سيريا ستار تايمز

استمرار استهداف المجوّعين وحملة اقتحامات بالضفة.. ورد حماس يمهد للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة


في اليوم الـ657 من حرب الإبادة على غزة، واصل الاحتلال استهداف النازحين بنيرانه، في أعقاب ارتفاع عدد من استشهدوا تجويعا إلى 111 فلسطينيا، في ظل تزايد المعاناة الإنسانية وتفاقم المجاعة وصعوبة الحصول على مياه الشرب. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 21 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الحميس بينهم 7 من منتظري المساعدات. سياسيا، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تدرس رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة. ويترافق ذلك مع استمرار الحديث عن مفاوضات تستضيفها الدوحة وتأكيد إعلام إسرائيلي أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قد يتوجه نهاية الأسبوع إلى العاصمة القطرية. وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال حملة الاقتحامات في مدن ومناطق عدة، في أعقاب تصويت الكنيست لصالح مشروع قانون يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن.

إصابة 9 جنود إسرائيليين بعملية دعس في كفار يونا

أصيب 9 جنود إسرائيليين في عملية دعس بمحطة حافلات في كفار يونا وسط إسرائيل، وسط استنفار الشرطة بحثا عن المشتبه به الذي هرب من الموقع، في وقت باركت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية. وقالت صحيفة يسرائيل هيوم إن 9 أشخاص أصيبوا جراء ما يعتقد أنها عملية دعس في كفار يونا، 6 منهم جروحهم متوسطة و3 طفيفة، وفق ما نقلته عن الإسعاف الإسرائيلي. وأضافت أن الشرطة استنفرت في المنطقة بحثا عن سائق يشتبه في تنفيذه عملية دعس بمحطة حافلات، دون إضافة معلومات عن هويته. وأوضحت أن فرقة الضفة الغربية نصبت حواجز في محاولة للقبض على سائق يشتبه في تنفيذه عملية الدعس، فيما أعطت الشرطة أوامر بتفعيل وحدات الطوارئ في البلدات والمدن القريبة من موقع العملية. وقالت مصادر إن قوات الاحتلال أغلقت حاجزي جبارة وعناب في طولكرم عقب عملية الدعس.

"هجوم إرهابي"
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن جميع المصابين في العملية هم جنود كانوا بمحطة الحافلات في كفار يونا، لافتة إلى أن وحدات خاصة تشارك بالبحث عن منفذ العملية. واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية الدهس تعد "هجوما إرهابيا"، بعد أن قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تعتقد أن العملية متعمدة. وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن سائق المركبة التي دعست الجنود الإسرائيليين هرب من الموقع، مشيرة إلى أن الشرطة تستعين بمروحيات لملاحقة السائق الذي يشتبه في تنفيذه العملية. من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس بلدية كفار يونا قوله إن "عملية الدعس مقلقة جدا وكنا طلبنا تحصين محطة الحافلات لمنع حوادث مشابهة"، وفق وصفه.

رد المقاومة
وفي بيان، قالت حركة حماس إنها تبارك العملية التي وصفتها بـ"البطولية" في كفار يونا غرب طولكرم بالضفة الغربية. وأضافت أن "عملية كفار يونا رد طبيعي على جرائم الاحتلال من تدنيس المقدسات إلى حرب الإبادة والتجويع في غزة"، مشيرة إلى أن العملية "تؤكد مجددا أن جذوة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة لن تنطفئ".

ودعت حماس إلى مواصلة عمليات المقاومة وتصعيد الضربات ضد الاحتلال. من جهتها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعملية الدعس في كفار يونا، قائلة إنها "رد مشروع لشعبنا على جرائم الإبادة الجماعية بغزة". وتابعت في بيان "شعبنا الفلسطيني ماض رغم كل المآسي والتضحيات في طريق مقاومة الاحتلال"، ودعت إلى تعزيز الشراكة الميدانية بين فصائل المقاومة في مواجهة العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.

شهداء ومصابون باستهداف خيام تؤوي نازحين في غزة

استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون باستهداف الاحتلال منازل وخيام النازحين في قطاع غزة، في ظل أنباء عن استهداف صحفي، بأعقاب استهدافات دامية منذ  لطالبي المساعدات. وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 21 فلسطينيا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 7 من طالبي المساعدات. وأفادت مصادر طبية باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف وسط قطاع غزة فجر اليوم. وأكد مصدر في مستشفى الشفاء استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين فجر اليوم في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في حي الرمال. وذكرت مصادر إعلامية محلية أن الصحفي أحمد وائل حمدان وعدد من أفراد عائلته أصيبوا جراء استهداف الاحتلال لخيمتهم في الرمال بمدينة غزة، مشيرة إلى استشهاد والده ووالدته.

