سيريا ستار تايمز

المجاعة تشتد والاحتلال يكثّف استهداف طالبي المساعدات.. 15 دولة تعلن جماعيا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين


في اليوم الـ663 من حرب الإبادة على غزة، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف طالبي المساعدات الإنسانية، تزامنا مع اشتداد المجاعة التي تحصد أرواح مزيد من الفلسطينيين. فقد أكدت مصادر طبية في القطاع استشهاد 13 فلسطينيا بوسط وجنوب القطاع وإصابة أكثر من 20 بجروح بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مراكز المساعدات، كما أصيب 7 فلسطينيين بقصف إسرائيلي أثناء انتظارهم في طابور للحصول على المياه برفح. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد الوفيات بسبب المجاعة إلى 154 منها 89 طفلا. وكان مدير مجمع الشفاء الطبي أعلن أمس أن القطاع دخل المرحلة الثالثة من المجاعة، بينما أكد "برنامج الأغذية العالمي" أن حدود المجاعة في غزة تجاوزت حدين من أصل ثلاثة. وفي تطور آخر، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الحكومة تدرس خيارات وصفتها بـ"المتطرفة" بعد انتهاء عملية "عربات جدعون" دون نتائج ملموسة بملف الأسرى، وتشمل الخيارات فرض حصار مطلق على السكان في مناطق من القطاع ومنع دخول الغذاء والماء إليها.

15 دولة تعلن جماعيا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو، أن 15 دولة وجّهت نداء جماعيا تعتزم فيه الاعتراف بدولة فلسطين. وقال بارو عبر منصة "إكس" عقب اختتام مؤتمر حل الدولتين "في نيويورك مع 14 دولة أخرى توجه فرنسا نداء جماعيا: نعرب عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا". والى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى هذا النداء المشترك. ووقعت دول أخرى على الدعوة، وهي أندورا وفنلندا وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا. وأعربت 9 دول منها -لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية- عن استعدادها أو اهتمامها الإيجابي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن البيان المشترك صدر بالتنسيق مع دول سبق أن اعترفت أو أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، ومن بينها إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج وفرنسا ومالطا. وصدر البيان في ختام مؤتمر وزاري عقد في نيويورك برعاية فرنسا والسعودية، ويهدف لإحياء حل الدولتين لإيجاد تسوية للقضية الفلسطينية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي. كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين بحلول سبتمبر/أيلول ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.

مالطا وكندا
في غضون ذلك، أعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال أبيلا -في منشور عبر موقع فيسبوك مساء أمس- إن موقف بلاده يعكس التزامها القوي بدعم سلام دائم في الشرق الأوسط من خلال تطبيق حل الدولتين. وفي السياق، نقلت وسائل إعلام كندية عن مصدر حكومي قوله إن الدولة تدرس إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة.

دوافع الاعتراف
وتعليقا على هذه التطورات، قال رئيس المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام رائد الصلاحات إن الحراك الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين في هذا التوقيت بالذات يعكس حجم الحرج الذي باتت تعيشه حكومات هذه الدول أمام شعوبها، في ظل التجويع والموت البطيء الذي يطال المدنيين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، دون أن تُحرّك تلك الدول ساكناً طيلة نحو 650 يوما من العدوان. وفي تصريحات، أضاف الصلاحات أن الشعوب الأوروبية التي تتظاهر يوميا باتت تطالب حكوماتها باتخاذ موقف واضح أمام ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" و"التجويع الممنهج” في وقت تستمر فيه إسرائيل في ضرب القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان عرض الحائط. وأوضح أن خطوة الاعتراف بدولة فلسطين جاءت كذلك بعد انكشاف تواطؤ تلك الحكومات، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، في دعم الاحتلال، كما فضحت ذلك مؤسسات دولية، معتبرا أن هذه الخطوة بمثابة محاولة "هروب للأمام" للظهور بموقف المتضامن بعد فوات الأوان. ورغم ما وصفه بـ"النفاق الأوروبي المنحاز للاحتلال" يرى رئيس المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام أن لهذا الاعتراف آثارا إيجابية، إذ سيجبر تلك الدول لاحقا على التعامل مع كيان فلسطيني ذي سيادة وحدود، ويمنحه القدرة على المطالبة بحقوقه في المحافل الدولية بشكل رسمي وقانوني. وختم الصلاحات حديثه بالقول إن هذا الاعتراف سيسقط دور الوساطات الدولية، ويضع الاحتلال في مواجهة مباشرة مع الدولة الفلسطينية، كما سيضع الدول المُعترفة أمام مسؤوليات جديدة للضغط على الاحتلال وتهديده مقابل الاستقرار ووقف الاستيطان وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

إسرائيل تمنع القوات المشاركة في إنزال المساعدات من تصوير دمار غزة

قالت صحيفة هآرتس، إن إسرائيل تمنع القوات الجوية المشاركة في إسقاط المساعدات من السماح للصحفيين بتصوير الدمار الهائل في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل تهدد بوقف عمليات إسقاط المساعدات إذا نشرت فيديوهات توثق الدمار في القطاع. والسبت الماضي، بدأت عمليات جوية محدودة لإنزال مساعدات فوق غزة بمشاركة أردنية وإماراتية، وأعلنت دول أوروبية، منها إسبانيا وبريطانيا أنها ستنضم إلى هذه العمليات. وأحدث العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 دمارا غير مسبوق، وفي وقت سابق من العام الجاري قدرت الأمم المتحدة، أن ما يصل إلى 70% من المباني في القطاع دُمرت أو تضررت. وعن طريق القصف الجوي والمدفعي ونسف المباني بالمتفجرات، دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي معظم مناطق مدينة رفح (جنوب) وأحياء وبلدات عدة في خان يونس القريبة، ومناطق عدة شمالي القطاع على غرار بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا، إضافة إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة. وقدرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حجم أنقاض المباني المدمرة في غزة بأكثر من 40 مليون طن، مؤكدة أن رفعها وإعادة إعمار ما دمره القصف يحتاج سنوات عديدة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,