دعوات للاحتجاج في ريف حلب للمطالبة بإنصاف المعلمين وتأدية حقوقهم

دعت "نقابة المعلمين السوريين الأحرار" إلى تنظيم وقفات احتجاجية في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي للمطالبة بإنصاف المعلمين المفصولين وغير المثبتين وتأدية حقوقهم. وأوضحت النقابة في بيان أن هذه الدعوة جاءت بسبب "تضارب التصريحات" ووجود "تقصير" في ملف المعلمين المفصولين من قبل النظام المخلوع، والمستقيلين بسبب التحاقهم بالثورة، وملف المعلمين غير المثبتين في الشمال السوري. وأضاف البيان: "إننا في نقابة المعلمين السوريين الأحرار ندرك مدى خطورة هذا الملف وأهميته، وما له من تبعات على الحاضنة الثورية في الشمال السوري، وإن إنجاز هذا الملف ليس فضلاً من الحكومة، بل هو واجب وطني وثوري". ورأت النقابة أن حل هذا الملف "يتطلب مرسوماً رئاسياً يزيل كل العقبات القانونية التي فرضت على المعلمين الثوار في عهد النظام المخلوع، ويسهل عملية دمج المعلمين غير المثبتين في الشمال السوري".
وطالبت النقابة الحكومة السورية ورئاسة الجمهورية، باتخاذ التدابير اللازمة قبيل بداية العام الدراسي، "مما يسرع في إعادة المفصولين والمستقيلين، ويسهل تثبيت غير المثبتين".
وتابعت: "ندعو كافة المعلمين المفصولين والمستقيلين وغير المثبتين، إلى تنفيذ وقفات احتجاجية مركزية في مراكز المناطق والمدن، وحثت النقابة جميع المعلمين على المشاركة في الوقفة، قائلة: "وقوفك لمدة نصف ساعة من أجل المطالبة بحقوقك وصون كرامتك، سيسهم في تحديد ملامح مستقبلك ومستقبل الأجيال، ومستقبل التعليم وحرية الرأي في سوريا، فكن عوناً لزميلك المعلم، ولا تتقاعس عن أداء واجبك".
مستقبل غامض أمام المعلمين في الشمال السوري
عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي، وجد نحو 18 ألف معلم في مناطق اعزاز، صوران، عفرين، الباب، جرابلس، أخترين، مارع بريف حلب، أنفسهم أمام مستقبل غامض بعد انقطاع الرواتب التي كانت تقدمها المجالس المحلية وتوقفت مع تسليم الجانب التركي إدارة تلك المناطق للحكومة السورية الجديدة. ويقول المعلمون إنهم يواجهون الإقصاء والتهميش، وعدم وجود أجوبة واضحة من وزارة التربية بخصوص مستقبلهم، وما إذا سيتم الاعتراف بسنوات خدمتهم في الشمال السوري ومخيماته، أم ستطوى صفحتهم وسيغلق ملفهم من دون منحهم حقوقهم.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة التربية عن بدء إجراءات تنظيمية، وطلبت من الكوادر في تلك المناطق تجهيز ملفاتهم الكاملة، من صور الهويات الشخصية وآخر الشهادات الجامعية، وبيانات الدوام التفصيلية منذ تاريخ التعيين، وفتح حسابات "شام كاش" تمهيداً لتحويل الرواتب، غير أن هذه الخطوات بقيت حبراً على ورق، وبقي المعلمون بلا راتب أو تثبيت، باستثناء منحة واحدة في عيد الأضحى. وفي سبيل إيجاد حلول لهذا الملف، أكد مدير المجمع التربوي في أخترين شرقي حلب، أحمد زينو، عقد سلسلة اجتماعات خلال الأسابيع الماضية مع وزير التربية ومحافظ حلب ومعاونيه ومدير التربية، خُصصت لمناقشة أوضاع هؤلاء المعلمين، مضيفاً أن ما خرج عنها يشي ببوادر حلول عملية مع مطلع شهر أيلول. وبالنسبة للمعلمين الذين درّسوا على أساس الشهادة الثانوية أو معهد متوسط أو كانوا طلاب جامعات ولديهم سنوات تدريس طويلة، أكد زينو في حديث سابق أن وعوداً جدّية قُطعت بتثبيتهم بعد التحقق من صحة شهاداتهم وعدد أيام التدريس، ومنحهم كامل حقوقهم.