سيريا ستار تايمز

أوامر إخلاء جديدة بغزة والاحتلال يفجر برج طيبة ويرتكب مجزرة بحق نازحين في غزة.. والحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية


في اليوم الـ705 من حرب الإبادة على غزة، تواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء القطاع كافة مخلفا شهداء وجرحى، منهم منتظرو مساعدات، فضلا عن ارتفاع أعداد ضحايا التجويع إلى 404 شهداء بعد تسجيل وفاة 5 أشخاص جراء سوء التغذية. وأصدر جيش الاحتلال أوامر لميناء غزة وحي الرمال الجنوبي، وقصف برج الطيبة في المدينة بعد نحو ساعة من إعلانه العزم على استهدافه، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين، في ظل عدم وجود أماكن آمنة للنزوح إليها. يأتي ذلك وسط تواصل الإدانات الدولية للهجوم الإسرائيلي على الدوحة والذي هدف إلى اغتيال قادة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه لم ينجح في ذلك بحسب إعلان الحركة.

الاحتلال يفجر برج طيبة ويرتكب مجزرة بحق نازحين في غزة

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة، في حين فتكت المجاعة المستفحلة في القطاع بالمزيد من المجوّعين. وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج طيبة مقابل ميناء غزة.

وجاءت الغارة بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إنذارا بإخلاء ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي، خصوصا برج طيبة والخيام المجاورة.

وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه سيهاجم مبنى برج طيبة بزعم وجود بنى تحتية لحركة حماس داخله أو بجواره. وكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت في الأيام القليلية الماضية عدة أبراج سكنية في مدينة غزة، وذلك في إطار خطة تستهدف تهجير سكان المدينة نحو الجنوب. وفي إطار التهديدات المتكررة للسكان، أنذر الجيش الإسرائيلي اليوم مجددا سكان مدينة غزة بإخلائها فورا باتجاه منطقة المواصي الساحلية جنوبي القطاع. والليلة الماضية، أنذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جميع سكان مدينة غزة والموجودين في كل أحيائها من المدينة القديمة والتفاح شرقا وحتى البحر غربا بإخلائها والانتقال فورا نحو المواصي عبر شارع الرشيد. ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البقاء في المناطق التي ذكرها في مدينة غزة بالخطر جدا. وتمتد منطقة المواصي مسافة 12 كيلومترا من دير البلح في وسط القطاع حتى رفح جنوبا، وقد صنفتها إسرائيل سابقا "منطقة إنسانيية" لكنها استهدفتها مرارا وارتكبت فيها مجازر. وكان جيش الاحتلال أصدر في الأيام القليلة الماضية عدة إنذارات لسكان مدينة غزة بإخلائها تمهيدا لبدء العملية العسكرية الرامية لاحتلالها، لكن كثيرين من سكان المدينة أكدوا أنهم لن يغادروها.

مجزرة بحث نازحين
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت مصادر في مستشفيات غزة إن 34 استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم بينهم 26 بمدينة غزة.

وقد أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 15 شخصا وإصابة آخرين إثر قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين في منطقة الشاليهات غربي مدينة غزة. وأكدت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال دمرت ما لا يقل عن 10 منازل وعشرات الخيام في أحياء مدينة غزة، وهو ما أدى لتشريد مئات المواطنين. وفي وقت مبكر اليوم، استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة جراء غارة نفذتها طائرات الاحتلال على خيمة بمفترق المالية غربي مدينة غزة أيضا. كما استشهد شخص وأصيب آخرون في غارة أخرى على حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وبالتزامن فجرت قوات الاحتلال مدرعة مفخخة بين المنازل بالحي. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية خيمة قرب مستشفى المعمداني في ميدان فلسطين بمدينة غزة مما أسفر عن شهيد ومصابين، وأسفرت غارة أخرى عن شهيد ومصابين في حي الشيخ عجلين جنوب غربي المدينة.

كذلك أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد شخص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على شارع الرشيد الساحلي غربي مدينة غزة. ويأتي القصف في وقت كان يشهد فيه شارع الرشيد حركة نزوح من مناطق في مدينة غزة باتجاه الجنوب. وتواصلت الغارات بوتيرة مرتفعة وسط تهديدات إسرائيلية بتدمير مدينة غزة في حال لم تقبل المقاومة الفلسطينية شروط حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الحرب. وأعلن الجيش الإسرائيلي سابقا أنه بدأ المراحل الأولى لاحتلال مدينة غزة ضمن ما سمتها بعملية "عربات جدعون 2". وفي وسط القطاع، استشهد طفل وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في محيط كلية التقنية بمدينة دير البلح.

