سيريا ستار تايمز

الشهداء معظمهم من منتظري المساعدات ودعوات للإضراب بالضفة.. إسرائيل تصدر أوامر إخلاء جديدة في وسط قطاع غزة مع اشتداد الجوع


في اليوم الـ653 من حرب الإبادة على غزة، أفاد مصدر في مستشفيات القطاع باستشهاد 67 فلسطينيا، بينهم 63 من منتظري المساعدات، وعشرات المصابين من منتظري المساعدات في مجزرة ارتكبها الاحتلال شمال غربي مدينة غزة، في ظل تزايد حالات الوفاة بسبب التجويع. وقالت وزارة الصحة في غزة إن هناك أكثر من 900 شهيد و6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش، إلى جانب استشهاد 71 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية. وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر فلسطينية بتواصل الدعوات لإضراب شامل في جميع محافظات الضفة الغربية اليوم، نصرةً لغزة ورفضًا لسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال في القطاع. سياسيًا، زعمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية -نقلا عن مصدر سياسي مطلع على المفاوضات- أن إسرائيل تجري لأول مرة محادثات مع حركة حماس بهدف إنهاء الحرب. وقال المصدر إن هذه المفاوضات تختلف عن الصفقات السابقة التي تناولت إطلاق سراح "الرهائن" (الإسرائيليين) والأسرى الفلسطينيين. وتزامن ذلك مع تظاهر آلاف الإسرائيليين في ميدان "الرهائن" وسط تل أبيب، في إطار الاحتجاجات الأسبوعية المطالِبة بإنجاز صفقة شاملة تعيد الأسرى دفعة واحدة.

أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد أكثر من 900 شهيد -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع. وفي أحدث مجازر الاحتلال الإسرائيلي استشهد 67 فلسطينيا بينهم 63 من طالبي المساعدات وأصيب عشرات آخرين في مجزرة ارتكبها الاحتلال في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا في قطاع غزة، وأكدت أن الأطفال يموتون جوعا أمام عدسات الكاميرات. وأشارت الوزارة إلى أن المجاعة في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية، حيث يواجه أكثر من مليوني إنسان الجوع في ظل استمرار منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية. وأوضحت الوزارة أن ما يمارسه الاحتلال من منع إمدادات الدواء أدى إلى انهيار الوضع الصحي في القطاع بالكامل. ووجهت صحة غزة نداء عاجلا طالبت فيه الجهات المعنية بالضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات، لافتة إلى أن "العالم صم آذانه عن صرخات الأطفال المجوعين في قطاع غزة".

سوء التغذية
ووسط تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح جراء مضاعفات سوء التغذية، في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق وانهيار شبه كامل في النظام الصحي والخدمات الأساسية. كما أفادت إدارة مستشفى ناصر الطبي في خان يونس بأن الطفل يحيى فادي النجار (3 أشهر) توفي قبل يومين بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الحليب وبدائله، ووصل الطفل إلى المستشفى في حالة حرجة للغاية، قبل أن يفارق الحياة في قسم العناية المركزة.

كذلك، أُدخل الصحفي الفلسطيني محمد أبو سعدة إلى مستشفى الشفاء في غزة بعد أن تدهورت حالته الصحية نتيجة الجوع الشديد، وفق مصادر طبية. وقالت وزارة الصحة إن الطواقم الطبية في معظم مستشفيات القطاع إضافة إلى المرضى لم يتناولوا أي طعام لمدة 24 ساعة متواصلة، مما ينذر بانهيار القدرة التشغيلية للمرافق الصحية وتفاقم خطر الوفاة بين الجرحى والمرضى الذين يعتمدون على الرعاية الطبية المستمرة. كما أطلق مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة نداء استغاثة، معلنا تلقي مناشدة عاجلة لمساعدة نحو 100 شخص من ذوي الإعاقة في مركز إيواء بدير البلح، حيث يعيشون في ظروف قاسية مع انعدام الدعم والرعاية اللازمة.

استهداف طالبي المساعدات
ميدانيا، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد عشرات الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال. فقد استشهد 63 فلسطينيا وأصيب العشرات من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع مساعدات، وفق مصادر في مستشفى الشفاء. وفي شمال رفح، أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين إثر إطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات في المنطقة، في حين تواصل القوات الإسرائيلية عمليات نسف منازل بحي الشجاعية شرق غزة، وسط قصف مدفعي مكثف على المناطق الشرقية للمدينة.

تحذيرات من اجتياح دير البلح
وشهدت سماء مدينة غزة وشمال القطاع تحليقا منخفضا للطائرات الحربية الإسرائيلية، في حين أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات جديدة لسكان جنوب غرب دير البلح وسط القطاع بالإخلاء. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة إكس إن المناطق المأهولة ومخيمات النازحين في 6 مناطق سكانية مطالبة بالإخلاء الفوري، داعيا السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي جنوب القطاع. واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الإنذارات هي الأولى من نوعها منذ استئناف الحرب على قطاع غزة، وتكشف نية الجيش توسيع عملياته البرية في مناطق لم يكن قد دخلها سابقا، خصوصا وسط القطاع الذي يشهد كثافة سكانية ويضم مخيمات نزوح كبيرة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، مما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد وإصابة أكثر من 198 ألف فلسطيني -معظمهم من الأطفال والنساء- إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود. وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من أن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل المجاعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.

وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أفادت بأن السلطات الإسرائيلية تجوع مليون طفل في غزة

أصدر الجيش الإسرائيلي، أوامر بإخلاء مناطق في وسط قطاع غزة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين، بينما قال مسعفون إن 30 فلسطينيا على الأقل قتلوا في انتظار المساعدات مع تزايد الجوع. وأثار طلب الإخلاء العسكري الذي قد يشير إلى هجوم وشيك على أحياء في دير البلح قلق عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يخشون من احتجاز أقاربهم هناك. ودمرت الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من 21 شهرا جزءا كبيرا من غزة، وهناك مخاوف من تسارع وتيرة الجوع.

وقال مسؤولو الصحة في مستشفى الشفاء في شمال غزة إن ما لا يقل عن 30 فلسطينيا قتلوا وأصيب عشرات آخرون بنيران إسرائيلية بينما كانت حشود تتجمع في انتظار دخول شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة. وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن مئات الأشخاص ربما يلقون حتفهم قريبا مع اكتظاظ المستشفيات بمرضى يعانون من الدوار والإعياء بسبب شح الطعام وانهيار عمليات إيصال المساعدات. وأعلنت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حركة حماس "أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين ونحذر بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود". وأكدت الأمم المتحدة أيضا، أن المدنيين يتضورون جوعا ويحتاجون إلى تدفق المساعدات على نحو عاجل. وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات من السماء تطالب الناس في مناطق عدة بجنوب غرب دير البلح، حيث يحتمي مئات الآلاف من النازحين من سكان غزة، بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوبا. وأعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة ضحايا لقمة العيش "المساعدات" ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 891 "شهيدا"، وأكثر من 5754 مصابا. وإلى ذلك توفيت طفلة فلسطينية، بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة، فيما أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن السلطات الإسرائيلية تجوع مليون طفل في غزة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح قوله إن "الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) توفيت نتيجة مضاعفات سوء التغذية والجوع في القطاع المحاصر". وقالت "أونروا"، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن "السلطات الإسرائيلية تجوع المدنيين في غزة.. من بينهم مليون طفل". وطالبت بفك الحصار والسماح للأونروا بإدخال الأغذية والأدوية. وحذرت وكالة "أونروا" من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) الماضيين، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. وواصلت القوات الإسرائيلية، استهدافها للفلسطينيين الذين يتدفقون عند نقاط توزيع المساعدات الأميركية، وطرق دخول شاحنات المساعدات، الأمر الذي أدى لمقتل المئات منهم منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، وخاصةً بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس (آذار) الماضي. وقُتل، 32 فلسطينياً ممن تجمعوا عند نقطة توزيع المساعدات الأميركية في شارع الطينة جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في مجزرة جديدة أدت أيضاً لإصابة أكثر من 100 شخص، بعضهم بحالة حرجة وآخرون بحالات متفاوتة ما بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، ليرتفع القتلى منذ الفجر إلى نحو 70 قتيلاً في مناطق متفرقة من القطاع. وقُتل، الجمعة، 14 فلسطينياً من منتظري المساعدات في جنوب ووسط قطاع غزة، بحوادث أصبحت تسجل يومياً عند نقاط توزيع المساعدات، أو طرق دخول شاحنات المساعدات التي توقفت عن الدخول فعلياً منذ نحو أسبوع، فيما تقتل أعداد كبيرة منهم في بعض الأحيان بعد ارتكاب القوات الإسرائيلية مجازر بحقهم.

وادعت إسرائيل في أحداث سابقة أنها فتحت تحقيقاً في الحوادث التي كانت تقع عند نقاط توزيع المساعدات، فيما تتهمها حركة "حماس" بتعمد استهداف المواطنين المجوعين نتيجة الحصار الذي تفرضه على معابر قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات والبضائع.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,