مجزرة جديدة بحق المجوّعين وهجمات للمستوطنين بالضفة والاحتلال يسحب قوات من غزة.. السويد تطالب أوروبا بتجميد الشراكة التجارية مع إسرائيل

في اليوم الـ664 من حرب الإبادة على غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق المجوّعين قرب محور نتساريم، ونفذت غارات أوقعت شهداء ومصابين، وذلك بعد ساعات من ارتكابها مجازر أسفرت عن أكثر من 80 شهيدا. وبالتوازي مع ذلك، تتفاقم المعاناة في القطاع المنكوب، إذ أكد مستشفى الشفاء بمدينة غزة أن المجاعة بلغت مستوى متقدما، في وقت تتزايد فيه حالات الوفاة جراء الجوع. وسياسيا، وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل لمناقشة الوضع في غزة. وتأتي الزيارة في وقت تتحدث فيه تقارير إسرائيلية عن توجّه حكومة بنيامين نتنياهو لتنفيذ خيارات "أكثر تطرفا" تشمل ضم مناطق بغزة ومحاصرة أخرى بالكامل ومنع دخول الغذاء إليها، في حال لم توافق حركة حماس على المقترح الحالي المتعلق بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال وأصيب عشرات آخرون خلال هجمات للمستوطنين قرب رام الله.
إسرائيل تسحب قوات من غزة بالتزامن مع انتهاء "عربات جدعون"
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش قرر سحب الفرقة 98 من قطاع غزة بالتزامن مع انتهاء عملية "عربات جدعون" العسكرية التي بدأها في مايو/أيار الماضي وتكبد خلالها عشرات القتلى من ضباط وجنود. وأضافت الإذاعة أن هذه الفرقة أنهت مهامها القتالية في شمال القطاع وبدأت الاستعداد للانسحاب. وتابعت أن الجيش قلص عدد قواته خلال الأيام الماضية بعد سحب لواء المظليين والكوماندوز والمدرعات. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 4 فرق عسكرية لا تزال تتمركز في القطاع، مشيرة إلى أن فرقتين منها فقط تنفذان مهام قتالية في شمال قطاع غزة وفي مدينة خان يونس (جنوب)، في حين تقوم الفرقتان الأخريان بدور دفاعي. وأوضحت أن رئيس الأركان إيال زامير قرر تقليص عدد قوات الاحتياط في كل الجبهات بنسبة 30%. ونقلت عن مصادر أن قوات الجيش الإسرائيلي في غزة تتمركز في مناطق سيطرت عليها وتنتظر قراراتِ المستوى السياسي. ويأتي الحديث عن انتهاء عملية عربات جدعون بعد أن فشلت في تحقيق تحول في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي ردت بعملية "حجارة داود". وخلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز، تكبد الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 40 قتيلا، وشهدت هذه الفترة عمليات نوعية للمقاومة في خان يونس وبيت حانون المناطق الشرقية لمدينة غزة ومنها حي الشجاعية. في غضون ذلك، نقلت القناة 12 عن قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قوله إن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة طويلة وصعبة ومرهقة لكنها ضرورية، مضيفا أن الجيش لن يتوقف حتى يحقق هدفي إعادة المحتجزين وهزيمة حركة حماس.
تغيير الإستراتيجية
وتعليقا على تقارير سحب الجيش الإسرائيلي قوات من غزة، قال الخبير العسكري اللبناني العميد الركن المتقاعد إلياس حنّا إن إسرائيل تبدّل إستراتيجياتها وتغيّر القوات داخل القطاع، “لكن المردود في النهاية هو نفسه”، على حد تعبيره.
وأوضح حنّا، أن إسرائيل انتقلت من إستراتيجية سابقة إلى ما سمي عربات جدعون، وهي عملية قال رئيس الأركان الإسرائيلي إنها جاءت لتحقيق أهداف معينة، أبرزها قتل عدد كبير من القيادات في غزة. وأشار الخبير العسكري إلى أن الفرقة 98 تم استنزافها بشكل كبير، وقد يكون لذلك عدة أسباب، أولها إراحتها تمهيدا لإعادتها إلى عملية جديدة قد تستهدف تطويق مدينة غزة، وعزل وسط القطاع، ثم بدء عملية استنزاف طويلة، بحسب ما صرح به رئيس الأركان إيال زامير. وقال حنا إن "الوحدات الخاصة لا تعمل في العادة إلا في إطار عمليات خاصة، أما الآن فهي تقاتل كأنها قوات مشاة عادية، وهذا سبب تذمّراً كبيرا داخل هذه الوحدات، لأن تجهيزها وتدريبها ومهامها مختلفة تماماً". ولفت إلى أن هناك 5 فرق عسكرية إسرائيلية مرتبطة بالعمليات في قطاع غزة، "لكن ليس بالضرورة أن تكون جميعها تعمل داخل القطاع، لأن المساحة صغيرة جدا"، موضحا أن العمليات عادة ما تنفذ ضمن ما يعرف بـ"تاسك فورس"، أي قوات مهام مشتركة تضم دبابات ومشاة ووحدات خاصة وهندسة وغيرها. وختم العميد الركن المتقاعد إلياس حنّا بالإشارة إلى أن هذا التحول قد يرتبط أيضا بحل سياسي يتم التحضير له له بعد زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (الذي وصل اليوم إلى إسرائيل)، مشيرا إلى إلى إمكانية الدخول في مرحلة جديدة من العمليات أو المفاوضات.
السويد تطالب أوروبا بتجميد الشراكة التجارية مع إسرائيل
دعت السويد الاتحاد الأوروبي إلى تجميد الشق التجاري من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل بسبب سلوكها في الحرب بغزة. وكتب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون -عبر منصة إكس- يقول "الوضع في غزة مروع جدا، وتمتنع إسرائيل عن الالتزام بواجباتها الأساسية والاتفاقات بشأن المساعدات الطارئة". وأضاف "من هذا المنطلق، تطالب السويد الاتحاد الأوروبي بتجميد الشق التجاري في اتفاقية الشراكة في أسرع وقت ممكن" داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى السماح "بدخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى غزة". يذكر أن اتفاقية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي وقعت في بروكسل في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من يونيو/حزيران 2000، بعد التصديق عليها من قِبل برلمانات الدول الـ15 الأعضاء والبرلمان الأوروبي والكنيست. لتحل محل اتفاقية التعاون القديمة لعام 1975. وبموجب هذه الاتفاقية، تمنح عددا من الامتيازات في الأسواق الأوروبية. وبلغ حجم التجارة بين الطرفين 46.8 مليار يورو عام 2022، مما جعل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل.