
في مطلع اليوم الـ698 من حرب الإبادة على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على القطاع الفلسطيني، وأفادت مصادر في مستشفيات غزة استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم، بينهم 30 في مدينة غزة. وفي أعلى عدد لضحايا التجويع خلال يومين، أعلنت وزارة الصحة في القطاع وفاة 19 شخصا، نتيجة التجويع وسوء التغذية، وارتفع بذلك عدد شهداء المجاعة إلى 367 بينهم 131 طفلا. وسياسيا، كشف مسؤولون إسرائيليون لشبكة "سي إن إن" الأميركية عن توترات حادة بين القيادتين العسكرية والسياسية، وأشاروا إلى أن رئيس الأركان إيال زامير عارض قرار تنفيذ الهجوم الموسع على مدينة غزة، الأمر الذي عارضه حلفاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ممن يُسمون اليمين المتطرف.
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل مأهولة وخيام نازحين وحشدا للمجوعين الباحثين عن الطعام مما أسفر عن عشرات الشهداء، وبالتوازي مع ذلك توغّلت أكثر داخل مدينة غزة. وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 41 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم، 30 منهم في مدينة غزة. وبعد يوم شهد عدة مجازر خلّفت 105 شهداء، تواصل القصف الجوي والمدفعي العنيف على أحياء مدينة غزة، وبالتزامن مع ذلك استمرت قوات الاحتلال في تدمير المناطق السكنية. وأدى القصف المركز إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من بعض الأحياء الجنوبية والشمالية لمدينة غزة باتجاه الساحل غربا، يأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل حشد القوات تمهيدا لبدء عملية "عربات جدعون 2" الرامية لاحتلال مدينة غزة. وكان الجيش الإسرائيلي استدعى 40 ألفا من قوات الاحتياط، وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس جنود الاحتياط الذين بدؤوا الالتحاق بوحداتهم استعدادا لتوسيع الحرب في مدينة غزة بالقول "إن مسار توسيع الحرب وصل مرحلة الحسم"، وفق تعبيره.
قصف وتوغل
وفي أحدث التطورات الميدانية، استشهد 7 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي لمنطقة سوق حي الشيخ رضوان إلى الشمال من وسط مدينة غزة. وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر في الإسعاف والطوارئ بغزة إن طائرة مسيرة إسرائيلية ألقت قنابل حارقة على سيارات إسعاف في عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة، مما أدى إلى احتراق مركبات وخروجها عن الخدمة. كما قصفت المسيرات الإسرائيلية طواقم الخدمات الطبية والدفاع المدني بقنابل حارقة أثناء محاولتهم إطفاء الحريق. يأتي ذلك بينما قالت وكالة رويترز إن قوات الاحتلال اقتحمت حي الشيخ رضوان -أحد أكبر أحياء وسط المدينة وأكثرها ازدحاما- بالجنود والدبابات.
وأضافت الوكالة أن القوات الإسرائيلية لا تبعد الآن إلا بضعة كيلومترات عن وسط غزة بعد أن تقدمت في الأسابيع القليلة الماضية عبر أطراف المدينة، إذ توغلت في أحياء بينها الزيتون والصبرة. وفي تفاصيل القصف أيضا، أفاد مجمع الشفاء الطبي باستشهاد 5 فلسطينيين، بينهم سيدة حامل وجنينها، وإصابة آخرين في قصف جوي إسرائيلي على شقة في محيط ميناء الصيادين غربي مدينة غزة صباح اليوم. كما أصيب عدد من الفلسطينيين -بعضهم بحالة خطرة- إثر استهداف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر القريب. واستهدفت غارة إسرائيلية منزلا في منطقة النفق شمال شرق مدينة غزة مما أسفر عن 4 شهداء، واستشهد 3 في غارة مماثلة على منزل بحي الصبرة جنوبي المدينة. وفي وقت سابق اليوم استشهد 3 في قصف على حي الدرج شرقي غزة، وتم انتشال جثامين 12 شهيدا جراء قصف عدة منازل بالحي أمس. كما أوقعت غارة شهيدا في حي تل الهوا جنوبي المدينة، وبالتزامن تَواصل القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية والجنوبية، وبينها الشجاعية والصبرة. في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 113 شهيدا و304 مصابين خلال 24 ساعة، في حين قال المكتب الإعلامي الحكومي إن 1100 استشهدوا في عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة غزة منذ 3 أسابيع.
تفجير المباني
وبالتزامن مع القصف العنيف، أفاد مراسلنا بأن قوات الاحتلال نسفت فجر اليوم مباني سكنية شمالي مدينة غزة. وأظهرت صور اللحظات الأولى لتفجير قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة حي أبو إسكندر شرق حي الشيخ رضوان. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم إن الاحتلال فجّر نحو 100 آلية مفخخة مسيّرة في أحياء مدينة غزة في عدوانه المتواصل منذ 3 أسابيع.
