سيريا ستار تايمز

زيلينسكي يؤيد قادة أوروبا وموقفه تغضب ترامب.. اقتراح من بوتين مقابل وقف الحرب الأوكرانية


أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده "تثمن وتؤيد بشكل كامل" البيان المشترك للقادة الأوروبيين بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا مع حماية المصالح الأوكرانية والأوروبية.
وكتب زيلينسكي على إكس، قائلا "يجب أن تكون نهاية الحرب عادلة، وأنا ممتن لكل من يقف مع أوكرانيا وشعبنا من أجل السلام، والدفاع عن المصالح الأمنية الأوروبية الحيوية". كما أضاف أن بلاده " تقدر وتؤيد تماما بيان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفنلندي الأكسندر ستوب بشأن السلام".

الضغط على روسيا
أتى هذا الموقف بعدما رحب زعماء فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا وبريطانيا وفنلندا والمفوضية الأوروبية بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب، لكنهم أكدوا على ضرورة الضغط على روسيا وتقديم ضمانات أمنية لكييف. وشددوا على أنهم "ملتزمون بعدم تغيير الحدود بالقوة". فيما يعتزم ترامب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة المقبل، بعدما ألمح إلى إمكانية التوصل لاتفاق من شأنه أن يحل الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

رفض تقديم تنازلات
وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون حذروا من أن أي اتفاق يلزم أوكرانيا بالتنازل عن أجزاء كبيرة من أراضيها سيشجع العدوان الروسي. وجدد الرئيس الأوكراني التأكيد في منشور على تليغرام مساء أمس أن بلاده لن تتنازل عن أي من أراضيها، وحقوقها السيادية، في موقف قد يُغضب الرئيس الأميركي الذي جعل التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا أحد أهدافه الرئيسية في سياسته الخارجية. لاسيما أنه سبق لترامب أن انتقد كييف لتمسكها بمطالب وقف إطلاق النار وعدم استعدادها لتقديم تنازلات أو التخلي عن بعض الأراضي، وفق ما أوضح عدد من المراقبين.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة طالبت أوكرانيا بتنازلات إقليمية لحل النزاع. وذكرت مصادر مطلعة أن مقترح التسوية الأميركي نص على انسحاب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه في دونيتسك كمرحلة أولى نحو تحقيق السلام، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

بوتين أبلغ ويتكوف أنه سيوافق على وقف الحرب إذا وافقت أوكرانيا على سحب قواتها من كامل منطقة دونيتسك

خلال الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء الماضي في موسكو بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قدم الأخير مقترحاً شاملاً لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفق ما كشف مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون.
خلال الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء الماضي في موسكو بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قدم الأخير مقترحاً شاملاً لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفق ما كشف مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون.

منطقة دونيتسك
كما أبلغ بوتين ويتكوف أنه سيوافق على وقف الحرب إذا وافقت أوكرانيا على سحب قواتها من كامل منطقة دونيتسك الشرقية، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الموضوع. على أن تسيطر حينها روسيا على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها عام 2014 وتريد الاعتراف بها كأرض روسية ذات سيادة. علماً أن القوات الروسية تحتل الآن معظم أراضي دونيتسك ولوغانسك، لكن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي، بما في ذلك المدن الرئيسية التي أصبحت معاقل دفاعها.

وفي سلسلة من المكالمات الهاتفية التي جرت هذا الأسبوع بين قادة أوروبيين وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع، سعى الأوروبيون إلى الاستيضاح حول نقطة رئيسية من المقترح، ألا وهي ماذا سيحدث في منطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين، حيث تسيطر القوات الروسية أيضًا على بعض الأراضي. إلا أن المسؤولين الأوروبيين الذين أطلعتهم إدارة ترامب على نتائج المكالمات يومي الأربعاء والخميس خرجوا بانطباعات متضاربة حول ما إذا كان بوتين ينوي تجميد خطوط المواجهة الحالية أو الانسحاب الكامل منها في نهاية المطاف.

في حين أوضح مسؤول أميركي أن بوتين دعا إلى وقف الحرب عند الوضع الراهن في كلا المنطقتين، على أن تتفاوض روسيا بعد ذلك على تبادل للأراضي مع أوكرانيا، بهدف استعادة موسكو السيطرة الكاملة على زابوريجيا وخيرسون. بينما لم تعرف ماهية الأراضي التي ستحصل عليها أوكرانيا في المقابل. وكان ترامب ألمح قبيل يومين إلى أن الصفقة المحتملة بين كييف وموسكو ستتضمن "بعض عمليات تبادل الأراضي بما يحقق مصلحة الطرفين". فيما التقى جيه.دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، بمسؤولين من أوكرانيا وأوروبا في بريطانيا لمناقشة مساعي ترامب لتحقيق السلام.


مقترح أوروبي مضاد
وأكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا خلال الاجتماع، لكنه أحجم عن ذكر أية تفاصيل، حسب ما نقلت رويترز. إلا أن مصادر مطلعة أفادت بأن المقترح الأوروبي المضاد تضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أية خطوات أخرى، وأن يكون أي تبادل للأراضي متبادلا مع ضمانات أمنية حازمة، حسب "وول ستريت جورنال".

وقال مفاوض أوروبي "لا يمكن بدء أية عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال". يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان جدد تأكيده مساء أمس أنه يرفض أي تنازل عن أراض أوكرانية، قائلا إن "الأوكرانيين لن يعطوا أرضهم للمحتل". فيما سبق أن أعلنت روسيا أن أراضي أربع مناطق أوكرانية، هي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، تابعة لها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها إليها في 2014. ولا تسيطر القوات الروسية بشكل كامل على جميع أراضي المناطق الأربع، لكن موسكو تطالب أوكرانيا بسحب قواتها من كل الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتها هناك. تأتي تلك التطورات في حين يرتقب أن يلتقي الرئيس الأميركي بنظيره الروسي في ألاسكا يوم 15 من الشهر الجاري، بغية الحديث عن السلام ووقف الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,