سيريا ستار تايمز

قافلة مساعدات إنسانية جديدة تدخل المحافظة.. وزارة الداخلية تنفي حصار السويداء وتصفه بـ الكذب والتضليل


أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن الدفعة الرابعة من المساعدات الإنسانية دخلت إلى محافظة السويداء (جنوب سوريا) عبر ممر بصرى الشام بريف درعا. وإن القافلة مؤلفة من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر محروقات، وألفي سلة غذائية وألفي سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طن طحين، إضافة إلى مواد طبية.
وأضافت القناة أن القافلة تم تجهيزها بجهود مشتركة بين الحكومة السورية والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي.

وقبل ساعات، قال مراسلنا ن قافلة المساعدات الإنسانية الثالثة دخلت محافظة السويداء بالتنسيق بين الحكومة السورية والهلال الأحمر السوري. وأمس الاثنين، قال محافظ السويداء جنوبي سوريا مصطفى البكور إن قوافل المساعدات الإنسانية نقلت 96 طنا من الطحين و85 ألف ليتر من الوقود إلى المتضررين في المحافظة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أن "قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية تدخل إلى محافظة السويداء يوميا وبشكل طبيعي من جهة بصرى الشام في ريف درعا (الشرقي)، ولا توجد أي إعاقة في حركة المرور، والطريق سالك لدخول المنظمات الإغاثية إلى المحافظة".

ومنذ مساء 19 يوليو/تموز الجاري، يسود في محافظة السويداء اتفاق لوقف إطلاق النار، عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت 426 قتيلا، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء. ولم تصمد الاتفاقات الثلاثة الأولى طويلا، إذ تجددت الاشتباكات إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة وارتكاب انتهاكات بحقهم.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم.


الداخلية: مزاعم حصار السويداء دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون


نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، الأنباء التي تتحدث عن فرض الحكومة حصاراً على محافظة السويداء، واصفاً إياها بأنها "كذب وتضليل". وقال البابا في تغريدة على منصة "إكس" إن مزاعم حصار السويداء من قِبل الحكومة السورية "محض كذب وتضليل"، مؤكداً أن الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات إلى المدنيين داخل المحافظة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، و"لتسهيل الخروج المؤقت لمن شاء منهم خارج مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون". وأضاف: "مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تُشكّل مصدر تمويل أساسياً لهذه المجموعات".
واعتبر أن "عودة المؤسسات الشرعية إلى عملها في فرض سيادة القانون داخل محافظة السويداء يهدد بقاء العصابات الخارجة عن القانون فيها، ويؤثر على تمويلها غير الشرعي، لذلك فهي تروّج لوجود حصار وتستغل الأزمة الإنسانية في السويداء، وتزيد من معاناة المدنيين حفاظاً على نشاطها الإجرامي".

الأوضاع الإنسانية في محافظة السويداء
شهدت محافظة السويداء خلال الأسبوعين الماضيين تدهوراً في الأوضاع الإنسانية نتيجة التوترات الأمنية والاشتباكات التي اندلعت بين أبناء العشائر والفصائل المحلية المسلحة، وما تبعها من تصعيد إثر التدخل الحكومي والقصف الإسرائيلي.

وأدت تلك التطورات إلى نفاد مخزون المواد الغذائية والطحين والمحروقات، فضلاً عن تدهور الوضع الطبي نتيجة الضرر الذي لحق بالمشفى الوطني وعدم تعويض النقص في المستهلكات الطبية. وعقب الهدوء النسبي في المحافظة، سيرت الحكومة السورية، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، عدة قوافل مساعدات إلى السويداء، تضمنت طحيناً ومواد غذائية وطبية، إضافة إلى إرسال كميات من المحروقات لتلبية احتياجات المنشآت الخدمية الحيوية. كذلك أمنت الحكومة السورية خروج آلاف العائلات من أبناء العشائر الذين كانوا محاصرين، ومن أهالي السويداء، إلى دمشق ودرعا ومحافظات أخرى، حيث تم نقلهم بواسطة حافلات من داخل السويداء إلى معبر بصرى الشام، ومن هناك يتكفّل الدفاع المدني السوري بنقلهم إلى وجهاتهم النهائية. وبحسب مصادر رسمية، فإن الهدف من هذه العملية هو ضمان سلامة الراغبين في الخروج ومنع تعرضهم لأي مخاطر، حيث تتم هذه العملية بالتنسيق بين المدنيين والهلال الأحمر السوري والأمن الداخلي. ورغم تحسّن الأوضاع، إلا أن الحركة التجارية ما زالت متوقفة، إذ يواجه الراغبون في الدخول إلى السويداء تحديات، أبرزها الوضع الأمني وغياب الضمانات اللازمة لسلامتهم، ما يحول دون دخول التجار إلى المحافظة. ولا يقتصر تأثير هذه التحديات على التجار فقط، بل يشمل أيضاً العاملين في المجال الإنساني، حيث أكدت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، أن الظروف الأمنية الحالية تعيق وصول الفرق الأممية إلى محافظة السويداء.

ويوم أمس، أكد المجلس المحلي في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، في تصريح خاص لتلفزيون سوريا، أنه سيتم قريباً إعادة تفعيل الحركة التجارية مع محافظة السويداء. يُشار إلى أن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات مقربة من الفصائل المحلية في السويداء الرافضة لوجود الدولة في المحافظة، تروّج لفكرة حصار الحكومة للمنطقة ومنع وصول الإمدادات إليها، وتطالب بفتح "معابر إنسانية" مع الأردن ومناطق شمال شرقي سوريا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,