استهداف مجوعين
وفي جنوب القطاع، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 وإصابة أكثر من 50 صباح اليوم جراء استهدافهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة للتحكم بالمساعدات تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" بمنطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح. وقالت المصادر "إن آليات الاحتلال أطلقت نيرانها بشكل كثيف على حشد من المجوعين الذين كانوا ينتظرون للحصول على بعض الطعام". وفي خان يونس القريبة، جرى صباح اليوم تشييع شهداء قُصفوا في غارات إسرائيلية على المدينة وأثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهداء في مستشفى ناصر في المدينة. وبالتوازي مع الغارات واستهداف حشود المجوعين، نفذت قوات الاحتلال فجر اليوم عمليات نسف للمنازل شمال خان يونس، وفقا لمصادر فلسطينية. وفي وسط القطاع، قال مستشفى العودة في مخيم النصيرات إنه استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية 12 شهيدا و16 مصابا -من بينهم 5 أطفال وسيدة- جراء قصف قوات الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة للتحكم بالمساعدات، تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية". وفي وسط القطاع أيضا، أفادت مصادر بمستشفيي العودة وشهداء الأقصى باستشهاد 5 فلسطينيين -فجر اليوم- إثر استهداف إسرائيلي لخيمة غرب المخيم.
كما أفاد الإسعاف والطوارئ في غزة بإصابة 5 إثر قصف مسيرة إسرائيلية، منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات، ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار، استشهد أكثر من 11 ألفا و500 فلسطيني وأصيب نحو 49 ألفا، وفقا لأحدث بيانات وزارة الصحة في القطاع. ومنذ تولي ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية إدارة ملف المساعدات برعاية أميركية إسرائيلية في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 2300 فلسطيني وأصيب نحو 17 ألفا بنيران قوات الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع الشركة الأميركية.
أتت هذه الاحتجاجات كجزء مما يعرف بـ"يوم الاضطراب" الذي يهدف إلى زيادة الوعي بمحنة الأسرى والدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة
أشعل عدد من المتظاهرين الإسرائيليين الغاضبين، النار في حاويات قرب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس للمطالبة بإبرام صفقة حول غزة، تفضي إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع الفلسطيني مع قرب الهجوم على مدينة غزة.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أنه تم إشعال النيران في صناديق القمامة وإطارات السيارات، ما ألحق أضراراً بالعديد من السيارات في حيي رحافيا وجفعات رام. وأضافت أنه تم إجلاء العديد من السكان من مبانٍ مجاورة، لكن لم يصب أحد بأذى. كما أضافت أن فرق إطفاء وإنقاذ أخمدت النيران، وأكدت أن إشعال النيران في أماكن عامة بشكل غير قانوني "أمر غير مسؤول" ويمكن أن يعرض الجمهور للخطر.
"يوم الاضطراب"
كما تحصن عدد من المحتجين، على سطح المكتبة الوطنية بالقدس احتجاجاً على عدم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بينما صعدت قوات الشرطة من أجل إجلائهم، وفق ما أفادت القناة الـ 12 الإسرائيلية. كذلك تجمع موكب من السيارات على مفرق اللطرون، متوجهاً نحو القدس مع دعوات لوقف الحرب وإعادة الأسرى.
أتى ذلك، مع تنظيم "المدافعين عن حقوق الرهائن في غزة"، احتجاجات كجزء مما يعرف بـ"يوم الاضطراب"، الذي يهدف إلى زيادة الوعي بمحنة الأسرى والدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى اتفاق يعيدهم جميعاً. كما جاء مع مضي حكومة نتنياهو في خطتها باحتلال مدينة غزة، وسط قلق العديد من الإسرائيليين على حياة الأسرى الذين يرجح تواجد بعضهم في المدينة. وكان نتنياهو امتنع عن قبول العرض الأحدث الذي قدمه الوسطاء من أجل وقف الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر، وتبادل الأسرى، وفق ما أكد الوسيط القطري، في حين أعلنت حركة حماس موافقتها على العرض. يذكر أن التقديرات الإسرائيلية الأخيرة رجحت بقاء نحو 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة في قطاع غزة، بينما لقي الـ28 الآخرون حتفهم.
القسام: قصفنا بقذائف هاون تجمعا لجنود وآليات العدو في موقع الحاج فضل جنوب حي الزيتون بمدينة غزة
عاجل | القسام: قصفنا بقذائف هاون تجمعا لجنود وآليات العدو في موقع الحاج فضل جنوب حي الزيتون بمدينة غزة
عاجل | القسام: استهدفنا جرافة عسكرية من نوع دي-9 بقذيفة الياسين 105 بمحيط مسجد صلاح الدين بحي الزيتون بمدينة غزة أمس
التفاصيل بعد قليل..