وفي دير البلح أيضا، قصفت طائرات الاحتلال مسجدي ابن تيمية ويافا، وتدخلت فرق الدفاع المدني لإطفاء حريق اندلع في مسجد ابن تيمية جراء القصف. وفي محيط ما يعرف بمحور نتساريم غير بعيد من مخيم النصيرات، أطلقت قوات الاحتلال النار على حشد من المجوّعين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام قرب نقطة للتحكم بالمساعدات مما أسفر عن إصابات، وفق مصدر طبي في مستشفى العودة. ومنذ تولي ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التحكم بتدفق المساعدات، استشهد أكثر من 2400 فلسطيني وأصيب 17 ألفا آخرون بنيران قوات الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع الشركة الأميركية. وفي جنوب القطاع، استشهد 4 إثر استهداف مسيّرة إسرائيلية مواطنين وسط خان يونس، بينما استشهد أحد المجوّعين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز للمساعدات قرب المدينة.. كما أطلقت آليات الاحتلال النار شمال شرقي خان يونس، وذلك وسط أنباء عن كمين نفذته المقاومة، بحسب ما أوردته قناة الأقصى الفضائية. وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن 41 استشهدوا وأصيب 184 آخرون خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو ما يرفع عدد ضحايا العدوان إلى 64 الفا و656 شهيدا و163 ألفا و503 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ضحايا المجاعة
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم استشهاد 5 أشخاص، بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة.
وقالت الوزارة إن عدد الشهداء نتيجة سوء التغذية ارتفع إلى 404 بينهم 141 طفلا. وفي وقت سابق اليوم، أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد المسن محمد قفة (82 عاما) من سكان جنوب قطاع غزة نتيجة سوء التغذية. وكانت الأمم المتحدة أعلنت قبل 3 أسابيع تفشي المجاعة في مدينة غزة، وحذرت من أنها ستمتد إلى دير البلح وخان يونس في حال عدم دخول المساعدات بشكل سريع. وأكدت منظمات دولية أن الوضع لم يتحسن في غزة منذ إعلان المجاعة فيها رسميا، إذ لم تدخل سوى كميات ضئيلة من المساعدات والمستلزمات التي تستخدم لمكافحة سوء التغذية.

الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية في إيلات والقدس ومطار رامون

أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) اليمنية، تنفيذ عمليات عسكرية "ناجحة" هاجمت فيها أهدافا إسرائيلية "حساسة وحيوية" في مناطق إيلات ومطار رامون والقدس المحتلة. وقال المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، في بيان متلفز على منصة إكس "إن القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2 الانشطاري متعدد الرؤوس، مستهدفا عدة أهداف حساسة في محيط مدينة القدس المحتلة". وأضاف سريع أن العملية "حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروب الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ". حسب تعبيره. كما أعلن سريع تنفيد سلاح الجو المسير التابع للجماعة "عملية عسكرية ناجحة بـ3 طائرات مسيرة استهدفت مطار رامون، وهدفين حيويين في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة". وأوضح أن تلك الهجمات تأتي "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وردا على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التجويع التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة، وتأكيدا على ثبات موقف اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس". وأكد المتحدث العسكري استمرار الجماعة في عملياتها ضد إسرائيل "حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها". وفي وقت سابق أمس أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا أطلقه الحوثيون من اليمن، بعدما أفاد شهود عيان بتفعيل صفارات الإنذار في القدس ومستوطنات في البحر الميت. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي "بعد صفارات الإنذار التي دوت قبل مدة قصيرة في مختلف مناطق إسرائيل، اعترض سلاح الجو الإسرائيلي صاروخا أُطلق من اليمن". وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن في منطقة إيلات على ساحل البحر الأحمر. وأول أمس ، ادعت تل أبيب اعتراض 3 مسيّرات أطلقت من اليمن، في حين قالت جماعة الحوثي إنها هاجمت بمسيّرات مطاري بن غوريون الدولي ورامون، و"هدفا حساسا" بمنطقة ديمونة.

ويأتي إطلاق الصواريخ والمسيّرات من اليمن عقب مقتل رئيس حكومة الحوثيين في صنعاء أحمد غالب الرهوي و11 مسؤولا رفيعي المستوى في ضربة إسرائيلية على العاصمة اليمنية في 28 أغسطس/ آب الماضي. والرهوي أكبر مسؤول سياسي يُقتل في تداعيات المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة. ويهاجم الحوثيون إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيّرة، ويستهدفون سفنا مرتبطة بها أو متجهة نحوها، ويقولون إن هجماتهم تأتي ردا على الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,