هل يساعد تناول الحساء فعلاً في علاج نزلات البرد والإنفلونزا؟

كشف باحثون في مجال الصحة عن فعالية أنواع مختلفة من الحساء، وعلى رأسها حساء الدجاج، في تسريع التعافي من نزلات البرد والإنفلونزا، في تأكيد علمي جديد لتقاليد شعبية ظلّت لعقود تُعتبر مجرد "علاج منزلي". وأظهرت مراجعة بحثية نُشرت على موقع "Science Alert" وشملت أكثر من 10 آلاف دراسة، أن أربع دراسات عالية الجودة استوفت المعايير العلمية، وشارك فيها 342 مريضاً تناولوا أنواعاً من الحساء مثل مرق الدجاج التقليدي، وحساء الشعير، وخليط الخضروات بالأعشاب. وأوضحت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا الحساء تعافوا بشكل أسرع بما يصل إلى يومين ونصف مقارنةً بغيرهم، وسجّلوا أعراضاً أقل حدة، من بينها احتقان الأنف، والتهاب الحلق، والإرهاق.
كما لاحظ الباحثون انخفاضاً في مستويات بعض مؤشرات الالتهاب في الدم مثل بروتين IL-6 وTNF-α، ما يشير إلى دور الحساء في تخفيف الاستجابة المناعية المفرطة.
مكونات في الحساء داعمة للمناعة
عزا الباحثون هذه الفوائد إلى مكونات الحساء الغنية بخصائص مضادة للالتهاب، مثل الثوم، والبصل، والزنجبيل، والخضروات الورقية، إلى جانب تأثير الحرارة الذي يساعد في تخفيف الاحتقان وتسكين الألم.
وتوقفت الدراسة أيضاً عند البُعد الثقافي، مشيرةً إلى أن الحساء يُعد رمزاً للرعاية والاهتمام في العديد من المجتمعات، وقد يشكّل وسيلة فعّالة لتقليل الضغط على الأنظمة الصحية، خصوصاً في ظل تنامي مقاومة المضادات الحيوية. ورغم النتائج الإيجابية، شدد الباحثون على أن الحساء لا يُعد بديلاً عن العلاج الطبي، لكنه خيار منزلي آمن وفعّال قد يُساهم في التخفيف من حدة الأعراض وتعزيز الشعور بالراحة خلال فترة المرض، لكنه لا يغني عن زيارة الطبيب وأخذ الدواء اللازم.