روسيا تواصل استهداف مدن أوكرانيا بالمسيرات والصواريخ.. بوتين سيواصل القتال رغم تهديدات ترامب

أفادت السلطات المحلية بإصابة 11 شخصاً على الأقل في أوكرانيا، من جراء هجمات روسية وذكرت ناتاليا زابولوتنا، المسؤولة في الإدارة العسكرية المحلية، عبر "فيسبوك"، أن 28 مسيرة روسية استهدفت منطقة فينيتسا (وسط غرب)، واستهدفت منشآت صناعية، كما أصيب 7 أشخاص بجروح، ويعاني اثنان منهم "حروقًا خطرة".
وفي خاركيف، شمال شرق البلاد، أسفر هجوم روسي عن إصابة 3 أشخاص، بحسب أوليغ سينيغوبوف حاكم المنطقة.
وفي منطقة كريفي ريغ (شرق)، نفّذت القوات الروسية هجوما ضخما، بحسب ما أفاد الحاكم سيرغي ليساك على "تليغرام". وأضاف الحاكم ليساك أن "العدو لم يرسل مسيّرات نحو المدينة فحسب، بل أطلق صاروخاً أيضاً"، مشيراً إلى أن شخصاً واحداً أصيب، وهو شاب يبلغ 17 عاماً، ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة. وبحسب أوليكساندر فيلكول، رئيس بلدية كريفي ريغ، أُطلق "صاروخ باليستي و28 مسيّرة من طراز شاهد" على المدينة، ما أدى إلى تدمير منشأة صناعية.
وتستهدف روسيا المدن الأوكرانية بضربات جوية بشكل شبه يومي في إطار هجومها الذي أطلقته في فبراير (شباط) 2022. وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوفير معدات عسكرية إضافية لكييف، وأمهل روسيا 50 يوماً لإنهاء الحرب. كما دعا أوكرانيا، إلى عدم استهداف العاصمة الروسية موسكو.
"رويترز" نقلت عن المصادر قولها إن الرئيس الروسي يعتقد أن اقتصاد بلاده وجيشها قويان بما يكفي لتجاوز أي إجراءات غربية إضافية
نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مقربة من الكرملين قولها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يكترث بتهديدات" نظيره الأميركي دونالد ترامب بتشديد العقوبات على البلاد ويعتزم مواصلة القتال في أوكرانيا حتى يأخذ الغرب شروطه من أجل السلام على محمل الجد وقد تتوسع مطالباته بالسيادة على الأراضي التي تسيطر عليها موسكو مع تقدم القوات الروسية. وذكرت المصادر أن بوتين يعتقد أن اقتصاد روسيا وجيشها قويان بما يكفي لتجاوز أي إجراءات غربية إضافية. وكان ترامب قد عبّر عن شعوره بالإحباط من بوتين بعدما رفض الاتفاق على وقف إطلاق النار. وأعلن الرئيس الأميركي عن موجة من إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تشمل أنظمة صواريخ سطح-جو من طراز "باتريوت". وهدد أيضاً بفرض عقوبات أخرى على روسيا ما لم تتوصل إلى اتفاق سلام في غضون 50 يوماً.
وأضافت المصادر التي وصفتها "رويترز" بـ"المطلعة على تفكير كبار المسؤولين في الكرملين" أن الرئيس الروسي لن يوقف الحرب تحت ضغط من الغرب ويعتقد أن روسيا، التي نجت من أشد العقوبات الغربية، يمكنها تحمّل المزيد من المصاعب الاقتصادية ومنها تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية تستهدف مشتري النفط الروسي. وقال أحد المصادر لـ"رويترز" شريطة عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموقف: "يعتقد بوتين أن لا أحد يتحاور معه بجدية بشأن تفاصيل السلام في أوكرانيا، بما في ذلك الأميركيون، وبالتالي سيستمر حتى يحصل على ما يريد". وذكر المصدر أن الرئيس الروسي يعتقد أنه لم تجر مناقشات مفصلة عن أسس خطة السلام رغم المكالمات الهاتفية العديدة التي جرت بينه وبين ترامب والزيارات التي قام بها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا. وأضاف المصدر: "بوتين يثمن العلاقة مع ترامب، وأجرى مناقشات جيدة مع ويتكوف، لكن مصلحة روسيا فوق كل اعتبار". كما قالت المصادر إن شروط الرئيس الروسي للسلام تتضمن تعهداً قانونياً ملزماً بألا يتوسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً وأن تبقى أوكرانيا على الحياد وأن تُفرض قيود على قواتها المسلحة وأن تتوفر الحماية للمتحدثين بالروسية الذين يعيشون هناك، فضلاً عن القبول بسيادة روسيا على الأراضي الأوكرانية التي ضمتها. وذكرت المصادر أن الرئيس الروسي على استعداد أيضاً لمناقشة منح أوكرانيا ضماناً أمنياً بمشاركة قوى كبرى رغم أن كيفية حدوث ذلك لم تتضح بعد. كما قال مصدر ثاني "مطلع على تفكير مسؤولي الكرملين" لوكالة "رويترز" إن بوتين يعتبر أن أهداف روسيا أهم بكثير من أي خسائر اقتصادية قد تنجم عن الضغوط الغربية، وأنه لا يشعر بالقلق من التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية على الصين والهند بسبب شرائهما النفط الروسي.
وقال اثنان من المصادر إن روسيا مسيطرة في ساحة المعركة وإن اقتصادها الموجه للحرب يتفوق على حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في إنتاج ذخائر رئيسية، مثل قذائف المدفعية.
وقد كشفت بيانات من "ديب ستيت ماب"، وهي خريطة مفتوحة المصدر للصراع، أن روسيا تقدمت بنحو 1415 كيلومتراً مربعاً في الأشهر الثلاثة الماضية، وهي تسيطر بالفعل على ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية. وفي هذا السياق، قال واحد من المصادر: "الشهية تأتي مع الأكل"، أي أن بوتين قد يسعى إلى السيطرة على المزيد من الأراضي ما لم تتوقف الحرب. وأكد المصدران الآخران الشيء نفسه. وتسيطر روسيا حالياً على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014، ومنطقة لوغانسك بالكامل في شرق أوكرانيا وأكثر من 70 بالمئة من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون ومساحات من خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك. وأعلن الرئيس الروسي سابقاً موقفه، وهو أن أول خمس مناطق، شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع في شرق أوكرانيا، أصبحت الآن جزءاً من روسيا ويجب أن تنسحب منها أوكرانيا قبل التوصل لأي اتفاق سلام. وذكر أحد مصادر "رويترز" أن بوتين يمكن أن يقاتل حتى تنهار دفاعات أوكرانيا وقد يوسع طموحاته لتشمل ضم المزيد من الأراضي الأوكرانية. وقال أحد المصادر: "روسيا ستتحرك بناء على ضعف أوكرانيا". وأضاف أن موسكو قد توقف هجومها بعد السيطرة على المناطق الأربع في شرق أوكرانيا إذا واجهت مقاومة شديدة، "لكن إذا سقطت هذه المناطق، سيكون هناك هجوم أكبر في دنيبروبتروفسك وسومي وخاركيف".