سيريا ستار تايمز

بوتين: تصرفات الناتو تهددنا ولا نود مهاجمة أحد.. أوكرانيا تعلن التصدي لهجوم كبير واستهداف مصفاتي نفط بروسيا


أعلنت أوكرانيا التصدي لهجوم روسي ضخم شمل 537 طائرة مسيرة و45 صاروخا أطلقت في هجوم ليلي، في حين تم استهداف مصفاتي نفط في منطقتي كراسنودار وسيزران الروسيتين. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 510 من أصل 537 طائرة مسيّرة و38 من أصل 45 صاروخا أطلقتها روسيا في هجوم ليلي. وأضافت في بيان على تطبيق تليغرام أنها سجلت أيضا 5 ضربات صاروخية و24 هجوما بطائرات مسيّرة استهدفت 7 مواقع، في حين تساقطت الشظايا في 21 موقعا. كما قال جهاز الطوارئ الحكومي الأوكراني عبر تليغرام "خلال الليل، نفذ العدو ضربات كبيرة" على زاباروجيا. وأوضح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية إيفان فيدوروف أن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب 16 آخرون، بينهم طفلان. وأضاف أن "الضربات الروسية دمرت منازل وألحقت أضرارا بالعديد من المنشآت، بينها مقاه ومؤسسات صناعية". وكان حاكم دنيبروبيتروفسك الأوكرانية أعلن أن المنطقة تتعرض "لهجوم كبير"، مشيرا إلى وقوع ضربات في دنيبرو وبافلوغراد. وكتب سيرغي ليساك على تليغرام "المنطقة تتعرض لهجوم كبير.. يسمع دوي انفجارات". ومذ شنت روسيا الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، بقيت دنيبروبيتروفسك بمنأى إلى حد كبير عن المعارك. لكن كييف أقرّت بأن قوات روسية دخلت المنطقة، كما أكدت موسكو أنها حققت تقدما ميدانيا.

زيلينسكي يخاطب "الحلفاء"
وفي الجنوب، أفاد حاكم منطقة زاباروجيا إيفان فيدوروف بوقوع انفجارات، ونشر صورة على تليغرام لمنزل محترق في عاصمة المنطقة وانقطاع التيار الكهربائي. وقال "ضرب الروس المدينة بـ3 مسيّرات على الأقل". ومنطقة دنيبروبيتروفسك ليست ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت موسكو ضمها، وهي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا وشبه جزيرة القرم. في المقابل، قال الجيش الأوكراني إنه استهدف مصفاتي نفط في منطقتي كراسنودار وسيزران الروسيتين خلال الليل.

وسجل الجيش الروسي وقوع عدة انفجارات وحريق عند مصفاة كراسنودار بجنوب روسيا، التي تنتج 3 ملايين طن من المنتجات النفطية الخفيفة سنويا. وقالت السلطات الروسية في كراسنودار إن حطام طائرة مسيّرة ألحق أضرارا بإحدى وحدات المصفاة مما أدى إلى اندلاع حريق امتد على مساحة 300 متر مربع، قبل إخماده لاحقا. سياسيا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "الحلفاء"، أمس الجمعة، إلى تعجيل رفع مستوى المحادثات بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا إلى مستوى القادة. وقال زيلينسكي إنه يتوقع مواصلة المناقشات مع القادة الأوروبيين الأسبوع المقبل بشأن التزامات "شبيهة بتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي" لحماية أوكرانيا، وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجب أن يكون جزءا من هذه المحادثات أيضا. وجاء حديث زيلينسكي المقتضب قبيل لقاء مدير مكتبه أندريه يرماك بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في نيويورك، لمناقشة ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على موسكو. وقال مسؤول أميركي كبير إن الأوكرانيين دعوا ويتكوف لزيارة أوكرانيا، وأضاف أن الاجتماع أتاح لويتكوف الفرصة للتأكيد على ضرورة اجتماع أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب. ويرى مسؤولون في كييف أن التمويل الأميركي، لا سيما في إطار صفقة المعادن الإستراتيجية التي جرى التوصل إليها في وقت سابق العام الجاري، يمثل عنصرا أساسيا في تأمين تسوية سلمية دائمة.

اعتبر أن "الغرب بمساعدة حلف الناتو يحاول ابتلاع كامل الفضاء ما بعد السوفييتي"

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انتقاداته إلى الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي، معتبراً أن تصرفاتها تهدد بلاده. وقال في تصريحات من بكين، إن "الغرب، بمساعدة حلف الناتو، يحاول ابتلاع كامل الفضاء ما بعد السوفييتي".

كما شدد بوتين على أن تصرفات الناتو والدول الأوروبية تهدد روسيا، وتلزمها بالرد. إلى ذلك، رأى أن "المزاعم حول نية بلاده مهاجمة أوروبا إما استفزاز أو عجز"، وفق تعبيره. وقال: "نحن نحمي مصالحنا ولا نريد الهجوم على أحد".

"الناتو وليس الأوروبي"
كذلك أوضح أن موسكو ترفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو، لكنها لم تعارض انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وشدد على أن "أي اتفاق سلام مع كييف يجب ألا يهدد أمن بلاده". كما اعتبر أن الإدارة الأميركية الجديدة تستمع لروسيا وهواجسها. وأضاف أنه "واثق من إمكانية التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مسألة ضمان أمن أوكرانيا"، وفق ما نقلت وكالة "تاس".

وكان بوتين التقى نظيره الأميركي، دونالد ترامب، في ألاسكا منتصف أغسطس الماضي، وسط مساعٍ أميركية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، ووصفا القمة بالإيجابية. إلا أن ترامب عاد لاحقاً وأبدى امتعاضه من مماطلة الطرفين في وقف الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، ملوحاً بفرض عقوبات جديدة على موسكو. لكن واشنطن عادت وأعلنت قبل أيام أنها مستمرة في مساعيها لوقف الحرب وجمع الرئيسين الروسي والأوكراني على الرغم من أن الكرملين كان اشترط أولاً الإعداد جيداً لهذا اللقاء عبر اجتماعات أولية تسبقه يشارك فيها خبراء ومسؤولون من الجانبين.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,