سيريا ستار تايمز

شهداء رغم الهدنة والجوع يحصد مزيدا من الأرواح.. طعام بطريقه لغزة يكفي سكانها 3 أشهر ودول أوروبية تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين


في اليوم الـ660 من حرب الإبادة على غزة، استشهد عشرات الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال أغلبهم من منتظري المساعدات، كما وثّقت مستشفيات القطاع استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب المجاعة ونقص الدواء. وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 53 فلسطينيا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم بينهم 32 من منتظري المساعدات. يأتي ذلك رغم إعلان إسرائيل أنها ستطبق هدنة "إنسانية" مؤقتة ابتداء من صباح يوم الأحد وحتى ساعات المساء، في المراكز والممرات الإنسانية بغزة لتسهيل توزيع المساعدات. سياسيا، نقلت شبكة فوكس نيوز -عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف- قوله إن المفاوضات مع حركة حماس التي تعثرت بدأت تعود إلى مسارها. كما نقلت عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تأكيده إحراز تقدم كبير في المفاوضات بشأن غزة، وقوله "نأمل التوصل لوقف إطلاق نار يفرج فيه عن نصف الرهائن ثم الباقي نهاية الـ60 يوما".

فرق الأمم المتحدة تكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين والوصول إلى أكبر عدد

عبر برنامج الأغذية العالمي، عن أمله في أن تسمح الهدن الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة من غزة بزيادة كبيرة في المساعدات الغذائية العاجلة للقطاع.

"هناك ما يكفي من الغذاء"
وقال البرنامج في منشور على منصة إكس إن لديه ما يكفي من الغذاء في المنطقة، لافتاً إلى أن هناك كميات في الطريق إلى قطاع غزة كافية لإطعام السكان جميعهم لثلاثة أشهر تقريبا. بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة بالقطاع. وكتب في منشور على إكس "على تواصل مع فرقنا على الأرض، التي ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة".

جاء هذا بعدما كشفت وكالة "رويترز"، عن أن 3 طائرات أردنية وإماراتية أسقطت 25 طنا من المساعدات على قطاع غزة. كما أفاد مصدر أردني، بأن الأردن يشدد على ضرورة إيصال المساعدات إلى غرة عبر المعابر البرية. وتابع أن الإنزالات الجوية يجب ألا تكون بديلاً عن المعابر البرية لإيصال المساعدات، لافتا إلى أن الإنزالات الجوية الأردنية ستركز على المواد العاجلة التي لا تحتمل التأخير لسكان غزة. وأكد المصدر على أن الأردن سيدعم كل الجهود الممكنة لإيصال المساعدات إلى غزة. أتت هذه التطورات بعدما أفاد مراسل سيريا ستار تايمز بأن شاحنات المساعدات وصلت معبر كرم أبو سالم مع بدء دخول الهدنة المعلنة من الجيش الإسرائيلي في 3 مناطق من قطاع غزة حيز التنفيذ. وأضاف أن شاحنات مساعدات إلى دخلت زيكيم شمال غزة، ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، وفق المعلومات. كما أوضح أن الشحنات تم تفتيشها قبل دخولها للقطاع المحاصر، عبر عمليات دقيقة بالأجهزة الإلكترونية ويدوياً. أيضا أكد وفاة طفلة في القطاع بسبب سوء التغذية والجوع، وذكر نقلاً عن مصادر بمستشفيات غزة، مقتل 38 شخصاً بينهم 24 من منتظري المساعدات منذ فجر اليوم. أتى ذلك بعدما أطلق الهلال الأحمر المصري القافلة التي تضم أكثر من 100 شاحنة تحمل ما يزيد على 1200 طن من المواد الغذائية، نحو 840 طن دقيق و450 طن مواد غذائية متنوعة في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي لأهالي غزة. وكان الجيش الإسرائيلي أكد الأحد تعليق الأعمال العسكرية بالمناطق الإنسانية في مدينة غزة ودير البلح والمواصي على أن يستمر القتال خارج المناطق الإنسانية المقرر تطبيق هدنة فيها بقطاع غزة، في إطار خطوات لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور.

