سيريا ستار تايمز

شهداء بالتجويع والقصف وتصميم مصري قطري على التوصل لصفقة.. على الغرب إنقاذ إسرائيل من نتنياهو والتوقف عن تجاهل معاناة الفلسطينيين


في اليوم الـ692 من حرب الإبادة على قطاع غزة، قالت مصادر في مستشفيات غزة إن 24 فلسطينيا بينهم 12 من منتظري المساعدات استشهدوا وأصيب آخرون بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم. واستهدفت الغارات عددا من النازحين وطالبي المساعدات، وسط استمرار القصف المكثف على مدينة غزة، في ظل استعداد جيش الاحتلال لتنفيذ عملية فيها. في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 4 أشخاص بالتجويع وانعدام الغذاء بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية، وبذلك ارتفع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 317 بينهم 121 طفلا. وفي وقت سابق، حذّر المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش من أن القطاع سيشهد خلال الأيام المقبلة وفيات جماعية، سترتفع وتيرتها وتتجاوز المعدلات القصوى نتيجة التجويع. وحذرت وكالة الأونروا من عدم وجود مكان آمن في غزة، مشيرة إلى أن العاملين الصحيين والصحفيين وعمال الإغاثة قُتلوا بأعداد لم يشهدها أي نزاع آخر في التاريخ الحديث، وقدرت وجود نصف مليون شخص في مدينة غزة يعيشون في مجاعة حقيقية. سياسيا، شددت كل من قطر ومصر على استمرار جهودهما للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، رغم عدم رد إسرائيل رسميا حتى الآن على مقترح الصفقة الذي سلمه الوسطاء يوم 18 أغسطس/آب الجاري بعد موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يجري زيارة رسمية غير محددة المدة إلى مصر لبحث العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن بلاده وجمهورية مصر مصممتان على الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة. في غضون ذلك، لايزال الغموض يلف الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بشأن الحرب في غزة. ونقل موقع أكسيوس عن مصادر قولها إن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وجاريد كوشنر -مستشار ترامب المقرب في ولايته الأولى- شاركا في الاجتماع وقدما للرئيس ترامب أفكارا لخطة ما بعد الحرب. وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب نحو 80 فلسطينيا، منهم مصاب بالرصاص الحي، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس وإجبارها عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات خلفت عشرات الفلسطينيين المصابين.

صحف عالمية: على الغرب إنقاذ إسرائيل من نتنياهو والتوقف عن تجاهل معاناة الفلسطينيين

تناولت الصحف العالمية تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث دعا بعضها إلى إنقاذ إسرائيل من حكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بينما قالت أخرى، إن قبول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، ينم عن حيلة سياسية لا عن عجز. فقد نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا للكاتب الإسرائيلي أوري مسغاف، دعا فيه الدول الغربية لإنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو، الذي قال إنه "يقوض الديمقراطية ويطيل أمد الحرب لأغراض سياسية".

وقال الكاتب إن الحرب "بدأت كرد مشروع على حماس، لكنها تحولت إلى حملة انتقامية ألحقت دمارا بالمدنيين في غزة"، داعيا المجتمع الدولي "لاتخاذ خطوات فعلية تجاه إسرائيل مثل حظر الأسلحة وقطع العلاقات". وفي مجلة "فورين أفيرز"، جاء في مقال إن قبول حماس بمقترح وقف إطلاق النار الأخير "ينم عن حيلة سياسية لا عن عجز"، مشيرا إلى أن الحركة "التي عانت كثيرا من الحرب، أظهرت قوة مستمرة". ولفت المقال إلى أن مقاتلي الحركة "كثفوا هجماتهم على القوات الإسرائيلية في أنحاء القطاع خلال العام الجاري، أحدثها هجوم واسع على قاعدة إسرائيلية الأسبوع الماضي". ويرى المقال أن وراء صمود حماس تطورا في نهجها تجاه الحرب من شأنه أن يجعل حملة إسرائيل الجديدة للاستيلاء على مدينة غزة كارثة عسكرية وإنسانية. وفي ليبراسيون الفرنسية، دعا مقال إلى "التوقف عن الإقرار بالعجز عن فعل شيء تجاه معاناة الفلسطينيين في غزة"، وقال إن عبارة "لا نستطيع فعل شيء"، أصبحت لازمة هذا العصر، واصفا هذا الأمر بالمقلق. وطالب المقال بمواصلة السعي لاستعادة الجميع هويته الإنسانية "حتى لو باءت كل الجهود بالفشل".

تحول المزاج ضد إسرائيل
أما موقع "إنترسبت"، فتناول تحوّل المزاج إزاء حرب إسرائيل على غزة في أوساط الديمقراطيين الأميركيين، إلى حد ظهور دعوات لوقف صادرات السلاح لإسرائيل.

وقال الموقع إن 3 أعضاء ديمقراطيين بمجلس النواب ممن تلقوا تبرعات من اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك)، "وقّعوا على مشروع قانون يحظر مبيعات الأسلحة لإسرائيل"، في إشارة إلى أن دعم إسرائيل في واشنطن أصبح مسؤولية سياسية. وأخيرا، تحدثت "وول ستريت جورنال"، عن تنامي الاستياء في صفوف موظفي كبريات شركات التقنية الأميركية وخصوصا مايكروسوفت وغوغل، بسبب شبهات بتعاونها مع إسرائيل في حربها على غزة. وقالت الصحيفة، إن الأجواء في مقار عمل بعض الشركات "معكرة"، وإن اتساع نطاق الاستياء "دفع المشرفين على تنظيم النقاشات الداخلية في الشركات إلى مسح تعليقات الموظفين المحتجة على الحرب على غزة باستمرار".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,