سيريا ستار تايمز

فرنسا تصدر 7 مذكرات توقيف ضد رموز من النظام السوري المخلوع


أعلنت السلطات الفرنسية إصدار سبع مذكرات توقيف دولية بحق مسؤولين في النظام السوري المخلوع، من بينهم رئيس النظام بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد، إلى جانب علي مملوك وعلي أيوب ورفيق شحادة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن الخطوة تأتي في إطار التحقيق المتعلق بقصف مركز إعلامي في حي بابا عمرو بمدينة حمص عام 2012، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل الصحفية الأميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.
وأشارت التحقيقات، وفق (أ ف ب)، إلى وجود خطة مدبرة لاستهداف الصحفيين الأجانب بشكل متعمد، جرى إقرارها خلال اجتماع ضم عدداً من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في حمص. وتعد هذه الخطوة القضائية، بحسب الوكالة، محطة مفصلية في مسار محاسبة النظام المخلوع على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والمدنيين في سوريا.

القصة الكاملة لاغتيال كولفين
واغتال نظام الأسد في 22 من شباط 2012، الصحفية الأميركية "ماري كاثرين كولفين"، أثناء تغطيتها أحداث الثورة السورية داخل حي "بابا عمرو" في قلب مدينة حمص المحاصرة آنذاك من قبل قوات النظام المخلوع.

وعمِلت كولفين كمُراسلة للشؤون الخارجية في الصحيفة البريطانية صنداي تايمز منذ عام 1985 حتى وفاتها خِلال تغطيتها حصار حمص من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات المرافقة لها. وكانت كولفين قد ظهرت قبل اغتيالها في بث مباشر تناقلته شاشات الـ "بي بي سي" والقناة الرابعة البريطانية و"سي إن إن" و"آي تي إن"، عبر خدمة الهاتف الفضائي، تحدثت خلاله عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي في الأحياء المحاصرة داخل المدينة وبثت مشاهد الدمار الحاصل في ذلك الوقت عبر كاميرا زميلها المصوّر الفرنسي "ريمي أوشليك" الذي اغتيل معها في نفس اللحظة. وصفت كولفين خلال البث شدّة القصف وقساوته، كما تحدثت عن هجمات القناصة الموزعين فوق المباني المدنية واستهدافهم المُتعمّد للمدنيين في شوارع حمص. وقالت آنذاك: "إنّ قصف حمص أسوأ صراع واجهتهُ على الإطلاق". بعد ذلك البث بأقل من يوم واحد، استهدف القصف المدفعي المكثف المبنى الذي تحصنت كولفن بداخله مع زميلها أوشليك ما أسفر عن مقتلهما، وفقاً لما ذكره زميلهما المصور "بول كونروي" الذي كانَ برفقتهما ونجا من الهجوم بأعجوبة، وأكد أنّ كولفين وأوشليك كانا يحزمان معداتهما عندمَا قصفت قوات النظام المبنى الذي كانوا يتحصنون فيه.

بعد مرور نحو 4 سنوات ونصف على الحادثة، رفعت "كات كولفين" شقيقةُ ماري، دعوى ضد حكومة نظام الأسد، في تموز 2016، مُتهمةً إياها بالقتل خارج نطاق القانون. كما أكّد محامو الأسرة حصولهم على دليل يدين نظام الأسد باعتباره الجهة التي أمرت باغتيال الصحفيّة كولفين. وفي عام 2019، أصدرت المحكمة الفيدرالية في مقاطعة كولومبيا الأميركية حكماً في قضية مقتل الصحفية ماري كولفين، قضى بدفع نظام الأسد تعويضات مالية مقدارها 302 مليون دولار. وأوضحَ نصُ الحكم الصادر عن المحكمة الفيدرالية أن نظام الأسد كان يعلم بوجود صحفيين أجانب في مركز "بابا عمرو" الإعلامي قبل قصفه. كما نقل نص الحكم شهادات تحدثت عن احتفال رئيس فرع الأمن العسكري في حمص، اللواء رفيق شحادة، مع عدد من الضباط وعناصر المخابرات و"تناولهم الخمر" احتفالاً بقصف المركز.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,