كما أضاف أيضا أنه سيتم توفير مسارات آمنة لمرور قوافل الإغاثة الأممية وتسليم المساعدات، موضحا أن القتال سيستمر خارج المناطق المقرر تطبيق هدنة فيها موجها تحذيرا لسكان غزة من التوجه إلى هذه المناطق وأشار إلى أنه مستعد لتوسيع العمليات إذا اقتضت الحاجة. إلى ذلك، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إنه من المتوقع أن تمنح إسرائيل مهلة لحماس أياما إضافية قبل اتخاذ قرار بشأن المفاوضات والخطوة التالية في غزة. وذكرت المصادر أن الجيش الإسرائيلي لديه عدة خطط عسكرية جاهزة للتطبيق في حال فشلت المفاوضات مع حماس.

"العمليات القتالية لم تتوقف"
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن أنه يستعد "لفترات من تعليق مؤقت للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية في المناطق التي تشهد اكتظاظاً بالسكان"، لكنه شدد على أن "العمليات القتالية لم تتوقف" في غزة. وبدأ إدخال المساعدات بينما تصاعدت الانتقادات الدولية لإسرائيل مؤخراً، بما في ذلك من حلفاء مقربين، مع مقتل عدة مئات من الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، إما جوعاً، أو أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.

وزير الخارجية الفرنسي يشدد على أن اتفاق غزة لن يبرم بدون أفق سياسي

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن دولا أوروبية أخرى ستؤكد عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة في نيويورك، في أعقاب التزام فرنسا بإعلان هذا الاعتراف في أيلول/سبتمبر.

اتفاق غزة لن يبرم بدون أفق سياسي
وقال بارو في مقابلة أجرتها معه الأسبوعية "لا تريبون ديمانش"، إن احتمال وجود دولة فلسطينية لم يكن يوما ضروريا بقدر ما هو اليوم. كما شدد على أن فرنسا تندد بتدمير قطاع غزة والاستيطان الإسرائيلي الجامح في الضفة الغربية الذي يقوض مفهوم التواصل الجغرافي، وتقاعس الأسرة الدولية. ورأى أنه من الوهم الاعتقاد بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس واستسلام الحركة بدون أن يتم مسبقا رسم أفق سياسي. وأكد أنه مع السعودية، اللاعب الأساسي في المنطقة، ستعرض بلاده رؤية مشتركة لما بعد الحرب بهدف ضمان إعادة الإعمار والأمن والحوكمة في غزة وبالتالي تمهيد الطريق لحل الدولتين.

جاء هذا بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، أن فرنسا ستعلن رسميا الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر. وكتب في رسالة موجّهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، أن فرنسا "ستحشد كلّ الذين يريدون المشاركة في المبادرة من شركائها الدوليين". بدورها، سارعت إسرائيل إلى انتقاد القرار، معتبرة أنه "يكافئ الإرهاب"، ورأت أنه "وصمة عار في تاريخ فرنسا".

"لحظة حاسمة"
يذكر أن ممثلة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر نيويورك كانت صرّحت حول حل الدولتين، بأن المؤتمر هو "لحظة حاسمة ليس فقط للشرق الأوسط وإنما لنا جميعاً".
وقالت عضو المفوضية الأوروبية مسؤولة المتوسط دوبرافكا سويسكا: "السلام والازدهار في جوارنا المباشر يفيد أوروبا أيضاً، ويجب أن يكون هذا المؤتمر ترجمة المواقف إلى أفعال". ومن المقرر أن تستضيف الأمم المتحدة في نيويورك، على مدار يومي والثلاثاء، أعمال "المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، برئاسة وزيري الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والسعودي الأمير فيصل بن فرحان في سياق المبادرة التي بدأتها المملكة العربية السعودية وفرنسا منذ أشهر.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,