وفي مخيم النصيرات، استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون جراء قصف مروحيات الاحتلال شقة سكنية في أبراج الصالحي وسط قطاع غزة. وأكد مستشفى العودة استشهاد 3 فلسطينيين، بينهم طفل ورضيعة، جراء استهداف الاحتلال منزلا في منطقة النادي الأهلي بالنصيرات وسط قطاع غزة. في الأثناء، تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي شمال مخيم البريج وسط القطاع، وفجّرت قوات الاحتلال روبوتا مفخخا في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بحسب مواقع فلسطينية.

وأمس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين بغزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 231، بعد استشهاد الصحفيين تامر الزعانين وولاء الجعبري. وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من دير البلح وسط قطاع غزة أمس، تمكن فلسطينيون من انتشال جثامين 12 شهيدا جنوبي المدينة، في حين تراجعت آليات الاحتلال إلى المناطق الشرقية.

وفي الحصيلة، استشهد أكثر من 90 فلسطينيا بنيران الاحتلال بينهم 20 من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وشمالي رفح. وتأتي هذه الاستهدافات بينما تواصل إسرائيل الإبادة التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 202 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

إصابة عسكري إسرائيلي والقسام تستهدف جنود الاحتلال في موراغ

أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة في معركة جنوب قطاع غزة لم يوضح تفاصيلها، وذلك في ظل إعلان كتائب القسام عن تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال. وقال الجيش -في بيان- إن الجندي المصاب يخدم في سلاح المدرعات ضمن الكتيبة 71 التابعة لتشكيل "باراك 188″، وقد أصيب بجروح بالغة خلال معركة جنوبي القطاع. وبحسب معطيات الجيش، بلغ عدد قتلاه منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 895 جنديا، بينهم 451 سقطوا خلال المعارك البرية التي بدأت بغزة في الـ27 من الشهر ذاته. كما تشير المعطيات ذاتها إلى إصابة 6130 جنديا منذ اندلاع الحرب، من بينهم 2821 خلال العمليات البرية في القطاع.

عمليات القسام
من جانبها، قالت كتائب القسام إنها قصفت أمس موقع قيادة وسيطرة للجيش الإسرائيلي في محور موراغ بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى. وكانت كتائب القسام أفادت أمس بمقتل وإصابة أكثر من 15 عسكريا إسرائيليا في 3 عمليات نفذتها ضد القوات المتوغلة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة. وقالت القسام -في بيان- إن مقاتليها تمكنوا أول أمس من استهداف قوة إسرائيلية قوامها 7 جنود بعبوة مضادة للأفراد وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة مفترق المشروع شرق مدينة رفح جنوب القطاع. وفي بيان ثان، أوضحت كتائب القسام أن مقاتليها تمكنوا في 17 يوليو/تموز الجاري من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد في قوة إسرائيلية هندسية قوامها 8 جنود وتم إيقاعهم بين قتيل وجريح قرب مفترق دير ياسين بحي الجنينة شرق مدينة رفح جنوبي القطاع. وذكرت في بيان ثالث أن مقاتليها تمكنوا في 15 يوليو/تموز الجاري من استدراج قوة إسرائيلية إلى شرك خداعي داخل أحد المنازل. وتفرض إسرائيل رقابة مشددة على نشر خسائرها في غزة، وتتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها، مما يرشح الأعداد المعلنة للارتفاع.

رد حماس يمهد للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة

أكد مصدر مطلع على سير المفاوضات أن مرونة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ردها الذي سلمته فجرا تمهد للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأفاد المصدر بأن حركة حماس وفصائل المقاومة قدّمت مرونة عالية في ملفي انسحاب الاحتلال من قطاع غزة ومفاتيح تبادل الأسرى. في الأثناء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصل إلى إيطاليا لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، بعد أن ذكرت تقارير صحفية أميركية وإسرائيلية أن ويتكوف سيعقد في إيطاليا لقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى من الشرق الأوسط. وأعلنت حركة حماس أنها سلمت الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع إسرائيل، دون ذكر أي تفاصيل بشأن طبيعة الرد. بدوره، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تدرس رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي قوله "وجود تغييرات في رد حماس يمكن أن يكون أساسا لمفاوضات وقف إطلاق النار".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر -لم تسمها- أن فريق التفاوض الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة حصل على تفويض لبحث إنهاء الحرب مع الوسطاء. كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية العمل مع أطراف إقليمية مثل قطر ومصر للتوصل إلى صيغة تنهي الحرب وتتيح إدخال المساعدات لغزة، مشيرة إلى تقدم ملموس في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري تُجرى في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة. ويدور الحديث عن تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما يتم التفاوض خلالها على إنهاء الحرب بشكل كامل. وثمة فجوات بين حماس وتل أبيب بشأن مدى انسحاب الجيش الإسرائيلي داخل غزة وعدد ونوعية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، وفق تقارير إعلامية إسرائيلية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,