة. وعلّقت الرئاسة الروسية على مهلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفة إياه بأنه "خطِر جدا". وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو بحاجة إلى وقت لتحليل ما جاء في تصريحات ترامب. وحذر بيسكوف من أن التهديدات الأميركية بفرض عقوبات قاسية بعد 50 يوما قد تفسد فرص السلام، لأن كييف قد تراها "دعوة لمواصلة الحرب، لا إشارة للسلام". بدوره، صرح دميتري أناتوليفيتش ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي،بأن موسكو لم تعر اهتماما لتصريحات الرئيس الأميركي ترامب التي أطلقها أمس، معتبرة أنها مجرد "إنذار شكلي". وجاء تصريح المسؤول الروسي في أعقاب مقابلة لترامب مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت صباح اليوم وأكد فيها أن علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم تنته بعد" رغم شعوره المتزايد بخيبة الأمل حيال سلوك موسكو. وقال ترامب "أشعر بخيبة أمل تجاهه، لكنني لم أيأس منه بعد"، مضيفا أنه خلال الفترة الماضية طُرح موضوع إبرام اتفاق مع روسيا بشأن أوكرانيا في 4 مناسبات مختلفة. وعندما سُئل عن كيفية إقناع بوتين بوقف الحرب أجاب ترامب "نحن نعمل على ذلك، سنُجري محادثة رائعة، ثم سأقول لكم إن الأمور جيدة، أعتقد أننا على وشك إبرام اتفاق، وبعد ذلك سيقوم هو بقصف مبنى في كييف". وكان ترامب قد أعلن أمس الاثنين عن إرسال أسلحة جديدة إلى أوكرانيا تشمل منظومات باتريوت للدفاع الجوي بمليارات الدولارات سترسل عبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) على أن يتحمّل الحلف تكاليفها. كما أمهل موسكو 50 يوما للتوصل إلى اتفاق سلام، مهددا بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تواصل شراء الصادرات الروسية.


الردود الدولية
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية في تعليق رسمي إن "الإكراه والضغط لن يحلا أي مشكلة"، في إشارة إلى تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على حلفاء روسيا التجاريين. وأضاف المتحدث باسم الوزارة لين جيان أن الصين تعارض العقوبات الأحادية، وأن الحروب الاقتصادية لا رابح فيها. أما على مستوى الاتحاد الأوروبي فصرحت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية كايا كالاس بأن التكتل "قريب جدا" من فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، مشيرة إلى أن القرار قد يُتخذ اليوم أو غدا خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل. في المقابل، ترى السلطات الأوكرانية أن المفاوضات مع الوفد الروسي الحالي غير مجدية، نظرا لعدم امتلاكه صلاحيات لتقديم تنازلات، وفق ما ورد في تقارير رسمية.


روسيا تُسقط 55 مسيّرة أوكرانية
ميدانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 55 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل فوق مناطق ليبيتسك وفورونيج وجنوب غرب روسيا والبحر الأسود. وقال حاكم فورونيج إن أشخاصا عدة أصيبوا بجروح طفيفة جراء حطام إحدى المسيّرات التي أسقطتها الدفاعات الجوية في وسط المدينة. وذكر حاكم ليبيتسك أن طائرة مسيّرة تحطمت في مدينة يليتس بمنطقة صناعية، مما أسفر عن إصابة شخص واحد. بالمقابل، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن عدد القتلى والجرحى من الجنود الروس منذ بداية الحرب بلغ مليونا و36 ألفا و290 فردا، بينهم 1230 خلال الساعات الـ24 الأخيرة. كما أكدت الهيئة تدمير 11 ألفا و22 دبابة و22 ألفا و993 مركبة قتالية مدرعة و30 ألفا و346 نظام مدفعية و1440 قاذفة صواريخ، بالإضافة إلى 1194 نظام دفاع جوي و421 طائرة و340 مروحية و45 ألفا و880 طائرة مسيرة. وشملت الخسائر الروسية المعلنة أيضا 3491 صاروخ كروز و28 سفينة حربية وغواصة واحدة و55 ألفا و147 مركبة وخزان وقود و3932 وحدة من المعدات الخاصة، ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل. ولا يزال الصراع الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022 مستمرا، وسط تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بشأن استهداف المدنيين.


واشنطن سترسل أنظمة "باتريوت" الدفاعية إلى أوكرانيا خلال أيام قليلة

عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن امتنانه لنظيره الأميركي دونالد ترامب بعد إعلانه إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في كلمة مسائية: "تحدثت مع ترامب هاتفيا وشكرته على قرار إرسال الأسلحة"، وفقا لوكالة "فرانس برس". كما تابع أنه ناقش مع ترامب "حلولا" لحماية أوكرانيا.

أسلحة إلى أوكرانيا
جاء هذا بعدما أعلن ترامب أن الولايات المتحدة سترسل أسلحة إلى أوكرانيا، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن "أوكرانيا ستدفع ثمن هذه الأسلحة"، في خطوة تهدف إلى تقاسم الأعباء المالية، بحسب تعبيره. وأكد سيد البيت الأبيض أن واشنطن سترسل أنظمة باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا خلال أيام قليلة. وقال للصحافيين: "سنرسل إليهم منظومات باتريوت، فهم في أمسّ الحاجة إليها"، لكن دون أن يحدد عددها، وبعد أسبوعين فقط من إعلان واشنطن تعليق إرسال بعض شحنات الأسلحة إلى كييف. كما أضاف: "لم أوافق على العدد بعد، ولكن سيكون لديهم البعض منها لأنهم بحاجة إلى الحماية".

وأوضح أنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا حتى الآن، لكنه لا يزال يرى أن الفرصة قائمة لتحقيق ذلك. كما ألمح إلى إمكانية فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على روسيا، مشيراً إلى أن موسكو أهدرت أموالها بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا. إلى ذلك، عبّر الرئيس الأميركي عن إحباطه الشديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "أنا محبط جداً من بوتين، لقد توقعت منه شيئاً مختلفاً"، مشيراً إلى استيائه من روسيا. ودعا ترامب من البيت الأبيض خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق سريع ينهي الحرب، مشيرا إلى أن أوكرانيا في وضع صعب.

وقف الحرب
يشار إلى أنه منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الفائت، يحاول ترامب إقناع بوتين بوقف الحرب لكن من دون تحقيق أي تقدم ملموس حتى الآن.

في حين تعثرت الجهود الدبلوماسية بين موسكو وكييف، وفشلت جولتان من المحادثات بين الروس والأوكرانيين في تركيا، يومي 16 مايو و2 يونيو، في تحقيق تقدم كبير، ولم يعلن عن جولة ثالثة بعد. ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مطلع 2022، يصر بوتين على مواصلة الحرب لتحقيق كل أهدافها، وفقاً لفرانس برس. إذ تطالب روسيا خصوصاً بأن تتخلى أوكرانيا عن 4 مناطق يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها بقرار أحادي في 2014، بالإضافة إلى تخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في مطالب ترفضها أوكرانيا بالكامل. من جانبها، تطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي بالكامل من أراضيها التي تسيطر قوات موسكو حالياً على حوالي 20% منها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,