شهداء جدد جراء التجويع ونتنياهو يقرر توسيع العملية العسكرية.. محادثات غاضبة بين المستشار الألماني ورئيس الوزراء الإسرائيلي للمطالبة بوقف حرب غزة

دخلت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة يومها الـ670 حيث تتفاقم أزمة التجويع، في حين تواصل قوات الاحتلال قصف خيام النازحين وطالبي المساعدات. وقد وثقت مستشفيات غزة خلال الساعات الماضية 8 وفيات أخرى نتيجة التجويع، بينهم طفل رضيع، واستشهاد 52 من طالبي المساعدات. كما أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 87 فلسطينيا وإصابة 644 آخرين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية. وعلى صعيد آخر، تشهد إسرائيل خلافات بين الجانب السياسي والعسكري، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لتشمل كل المناطق بما فيها تلك التي يمكن أن يوجد بها الأسرى. لكن مصادر تقول إن رئيس الأركان إيال زامير قد يستقيل إذا تم تنفيذ خطة احتلال القطاع. وفي الضفة الغربية، شهدت مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية اقتحامات لقوات الاحتلال أدت إلى مواجهات مع الموطنين الفلسطينيين.
محادثات غاضبة بين ميرتس ونتنياهو للمطالبة بوقف حرب غزة
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أجرى عدة محادثات هاتفية بعضها كانت حادة وغاضبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الماضية مع تزايد المأساة الإنسانية في قطاع غزة. ووفق مسؤول ألماني نقلت عنه الصحيفة، حث ميرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والسماح بدخول مساعدات. وذكرت الصحيفة أن ميرتس انضم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حثه خلالها على الضغط على نتنياهو. وأضافت أن ميرتس أكد لترامب ضرورة الضغط على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة التي يموت فيها الناس جوعا. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الألماني يأتي في ظل انقلاب الرأي العام الألماني بشدة ضد إسرائيل خلال العام الماضي مع تزايد فداحة الحرب المتواصلة على القطاع، في حين تتصاعد دعوات الأحزاب السياسية الألمانية إلى إيقاف تصدير الأسلحة لتل أبيب. يأتي ذلك بعد زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لمقابلة المسؤولين الإسرائيليين بغرض حثهم على تسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. وسمحت إسرائيل بإلقاء الجيش الألماني للمساعدات جوا فوق قطاع غزة. لكن بعد عودة فادفول إلى برلين، أصدرت الحكومة بيانا أشارت فيه إلى وجود "تقدم أولي طفيف في تقديم المساعدات الإنسانية" إلى غزة، لكنه "بعيد كل البعد عن أن يكون كافيا لتخفيف حدة حالة الطوارئ".
إسرائيل تسمح بدخول السلع التجارية جزئيا إلى غزة
أعلنت السلطات الإسرائيلية التصديق على آلية لاستئناف إدخال البضائع إلى قطاع غزة جزئيا عبر القطاع الخاص، وذلك بشكل تدريجي وتحت رقابة وتفتيش أمني مشدد. وقال المتحدث باسم منسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية وغزة إن الهدف من هذا الإجراء زيادة حجم المساعدات إلى غزة مع تقليل الاعتماد على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في إيصالها. وأضاف أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية وافقت على التعامل مع عدد محدود من التجار المحليين في غزة. وأشار إلى أن البضائع المسموح بإدخالها ستشمل المواد الغذائية الأساسية وطعام الأطفال والفواكه والخضروات ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأفاد المتحدث بأن دفع ثمن البضائع سيتم عبر تحويلات مصرفية فقط ضمن آلية رقابة ومتابعة مشددة، مشيرا إلى أن الجيش والأجهزة الأمنية ستعمل على اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع تدخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في عمليات إدخال وتوزيع المساعدات. ويؤكد مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة أن قطاع غزة بحاجة إلى دخول نحو 600 شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الاحتياجات الإنسانية. يأتي ذلك فيما تواصل سلطات الاحتلال حصار قطاع غزة ومنع دخول ووصول المساعدات بطرق آمنة للفلسطينيين الذي يواجهون الموت في سعيهم للحصول على مساعدات من مراكز ما تعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تديرها الولايات المتحدة بحماية الجيش الإسرائيلي. بالمقابل، تتوفر بعض المواد الغذائية التي تُسرق من شاحنات قليلة يدخلها الجيش الإسرائيلي بأسعار خيالية لا يمكن للسكان الذي يواجهون العدوان الإسرائيلي منذ نحو عامين توفيرها لأبنائهم الذين يعيشون مجاعة في ظل أزمة سيولة حادة.