دعت وزارة الخارجية الفرنسية الحكومة السورية وقيادات محافظة السويداء إلى استئناف الحوار للتوصل إلى اتفاق دائم يسهم في تعزيز وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها. ورحّبت الوزارة، في بيانٍ يوم أمس، بإعلان وقف إطلاق النار في السويداء، داعيةً جميع الأطراف إلى الالتزام به "بشكل صارم، والامتناع عن أي عملٍ أحادي الجانب". وشدّد البيان على ضرورة وقف القتال والعنف بشكلٍ فوري، وضمان سلامة المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية لتأمين الخدمات الأساسية. كذلك دعا البيان الحكومة السورية إلى ضمان أمن وحقوق جميع فئات الشعب السوري، مؤكداً أهمية "التزام السلطات الانتقالية بالتحقيق في الانتهاكات غير المقبولة المرتكبة ضد المدنيين، وضرورة تحديد المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة على وجه السرعة".

كما أكّد البيان أن فرنسا "ستواصل جهودها لدعم استقرار سوريا، وتؤكّد التزامها بالالتزامات والمبادئ المنصوص عليها في الإعلان المشترك الصادر عن مؤتمر باريس في 13 من شباط 2025".

هدوء نسبي في السويداء بعد اشتباكات دامية

تشهد مدينة السويداء منذ ساعات الليل هدوءاً نسبياً، بعد توقّف الاشتباكات بين مقاتلي العشائر والفصائل المحلية، وبدء انسحاب العشائر إلى خارج المدينة، تنفيذاً للاتفاق الذي أعلنت عنه الرئاسة السورية. وأفاد مراسلنا بأن مقاتلي العشائر بدؤوا بالانسحاب من السويداء نحو ريف درعا الشرقي، بالتزامن مع انتشار قوى الأمن الداخلي في ريف السويداء الشمالي والغربي، وتثبيت حواجز في المنطقة لمنع دخول المقاتلين إليها مجدداً. وتأتي هذه الخطوة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، أعقبتها المرحلة الثانية التي تنص على فتح ممرات آمنة لإخلاء الجرحى والمدنيين الراغبين بالخروج، وإدخال المساعدات الإنسانية.

يُشار إلى أن المرحلة الثالثة تتضمّن تفعيل مؤسسات الدولة في السويداء، وانتشاراً كاملاً لعناصر الأمن الداخلي في مختلف أنحاء المحافظة، إلى جانب العمل على دمج بعض عناصر المجموعات المحلية ضمن قوى الأمن. وتُعتبر هذه المرحلة الأصعب في الاتفاق.