قصف عنيف على غزة وروبيو يزور إسرائيل لتجديد الدعم الأميركي ونتنياهو يشير لـ قوة التحالف بين واشنطن وتل أبيب

دخلت حرب الإبادة على القطاع يومها الـ709، بتواصل القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف على مدينة غزة، فضلا عن نسف المنازل واستهداف خيام النازحين بهدف التهجير القسري لسكان المدينة الذين لا يجدون أمكنة آمنة للنزوح إليها. وأعلنت مصادر في مستشفيات غزة استشهاد 48 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم، مؤكدة إصابة العشرات، بعضهم من منتظري المساعدات في رفح جنوبي القطاع. فيما قصف الاحتلال برجي الكوثر ومهنا ومبنى الربيع كما أمر بإخلاء مدارس تؤوي نازحين ومبنى رابع تمهيدا لقصفها بغزة. وفي إسرائيل، وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تل أبيب في زيارة لتجديد دعم بلاده لإسرائيل أعقابَ استهدافها العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء الماضي في محاولة اغتيال بعض قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما شهدت الضفة الغربية اقتحامات لقوات الاحتلال طالت قرى وبلدات في نابلس وجنين والخليل، في حين اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة بيت ريما غربي رام الله.
الضربات الإسرائيلية ضد حماس أثارت غضب الدوحة حليفة واشنطن بالمنطقة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، تعليقاً على زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل، إن الزيارة تُظهر "قوة التحالف الإسرائيلي-الأميركي". ووصل وزير الخارجية الأميركي، صباح الأحد، إلى إسرائيل في زيارة يجدد خلالها دعم بلاده لتل أبيب رغم الضربات التي شنّتها على قطر مستهدفة قادة حماس، ولقيت انتقاداً من الرئيس دونالد ترامب. ويعقد روبيو مباحثات مع نتنياهو ومسؤولين آخرين، حيث عقد جولة في القدس بصحبة نتنياهو، فيما سيعقد اللقاءات السياسية غداً الاثنين.
وجدد روبيو قبيل توجهه إلى تل أبيب، دعم بلاده لإسرائيل رغم الضربات التي لقيت انتقاداً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى أطراف إقليميين ودوليين.
وأثارت الضربات غير المسبوقة غضب الدوحة حليفة واشنطن في المنطقة، ونددت بها أطراف إقليمية ودولية. كما ألقت بظلالها على محاولات التوصل إلى هدنة في الحرب، والإفراج عن الرهائن في القطاع، لا سيما أن قطر هي طرف رئيسي في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس التي أكدت نجاة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية من القصف. كما تأتي زيارة روبيو في ظل ضغوط دولية على إسرائيل على خلفية تصعيد عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن. وأكد روبيو أن الانتقاد العلني النادر الذي وجّهه ترامب لإسرائيل على خلفية قصف الدوحة لن يغيّر في الدعم الواسع الذي توفره واشنطن لتل أبيب.
وقال للصحافيين قبيل سفره "ما حدث قد حدث. من الواضح أننا لسنا سعداء بذلك، والرئيس لم يكن سعيداً بذلك". لكنه أكد أن "هذا لن يغير من طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين، لكن علينا أن نناقشه (...) وبشكل رئيسي ما التأثير الذي سوف يخلفه" على جهود التوصل إلى هدنة في الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتابع روبيو: "نحن بحاجة إلى المضي قدما ومعرفة ما سيأتي بعد ذلك، لأنه في نهاية المطاف، عندما يتم قول وفعل كل شيء، هناك مجموعة تسمى حماس لا تزال موجودة". وقطر، مع الولايات المتحدة ومصر، هي طرف أساسي في جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. واستضافت الدوحة العديد من جولات التفاوض غير المباشر بين حماس وإسرائيل.
"العقبة الرئيسية"
وكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، الدفاع عن استهداف قادة الحركة، معتبراً أن "التخلص" منهم سيؤدي إلى إنهاء الحرب، بحسب تعبيره. وقال نتنياهو إن "قادة حماس الذين يعيشون في قطر لا يهتمون بأهالي غزة. لقد عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار من أجل إطالة أمد الحرب بلا نهاية"، معتبرا أن "التخلص منهم سيُزيل العقبة الرئيسية أمام الإفراج عن جميع رهائننا وإنهاء الحرب"، بحسب تعبيره. وعلّق منتدى عائلات الرهائن على ذلك بالقول إن نتنياهو هو "عقبة" أمام إنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين. وجاء في بيان للمنتدى "أثبتت الضربة الموجهة في قطر بما لا يدع مجالا للشك أن هناك عقبة واحدة أمام إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب: رئيس الوزراء نتنياهو. ففي كل مرة يقترب فيها التوصل إلى صفقة، يقوم نتنياهو بتخريبها". وتأتي زيارة روبيو في وقت تصعّد إسرائيل عملياتها في إطار خطتها المعلنة للسيطرة على مدينة غزة، كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان.
تفاقم الأزمة الإنسانية
وحثت الأمم المتحدة وأطراف في المجتمع الدولي إسرائيل على وقف العملية، محذّرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية التي بلغت حد إعلان المنظمة الدولية رسميا المجاعة في غزة الشهر الماضي. وتعتزم بلدان غربية عدة تتقدمها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطينية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وصوّتت الجمعية العامة الجمعة لصالح قرار يهدف إلى إحياء حل الدولتين من دون إشراك حركة حماس فيه.
إحياء حل الدولتين
وأكدت واشنطن أن زيارة روبيو الى إسرائيل تأتي كذلك في سياق الدعم بمواجهة هذا الحراك الدبلوماسي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت الجمعة إن واشنطن ستظهر التزامها "بمواجهة الإجراءات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية يكافئ حماس"، بحسب تعبيره. وأسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وردت إسرائيل بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 64,803 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة. وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 محتجزاً في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في الهجوم.