غارات مكثفة بالقطاع والمجاعة تفتك بالسكان.. والأونروا: نتلقى رسائل يأس من غزة عن المجاعة

في اليوم الـ654 من حرب الإبادة على غزة، يستمر إغلاق المعابر ومنع عبور الإمدادات الإنسانية للقطاع، ومع الإغلاق بات الجوع سلاحا لا يقل فتكا عن القصف الإسرائيلي. فقد سجلت وزارة الصحة في القطاع وفاة 19 شخصا بسبب الجوع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بينهم طفلة تدعى رزان أبو زاهر لا يتجاوز عمرها 4 أعوام، عاشت نصفها في جحيم الحرب، لتنضم بذلك الى سجل يضم 70 طفلا من شهداء المجاعة منذ بدء حرب الإبادة. وبينما يتساقط شهداء التجويع يتواصل سقوط الشهداء بنيران الاحتلال ومعظمهم ممن يسعون لسد جوعهم؛ فقد أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 27 فلسطينيا وإصابة آخرين بغارات شنها جيش الاحتلال على مناطق عدة بقطاع غزة. من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن تجويع المدنيين جريمة حرب ولا يجوز استخدامه سلاحا، مؤكدا أن العائلات في قطاع غزة تواجه تجويعا كارثيا، وأن الأطفال يعانون الهزال وبعضهم يموتون قبل أن يصلهم الطعام. وقد جاء الرد العقابي الإسرائيلي على البيان الأممي على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي أمر بعدم تمديد تأشيرة إقامة جوناثان ويتال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
وجددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة لإنهاء المجاعة فيه. وقالت الوكالة عبر منصة إكس إنها تتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من غزة، بمن في ذلك من موظفيها.
وأفادت بارتفاع أسعار المواد الغذائية 40 ضعفا، في إشارة إلى تداعيات الحصار المتواصل. وتابعت "في هذه الأثناء، على مشارف غزة تحتفظ الأونروا بكمية كافية من الغذاء المخزّن في مستودعاتها لتغطية احتياجات جميع سكانها لأكثر من 3 أشهر"، في حين لا يسمح الاحتلال بدخول المساعدات. وطالبت الوكالة برفع الحصار الإسرائيلي وإدخال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع.
تواطؤ بالتجويع
وأمس، أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن التقاعس عن دفع إسرائيل إلى السماح بإدخال مساعدات لغزة هو تواطؤ في تجويع الفلسطينيين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس أن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل أسفرت عن استشهاد 86 فلسطينيا، منهم 76 طفلا جراء سوء التغذية. وفي اليوم نفسه، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من أن القطاع أصبح على أعتاب الموت الجماعي بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر. ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي تهربت إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود. وتدعي إسرائيل أنها تسمح بتوزيع المساعدات عبر ما تعرف باسم "منظمة غزة الإنسانية"، حيث يستهدف جيش الاحتلال بالنيران يوميا الباحثين عن المساعدات، مما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات منهم منذ نهاية مايو/أيار الماضي.