حزب الله يهدد.. ويلمح لوقف التعاون جنوب نهر الليطاني واليونيفيل نتواصل مع إسرائيل بعد إسقاط قنابل على قواتها

على بُعد ثلاثة أيام من جلسة الحكومة اللبنانية، تتجه الأنظار إلى بعبدا حيث سيعرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل خطته لحصر السلاح بيد الدولة.
في حين لا تزال الجلسة المرتقبة التي يُراد لها أن تمر بالإجماع من دون تصويت، محاطة بالاتصالات والمشاورات، فيما المواقف تتأرجح بين الإقرار الكامل بالخطة أو الاكتفاء بأخذ العلم بها. إلا أنه حتى الآن يتوقع أن يحضر وزراء "الثنائي الشيعي" (حركة أمل وحزب الله الجلسة لكنهم يرفضون مناقشة تفاصيل الخطة إذا تضمّنت مهلاً زمنية للتنفيذ).
"وقف التعاون جنوب الليطاني"
في المقابل، أرسل حزب الله إشارات تحذير وتهديد عبر قناته الإعلامية (المنار)، مساء أمس. وحذرت مصادره من أنه "إذا ظلت الحكومة مصرة على إدراج مهل زمنية في الخطة، فإن حزب الله لن يتعاون حتى في منطقة جنوب الليطاني".
كما اتهمت رئيس الحكومة نواف سلام بـ"التمسك بمقاربة قد تكون نتيجتها خراب البلد، على الرغم من نصائح البعض في الداخل والخارج"، وفق تعبيرها. وكان نائب رئيس الأركان للتخطيط سابقاً العميد الركن المتقاعد زياد الهاشم، أوضح في تصريحات، أمس أن "التجربة الأخيرة في قطاع جنوب الليطاني أوحت بعدم تعاون الحزب بشكل كامل مع عملية حصر السلاح، بدليل أن دوريات الجيش وقوات اليونيفيل هي من اكتشفت الكثير من مخازن السلاح والمنشآت العسكرية المحصنة والمخفية (البنى التحتية)، وحصلت حوادث أثناء عملية تفكيك هذه البنى، منها انفجار مخزن ذخيرة بعناصر فوج الهندسة في الجيش اللبناني، مما يعني أن الحزب لم يبلّغ الجيش عن محتويات المخزن ولا عن وجوده". يذكر أن الحكومة كانت أقرت مطلع الشهر الماضي (أغسطس 2025)، حصر السلاح بيد الدولة، وكلفت الجيش بوضع خطة لتنفيذها مع نهاية السنة الحالية. في حين أكد حزب الله تمسكه بالسلاح، ملوحاً بالمواجهة، وواصفاً القرار بالخطيئة الكبرى.
بعد إسقاط قنابل على قواتها.. اليونيفيل نتواصل مع إسرائيل
بعد إسقاط مسيرات إسرائيلية قنابل بالقرب من قواتها في الجنوب اللبناني، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أنها تتواصل مع إسرائيل لضمان حماية قواتنا العاملة في لبنان. كما أشارت في تصريحات، إلى أنها أكدت "لإسرائيل ضرورة احترام قواتها المنتشرة في لبنان". وشددت على أن القوات الأممية ستواصل القيام بواجباتها، وفق قرار مجلس الأمن، مؤكدة أنها تعمل على مساعدة سكان الجنوب للعودة إلى منازلهم بشكل آمن.
"أخطر الهجمات"
أتى ذلك، بعدما كشفت "اليونيفيل"، بوقت سابق اليوم، أن طائرات إسرائيلية مسيرة أسقطت 4 قنابل يدوية بالقرب من قوات حفظ السلام. ووصفت الهجوم الإسرائيلي بأنه من أخطر الهجمات على أفرادها منذ اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر الماضي (2024). كما أوضحت أن مسيّرات تابعة للجيش الإسرائيلي أسقطت، صباح أمس، أربع قنابل بالقرب من قوات حفظ السلام أثناء عملها على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة قرب الخط الأزرق. وأضافت أن قنبلة واحدة سقطت على بُعد 20 متراً، وثلاث أخرى على بعد حوالي 100 متر من أفراد وآليات الأمم المتحدة.
"أبلغنا الجيش الإسرائيلي مسبقاً"
فيما شوهدت المسيّرات وهي تعود إلى جنوب الخط الأزرق. علماً أن الجيش الإسرائيلي كان قد أُُبلغ مسبقاً عن أشغال اليونيفيل في إزالة العوائق في المنطقة الواقعة جنوب شرقي بلدة مروحين. إلى ذلك، شددت اليونيفيل على أن "أي أعمال تُعرّض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وممتلكاتها للخطر، وأي تدخل في المهام الموكلة إليهم، أمر غير مقبول، ويُمثل انتهاكاً خطيراً للقرار 1701، والقانون الدولي"، محمّلة الجيش الإسرائيلي مسؤولية ضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التي تؤدي المهام التي كلفها بها مجلس الأمن.
يذكر أن اتفاق نوفمبر الماضي الذي أتى بعد مواجهات عنيفة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، كان نص على وقف إطلاق النار، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب بمؤازرة قوات الأمم المتحدة، فضلاً عن تراجع الحزب إلى ما بعد جنوب نهر الليطاني، وحصر السلاح بيد الدولة، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية. إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتل 5 مواقع استراتيجية على الحدود اللبنانية، رافضاً الانسحاب، إلا بعد سحب سلاح حزب الله بشكل كامل.