سيريا ستار تايمز

هدوء حذر في السويداء بعد انسحاب مقاتلي العشائر وانتشار قوى الأمن الداخلي.. الخطوة التالية في السويداء تنفيذ تهدئة شاملة وتبادل المعتقلين


نقلت وكالة رويترز عن سكان في السويداء أن الهدوء ساد بعد إعلان الحكومة انسحاب مسلحين من العشائر من المدينة وإشارة المبعوث الأميركي إلى بدء تنفيذ اتفاق لوقف الاشتباكات التي استمرت لأيام. وقال وزير الداخلية أنس خطاب"نجحت قوى الأمن الداخلي في تهدئة الأوضاع ضمن المحافظة (السويداء) بعد انتشارها في المنطقة الشمالية والغربية منها، وتمكنت من إنقاذ وقف إطلاق النار داخل مدينة السويداء، تمهيدا لمرحلة تبادل الأسرى والعودة التدريجية للاستقرار إلى عموم المحافظة". وأظهرت صور لوكالة رويترز قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية منتشرة في منطقة قرب المدينة وأغلقت طريقا أمام تجمع من أفراد العشائر. وأعلنت وزارة الداخلية في ساعة متأخرة من مساء أمس انسحاب مسلحي العشائر. وقال توم باراك المبعوث الأميركي إلى سوريا على منصة إكس إن الطرفين "توصلا إلى هدنة (واتفقا) على وقف الأعمال القتالية.. تتمثل الخطوة التالية على طريق لم الشمل وخفض التصعيد بشكل دائم في التبادل الكامل للرهائن والمحتجزين، والعمل جار على (توفير) الأمور اللوجستية اللازمة (لتنفيذ ذلك)".

هدوء يشوبه التوتر
ووصف كنان عزام، وهو طبيب أسنان، الوضع صباح اليوم الأحد بأنه هدوء يشوبه التوتر، لكنه قال لوكالة رويترز إن السكان ما زالوا يعانون من نقص المياه والكهرباء. وأضاف في اتصال هاتفي أن المستشفيات خارج الخدمة، ولا يزال هناك الكثير من القتلى والجرحى. وقال رائد خزعل، وهو أحد سكان السويداء، في رسالة صوتية إلى وكالة رويترز من داخل السويداء إن المدينة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. وأضاف "الوضع في السويداء، الحياة متوقفة تماما.. الوضع الإنساني صعب جدا. بيوت مدمرة. المشفى الوطني، الوضع سيء جدا، بحاجة لمساعدات عاجلة. رائحة الجثث تتناثر في المشفى الوطني. عنا اليوم مساعدة من فريق الهلال الأحمر. رح نحاول ننقل الجثث ونأمن لهم برادات لحتى يتم التعرف عليهم ودفنهم".

منع دخول قافلة المساعدات الحكومية
وذكرت الوكالة العربية السورية أن قافلة مساعدات أرسلتها الحكومة إلى المدينة مُنعت من الدخول بينما سُمح بدخول المساعدات التي نظمها الهلال الأحمر السوري. وقال مصدر مطلع لرويترز على الوضع إن الفصائل المحلية في السويداء أعادت القافلة الحكومية. وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) اليوم الأحد إن إسرائيل أرسلت مساعدات طبية عاجلة إلى الدروز في السويداء في خطوة جاءت بالتنسيق مع كل من واشنطن ودمشق.

اتفاق وقف النار في المحافظة يجري تطبيقه في معظم المناطق بلا خروقات

كشف مصدر أمني سوري، أن اتفاق وقف النار في السويداء - جنوبي البلاد- يجري تطبيقه بمعظم المناطق بلا خروقات.
كما قال المصدر إن التهدئة بالسويداء ستتيح للحكومة إعادة العائلات إليها سريعا، مشيرا إلى أن الخطوة التالية في المحافظة تنفيذ تهدئة شاملة وتبادل المعتقلين. بدوره، أجرى محافظ السويداء مصطفى البكور جولة تفقدية إلى مناطق محافظة درعا التي استقبلت المهجّرين من السويداء، لتقييم أوضاعهم والوقوف على احتياجاتهم، في إطار الاستجابة الحكومية للمهجّرين من المحافظة.

ضبط النفس
وقال المحافظ: "وصيتي الآن أن على الجميع ضبط النفس والتهدئة، وأن نعمل جميعاً في البناء ونسعى إلى إعادة السلم الأهلي وفتح صفحات جديدة للمصالحة بين جميع الأطراف، وإعادة الناس إلى بيوتهم". كما أشار إلى أن "الناس الذين التقينا بهم خلال الجولة كانوا يقولون: نحن نريد أن نعود إلى بيوتنا، لا نريد أن نبقى مهجّرين أو نازحين”، مضيفاً: "قلنا لهم: أنتم الآن ضيوف، وستعودون إلى البيوت التي وُلدتم وعشتم وتربّيتم فيها، أنتم جزء من المحافظة، ومن أبناء هذه الأرض"، وفق ما نقلته صفحة السويداء على صفحاتها الرسمية.

نزوح أكثر من 3500 أسرة
وكان مسؤول حكومي في محافظة درعا، أكد، نزوح أكثر من 3500 أسرة من البدو والدروز من منازلهم بمحافظة السويداء إلى محافظة درعا جنوبي سوريا. يذكر أن حدة التوتر جنوب سوريا كانت اشتدت في 13 يوليو، بعدما اندلعت اشتباكات في محافظة السويداء بين عشائرية بدوية ومسلحين دروز. وفي 15 يوليو، دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء بهدف استقرار الوضع، لكن إسرائيل عقب فترة وجيزة، بدأت بضرب الآليات العسكرية السورية المتوجهة إلى المحافظة، وقصفت عدة مواقع استراتيجية في العاصمة السورية في 16 يوليو. إلى أن أعلنت وزارة الدفاع السورية مساء يوم 16 يوليو، سحب جميع القوات العسكرية من مدينة السويداء، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه رغم استمرار الاشتباكات بين البدو والفصائل الدرزية. ثم عادت فجر الجمعة، وأعلنت عن اتفاق جديد في السويداء، دخلت إثره قوات الأمن لفك الاشتباك مع انسحاب العشائر.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,